وفد من العتبتين المقدستين يزور مجالس عزاء شهداء ناحية المشخاب

30-12-2018
احمد الحسناوي
وفد من العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية
يزور مجالس عزاء شهداء
العمل الإرهابي في ناحية المشخاب
تستمر دماء شهداء العراق تروي أرضه الطيبة، راسمة لوحة حياة وسبيل أمل للأجيال التي سوف تبتهج فخراً أمام كل شعوب العالم، وهي ترفع صور شهداء قدموا أرواحهم، لتحيا هذه الأرض عزة وفخراً، وهي في طريق انتظار فرج الخلاص من الطغيان والجهل، هذا المنهج الذي لا يمت للإنسانية باختلاف صورها.
يعيش العراقيون فترة يرون انها تحتاج الى تضحيات جسام، إذ لا يمكن أن تستمر الحياة إذا لم يكن هنالك امدادات تديم زخم العيش بكرامة وحرية، لذلك نجد الإصرار على الاستمرار بالحياة واضحاً في نفوس المواطنين، وهم في صبح كل يوم جديد، ينطلقون بأمل متوهج بالحيوية والنشاط، متوكلين على الله سبحانه وتعالى.
تحاول الجماعات الارهابية التي لاقت الهزائم من قبل قواتنا البطلة في المناطق التي دنستها تلك الجماعات الضّالة، القيام بمحاولة فاشلة في المناطق الآمنة من البلاد، محاولة ارباك الوضع الأمني، ولكن الأبناء الغيارى لهذا الوطن من عشائر وقوات امنية كانت لهم كلمة الفصل التي فصلت رقاب تلك الجماعة التي باءت محاولتها بالفشل في هجومها على ناحية المشخاب التابعة لمحافظة النجف الأشرف هذه الحادثة التي كانت إضافة الى انتصارات القوات الأمنية والحشد الشعبي في معارك تحرير الموصل بالرغم من تقديم التضحيات بالأرواح من قبل أهالي تلك المنطقة، إلا أنها كانت لها وسام شرف لأبناء تلك المنطقة الابطال الذين هبوا للدفاع عن ارضهم.
من جانبها العتبات المقدسة وكدأبها المعروف كانت لها زيارة لمجالس عزاء الشهداء الذين سقطوا في هذه الاحداث الإرهابية، فقد شكلت العتبتان المقدستان الحسينية العباسية وفداً رفيع المستوى لزيارة تلك المجالس..
صدى الروضتين رافقت الوفد، وكان لها لقاء عدة أولها مع السيد عدنان جلوخان من قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة، ليتحدث قائلاً:
بتوجيه من سماحة المتولّيين الشرعيّين للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية، جئنا اليوم بوفدٍ مشترك لحضور مجالس عزاء الشهداء الأبرار في ناحية القادسية التابعة لمحافظة النجف الأشرف، الذين استُشهِدُوا جرّاء الحادث الإرهابي الجبان الذي استهدف هذه المحافظة الآمنة من قبل العصابات الداعشيّة التي تُحاول النيل من المواطنين الأبرياء، بعد أن ذاقت طعم الهزيمة في مواجهة أبنائنا الأبطال في ساحات القتال، لذلك لجأت لمثل هذه الأعمال الدنيئة؛ لتغطّي على فشلها وهزيمتها.
وأضاف: حضر هذا الوفدُ الذي ضمّ مجموعةً من السادة والمشايخ الأفاضل وعدداً من مسؤولي العتبتين المقدّستين مجلسي عزاء في سوق شعلان التابع للناحية المذكورة، حيث كان العزاء الأوّل لشهيدين، فيما كان المجلس الثاني لستّة من الشهداء الأبرار الذين راحوا ضحيّة هذا العمل الإجراميّ، وتمّ تقديم منحة مالية لذويهم، داعين الله تعالى في الوقت نفسه أن يلهم أهلهم وذويهم الصبر، وأن يكونوا شفعاء لهم يوم القيامة.
من جانبه، تحدث الحاج فاضل عوز عضو مجلس إدارة العتبة الحسنية المقدسة قائلاً:
تشرفنا بالحضور الى مجلس الفاتحة المقام على أرواح شهداء الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له ناحية القادسية لتقديم التعازي الى ذويهم.
وأضاف: ونقل الوفد تعازي المتوليين الشرعيين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي والسيد احمد الصافي (دام عزهما).
وأشار عوز: الى أن الوفد بارك الوقفة المشرفة لأهالي الناحية في التصدي للزمر الإرهابية ومنعها من اختراق المدينة، واصفا إياها بوقفة الإبطال المدافعين عن مقدسات العراق ووحدة أراضيه.
