مركز الحوراء زينب يحتفي بإصدارسلسلة لبطولات وتضحيات شهداء الحشد الشعبي
30-12-2018
طارق الغانمي
تخليداً لتاريخ صدور فتوى الدفاع المقدس
مركز الحوراء زينب عليها السلام
يحتفي بإصدار الجزء الأول من سلسلة القصص الوثائقية
لبطولات وتضحيات شهداء الحشد الشعبي المقدس
بمناسبة ولادة الإمام الحسن العسكري عليه السلام ، احتفى مركز الحوراء زينب عليها السلام في العتبة الحسينية المقدسة بإصدار الجزء الأول من سلسلة القصص الوثائقية الخاصة بتوثيق ما قدمه شهداء العراق الأبرار من تضحيات وبطولات، أثمرت عن انتصارات حررت المناطق المغتصبة من العصابات الاجرامية الارهابية.
وقد شهد الحفل حضور المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه)، والأمين العام السيد جعفر الموسوي (دام تأييده)، وآمر لواء علي الاكبر عليه السلام الحاج علي الحمداني، وعدد من مسؤولي العتبة الحسينية المقدسة، وعوائل الشهداء الأبرار الواردة قصصهم في الإصدار الأول.
السلسلة القصصية توجت باسم (14) شعبان؛ تخليداً لتأريخ انطلاق فتوى الوجوب الكفائي من المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف، وتميزت بأنها تروي أحداثاً واقعية، وثقها المركز بزياراته الميدانية لعوائل الشهداء، واللقاء بذوي الشهيد، وصيغت فيما بعد بسرد قصصي يجذب القارئ للتعرف على البطولات الثرة للشهداء.
وتضمن الحفل كلمة لسماحة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة التي بين في مقدمتها منزلة الجهاد في الإسلام، وفي القرآن الكريم.
ثم أشاد سماحته بدور الشهداء الأبرار في الحفاظ على الوطن والمقدسات، قائلاً: إن العراق سيكون عزيزاً ومنيعاً ومكرماً بفضل فتوى الدفاع المقدس، وسيبقى موحداً بفضل الدماء الطاهرة، وسيحافظ على استقلاله ووحدته بفضل تضحيات أبنائه.. مثنياً على العوائل المضحية ممن قدمت أبناءها قرابين للوطن، وخاصة العوائل التي قدمت أكثر من شهيد في سبيل الوطن والعرض والمقدسات.
مؤكداً: أن صفحة العصابات الإجرامية سوف تنتهي قريباً إن شاء الله تعالى، ولم يبقَ على ذلك إلا الشيء اليسير.
مخاطباً سماحته عوائل الشهداء: سيعود العراق بلداً قوياً بفضل جهاد أبنائكم، ولكم منا كل التقدير والثناء على ما قدمتموه لبلدكم، ولن ننسى هذه الدماء الطاهرة بإذن الله تعالى.
وفي التفاتة إلى الحاج (مهدي أبو صالح) وهو أكبر مقاتل في لواء علي الأكبر عليه السلام ، حيث اعتبر ممثل المرجعية: أن موقف هذا الرجل الكبير قد لا نجد مثيله لدى شباب في مقتبل العمر، وموقفه شبيه بموقف الصحابي الجليل حبيب بن مظاهر الأسدي E مع الحسين عليه السلام ، وقال: نحن نعتبره قدوتنا.
وتخلل الحفل عرض مسرحي بعنوان: (ومنهم من ينتظر) من تأليف وإخراج (الاء طاهر)، وتمثيل عدد من تلاميذ مدارس السيدة رقية، والسيد علي الأصغر عليهما السلام للأيتام، تروي مشاهدها معاناة الأطفال بعد فقدان آبائهم، وافتخارهم بآبائهم الشهداء في ذات الوقت.
