المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تُباركُ للجيشِ العراقِيّ الباسلِ ذكرى تأسيسِهِ

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تُباركُ للجيشِ العراقِيّ الباسلِ ذكرى تأسيسِهِ وتُجدّدُ دعوتَها الى حِمايةِ واحترامِ الكفاءاتِ العراقيّةِ من الأطبّاءِ والمعلِّمين..
باركت المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا للجيش العراقيّ ذكرى تأسيسه، مثمّنةً تضحياته الكبيرة من أجل الحفاظ على الوطن، سائلةً الله تعالى له ولجميع المقاتلين الأبطال أن ينصرهم بالنصر المؤزّر، كما جدّدت دعوتها الى ضرورة احترام الكفاءات العراقيّة من الأطبّاء والمعلّمين، وعدم استخدام العنف غير المبرّر ضدّها؛ لأنّها حالةٌ اجتماعيّة غير محبّبة وتؤدّي الى هجرة هذه الكفاءات, جاء ذلك على لسان وكيل المرجعيّة العُليا سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (7ربيع الثاني 1438هـ) الموافق لـ(6كانون الثاني 2017م) التي أقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف بإمامته، حيث قال سماحته:
إخوتي أخواتي، بدءاً نهنّئ الشعبَ العراقيّ بذكرى تأسيس جيش أبنائه الجيش العراقيّ البطل مثمّنين التضحيات الكبيرة التي ضحّى بها هذا الجيش من أجل الحفاظ على الوطن والتصدّي للقوى الإرهابيّة التي تحاول أن تعبث بالبلد، وكذلك نثمّن دور المقاتلين الأبطال في هذه المعركة المصيريّة المهمّة في محاربة الإرهاب الداعشيّ، سائلين الله تبارك وتعالى لهم ولنا جميعاً بالنصر المؤزّر القريب بعون الله تبارك وتعالى.
سأتناول في خدمتكم بما يتّسع به الوقت قضيّتين:
القضيّة الأولى: هي قضيّة استخدام العنف غير المبرّر مع بعض الشرائح الاجتماعيّة المهمّة، وبالأخصّ شريحة الأطبّاء، والمجتمع لابدّ أن يحترم هذه الكفاءات؛ لاحتياجه لها، والطبيب ضمن الطبقات الاجتماعيّة، وأنا أتحدّث عن مهنة لا أتحدّث عن شخص. وهذا الطبيب بما هو طبيب قطعاً يُمارس دوره وبالنتيجة هذا الطبيبُ قد يُخطئ، وليس كلّ شخصٍ تُعمل له عمليّة جراحيّة ينجو، هذه لا توجد في كلّ بقاع الدينا لا قديماً ولا حديثاً، فتحدث حالات الوفاة في عمل الطبيب وهذا أمرٌ معروف.
هل هناك تقصير من جانب الطبيب؟ أو بتعبيرٍ أدقّ هل هناك ضمان على الطبيب أو لا؟ هذه المسألة لها منشأ أو لها طرق، للأسف الشديد الذي يحصل أنّ الطبيب بدأت تنتابه حالات من الرعب؛ لأنّ بعض الناس لا يتعامل مع القضيّة تعاملاً اجتماعيّاً يرقى الى مستوى المسؤوليّة، بمجرّد أن تُوفّي هذا الشخص وهو عزيزٌ على أهله وعلينا وهو عزيزٌ على الطبيب أيضاً، لكن يأتي هؤلاء بطريقةٍ همجيّة يحاولون أن يعتدوا على الطبيب، وقد يضطرّ الطبيبُ الى أن يدفع عن نفسه ما شاء الله من عمليّات الاعتداء، أقول هذه حالة اجتماعيّة غير محبّبة إخواني، لا أريد أن أعطي ألفاظاً أكثر قسوة، لكن هذه حالةٌ اجتماعيّة غير محبّبة، الطبيب إذا كان مقصّراً هناك طرق قانونيّة، وطرق عرفيّة، وطرق شرعيّة نلجأ لها، لنأخذ الحقّ، ونجعل الطبيب يتحمّل المسؤوليّة، أمّا هذه الطريقة ستولّد فوضى، وسيتجرّأ كلّ من يملك بعض أسباب القوّة أن يعتدي على الآخرين، كذلك ستجعل بعض الأطبّاء يغادرون البلد، ونحن في أمسّ الحاجة للأطبّاء، لا الطبيب المُعتدى عليه فقط، بل حتى الأطبّاء الآخرين؛ لأنّ هذه الحالة تحصل مع أمهر الأطبّاء..!
الطبّ مهنةٌ شريفة، ويجب أن لا تأخذنا حالة الانفعال والحالة العصبيّة والروح الشيطانيّة الى أن نرتكب أشياء نندم عليها، وعلى الإخوة المتصدّين لأمثال هذه المسائل أن يلتفتوا الى عواقب الأمور إذا بقيت بهذه الطريقة.
وكذلك الحال مع المعلّم الذي هو الحلقة الأضعف إذا رسب هذا الطفل، أو إذا تصرّف تصرّفات قد تكون غير أخلاقيّة!!، وسيأتي وليّ الأمر ويتكلّم على المعلّم بكلماتٍ لا ترقى الى مستوى وليّ الأمر ولا الى المعلّم..!!.
وليّ الأمر إذا لم يزرع في ذهن ولده احترام المعلّم، فالولد سيتمرّد في المستقبل حتى على أبيه، المعلّم لابدّ أن يكون مُحتَرَماً اجتماعيّاً، لماذا هذه الجرأة على المعلّم وعلى المدرّس وعلى مَنْ يمارس مهنة التعليم؟!!
الآن المعلّم عندما يكتب في دفتر الملاحظات لأولياء الأمور أولياء الأمور لا يكترثون وكأنّهم أصحاب مِنّة على هذا المعلّم، لا المعلّم هو صاحب المِنّة!! المعلّم حسّس ونمّى فيهم روحاً طيّبة للعلم، ولحبّ البلد، وأصبح إنساناً يستفيد منه البلد فعلاً، لكن أولياء الأمور والمجتمع لابدّ أن يُعطوا للمعلّم الحصّة الحقيقيّة من التربية والاحترام اللائق من التربية.
أنا أعلم الآن أنّ بعض المعلّمين يُنفقون من أموالهم الخاصّة في سبيل أن يشتري مستلزمات بسيطة تفتقر لها المدارس، حتى يهيّئ جوّاً مناسباً نوعاً ما بمقدار ما يستطيع للطالب.. فمهنة التعليم، لابُدّ أن تقدّس بما هي تعليم، والقرآن الكريم حدّثنا كثيراً عن مسألة العلم.
سائلين الله تبارك وتعالى أن يحفظ بلدنا وبلاد المسلمين من كلّ سوء، اللهمّ اغفر لنا ذنوبنا وكفّر عنّا سيّئاتنا وتوفّنا مسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمد وعلى آله الطيّبين الطاهرين.