وكانت مجموعة إرهابية من ثلاثة انتحاريين يستقلون عجلة مفخخة، حاولت الدخول الى مدينة النجف الأشرف عبر أحد الحواجز الأمنية في ناحية القادسية.
لكن القوات الأمنية تصدت لهم، وتمكنت من تفجير السيارة وقتل الانتحاريين (وفقا لما أعلنه المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية العراقية).
وتجري العتبة الحسينية المقدسة زياراتها بشكل مستمر لعوائل شهداء القوات الأمنية والحشد الشعبي من خلال شعبة رعاية ذوي الشهداء والجرحى التي تشكلت بعد فتوى الوجوب الكفائي.
ذوو الشهداء من جانبهم، تحدثوا لصدى الروضتين، وكان لقاؤنا الأول مع ليث غالب والد الشهيد محمد تحدث قائلاً:
بكل فخر نقدم هذه القرابين الى تراب هذا الوطن ومقدساته.. وحقيقة انه شرف ما بعده ان يكون ولدي احد الشهداء لطالما كانت أمنيته ان يلتحق بصفوف الحشد الشعبي المقدس إلا أن بعض الأمور كانت عائقاً امامه.. وشاء الله تعالى ان يستشهد على ايدي هذه الجماعة الارهابية الضالة، وهو بين أحضان أهله، نحمد الله على كل امر هو قاضيه.. شكرنا وتقديرنا للعتبتين المقدستين لمبادراتهم المباركة في التواصل مع عوائل الشهداء في وقت لم نجد الجهات الرسمية تخطو هذه الخطوات.
كما كان لنا لقاء مع والد الشهيد حسن مجيد عباس والذي تحدث قائلاً:
نشكر العتبتين المقدستين لمبادرتهما بزيارة مجالس العزاء على أرواح الشهداء في جميع انحاء العالم، وهم في الوقت نفسه يقفون في دعم القوات المرابطة على السواتر لمحاربة الجماعة الارهابية التي حاولت الدخول الى المناطق الآمنة، ولكن كان الفشل نصيبهم، ونحن بدورنا كعوائل شهداء نفتخر بأن يكون لنا أبناء استشهدوا دفاعاً عن تربة الوطن.. وحقيقة ان الشهيد حسن كان يعمل سائق باص اجرة في المنطقة التي نسكن فيها خلال أيام العطل، اما الأيام الأخرى فهو يذهب الى دراسته الجامعية، ونحمد الله على كل امر.
لقاؤنا الآخر كان مع حيدر ابن الشهيد المفوض عبد الحسن كاظم ليتحدث قائلاً:
كان والدي الشهيد احد منتسبي الشرطة، وتحديداً في نقطة التفتيش التي تعرض لإطلاق نار من قبل الجماعة الإرهابية، ويروي لي احد المنتسبين مع والدي بأن الشهيد كان اول من تصدى الى العجلة المفخخة، وتبادل اطلاق النار مع الجماعة الإرهابية، وقد كان نتيجة تلك المواجهة هي تعطيل العجلة الخاصة بهم بعد اصابتها بإطلاقة نارية في احد الإطارات، مما أدى الى عدم تقدمهم، بعد ذلك خرجت العشائر واحبطوا الهجوم في الوقت الذي تعرض والدي الشهيد الى إصابة اردته شهيدا.. الحمد لله على كل حال، وهذا ليس بالأمر الجديد علينا، ونحن نشكر بدورنا العتبات المقدسة لسبقها بتفقد العوائل العراقية باختلاف المناطق.
كما كان لقاء آخر مع والد الشهيد محمد فوزي نعمة الابراهيمي تحدث قائلاً:
شكرنا وتقديرنا للعتبتين المقدستين على مبادرتهما هذه بزيارة عوائل الشهداء الذين سقطوا على ايدي الزمر الارهابية التي حاولت تدنيس المناطق الآمنة.. وحقيقة أن ولدي الشهيد ليس بأهم من أبنائنا الذي يقفون على سواتر العز من قوات امنية وحشد شعبي، باعتباره احد المنتسبين في القوات الأمنية والذي كان متجهاً الى واجبه، إلا أن الهجوم الإرهابي حصل عند وصوله الى نقطة التفتيش لم يكن للشهيد فرصة الا واستثمرها بالعمل والزيارة الى المراقد المقدسة، وهو فخرنا، ووسام شرف نفخر به ان شاء الله تعالى.