واختتم الحفل بتكريم سماحة المتولي الشرعي (دام عزه) لأكبر المقاتلين الممتثلين لأمر المرجعية الدينية العليا الحاج (مهدي أبو صالح) الذي يرابط على سواتر الدفاع وهو بعمر يناهز (85) عاماً، وهو يدافع عن الأرض والعرض والمقدسات مع ولديه وحفيده.
وكذلك تكريم عوائل الشهداء (العشرون) الواردة قصصهم في كتاب (ومنهم من ينتظر)، مع إهداء نسخة من الكتاب لكل عائلة، والتي أدخلت الفرحة والسرور على قلوبهم المفجوعة بفقد أبنائهم.
من جانبهم ثمن ذوي الشهداء هذا الجهد في توثيق بطولات أبنائهم، معتبرين هذا التكريم الأكبر لهم الذي سيبقي لشهدائهم ذكرى خالدة على مر الأزمنة.
بعد ذلك كان لعوائل الشهداء وقفة للمشاركة في أداء الممارسة العبادية داخل الصحن الحسيني الشريف حاملين بفخر صور أبنائهم الأبطال.
صدى الروضتين كعادتها كانت حاضرة في المحفل، وأجرت لقاء مع أكبر مجاهدي الحشد الشعبي المقدس، الحاج مهدي أبو صالح الذي يبلغ من العمر ما يناهز (85) عاماً، فقد تحدث قائلاً:
شاركت في جميع معارك تحرير مدن العراق من سيطرة تنظيم الإرهابي منذ انطلاق فتوى الوجوب الكفائي، وشاركت مع (18) فرداً من أسرتي في هذه المعارك، وأسكن في محافظة واسط، قضاء العزيزية، وأقاتل مع لواء علي الأكبر عليه السلام التابع للعتبة الحسينية المقدسة.
وأضاف صاحب الشيبة الوقورة الذي شبهه ممثل المرجعية الدينية سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) بـحبيب بن مظاهر الأسدي E: التحقت بصفوف الحشد الشعبي المقدس منذ أن سمعت بالفتوى المباركة للسيد السيستاني (دام ظله الوارف)، ومنذ ذلك الحين تمسكنا بتلبية الفتوى والنداء خصوصاً أننا كنا عند انطلاقها في الصحن الحسيني الشريف نخدم زوار الإمام الحسين عليه السلام .
مبيناً: أن أهم معركة خضتها منذ انطلاق الفتوى هي أستطيع أن أوصفها بـ(معركة النفوس)، إشارة إلى محاربة هوى النفس وترددها في القتال، ولله الحمد استطعت التغلب على كافة الوساوس، وشاركت باندفاع كبير في كافة المعارك.
موضحاً: لقد حررنا الكثير من المدن الشمالية والغربية في العراق، وكنا نقاتل تنظيم داعش الإرهابي برشاشات بسيطة وذخيرة قليلة جداً، وكنا على استعداد أن نقاتل حتى بـ(العصي)، وفي إحدى المعارك حررنا منطقة كاملة من سيطرة التنظيم بهذه الإمكانات البسيطة، وكانت خسائرنا شهيدا واحدا فقط، وجريحين وكانوا فداء للحسين عليه السلام .
وفي مدن سامراء وصلاح الدين والأنبار والموصل، كنت أرى الشباب في الحشد الشعبي المقدس من كافة الفصائل يتسابقون إلى الشهادة، وهو منظر أعاد لنا تفاصيل واقعة الطف التاريخية إلى الأذهان.
متابعاً: قدرتي كبيرة على مواصلة القتال وخوض غمار الحرب، وكنت أقاتل وأشارك في المعارك، وأشعر كأني شاب في الـ(18) من العمر، ولا أعرف شيئاً غير الوصول إلى مسلحي تنظيم داعش، وتوجيه الرصاصات نحوهم.
متمنياً: كنت أرى العديد من أبناء الحشد الشعبي المقدس، وهم يتساقطون وينالون الشهادة، وكنت أتمنى لو أصاب أو أنال ما ينالونه، وأتمنى من الله (عز وجل) أن يختم هذا العمر المديد بنيل الشهادة في سبيله وسبيل الإسلام والمقدسات.
مشيراً: رأيت الكثير من الكرامات في ساحات القتال، ومنها انقلاب العجلات الملغمة من قبل تنظيم داعش الإرهابي، وواجهنا المفخخات بأسلحة متواضعة وهتافات (يا حسين.. يا حسين، أو يا مهدي...).
تعرضت إلى عدة مواقف في جبهات القتال، منها إصابة ابني الأكبر (أبو حسن) برصاصات اخترقت صدره وجهت له من قبل قناص (داعشي)، وعندما سقط من أعلى التل إلى واد عميق قلت له: (الله وياك... الله يعينك). وقد كنت أتمنى لو أن هذه الإصابة لي وليست له؛ لأنه لا يزال صغيراً ويعيل أطفالاً صغاراً.
ذاكراً: لقد عانيت الكثير من الصعوبات في أجواء صعبة وحارة كان المقاتلون يضطرون أحياناً إلى الركض السريع، وكنت لا أقوى على ذلك، لكن بركات الله سبحانه وتعالى كانت تفيض علينا من كل جانب.
وبشأن الإصدار القصصي الأول تحدثت مديرة مركز الحوراء عليها السلام المهندسة سارة محمد علي إلى صدى الروضتين، قائلة:
إننا نحتفي اليوم بإصدار الجزء الأول من سلسلة القصص الوثائقية التي وسمت بـ(14 شعبان) تخليداً لتاريخ صدور فتوى الوجوب الكفائي.
هذه السلسلة ستضم (14) جزءا، كل جزء يضم (20) قصة لمجموعة من قصص الشهداء التي وثقها مركز الحوراء عليها السلام خلال الزيارات الميدانية التي اجراها مع عوائل شهداء الحشد الشعبي المقدس سواء في داخل مدينة كربلاء المقدسة أو خارجها، ولكافة فصائل الحشد الشعبي المقدس.
وما يميز هذه القصص عن غيرها مكتوبة بطريقة السرد القصصي المختلف عن باقي القصص، وتروي أحداثا حقيقية وواقعية لتضحيات شهدائنا الأبرار من خلال تركهم حالات معينة من عوائلهم وحالاتهم المعاشية وبطولاتهم في ساحات القتال.
وإن شاء الله تعالى سيستمر المركز بإصدار الأجزاء الباقية من السلسلة، وفي حالة إصدار أي جزء سيتم دعوة عوائل الشهداء، لتكريمهم بهذا السفر الخالد في الدنيا والآخرة.
أما اللواء علي الحمداني آمر لواء علي الأكبر عليه السلام ، أحد فصائل الحشد الشعبي المقدس، تحدث قائلاً:
لكل الشهداء هناك اهتمام بالغ من قبل المرجعية الدينية العليا، وهذه الالتفاتة الخاصة من قبل العتبة الحسينية المقدسة بتخليد بطولاتهم في ساحات القتال من خلال إصدار سلسلة من القصص الواقعية للشهداء، هو خير تكريم لهذه العوائل الصامدة، حيث شاهدنا علامات الفرح والبهجة على وجوههم وهم يشاهدون قصص أبنائهم موثقة بكتاب سيبقى فخراً لهم في صفحات التاريخ المجيد.
والد الشهيد أسعد صدام علوان الذي استشهد في قاطع جبال مكحول بتاريخ 7/12/ 2015م:
نشكر العتبات المقدسة بالالتفات إلى عوائل الشهداء التي قدمت أبناءها قرابين في سبيل الدفاع عن الدين والوطن والمقدسات، وأيضاً نشكر مركز الحوراء زينب عليها السلام على جهودهم المبذولة في تدوين بطولات أبنائنا الشهداء البررة، وهذا التكريم هو حافز كبير لنا لمواصلة مشوار الحياة، ولا نقف عند هذا الحد، وإذا تطلب الأمر نخرج بأنفسنا للدفاع عن الوطن.