ندوة علمية بعنوان (ضوابط كتابة السيرة النبوية)
30-12-2018
محمد يوسف
ملتقى السيرة النبوية في دار الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم
ندوة علمية بعنوان (ضوابط كتابة السيرة النبوية)
عقدت دار الرسول الأعظمصلى الله عليه واله وسلم في مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، ضمن سلسلة ملتقى السيرة النبوية ندوة علمية بعنوان (ضوابط كتابة السيرة النبوية)، حاضر فيها آية الله الشيخ محمد السند (دامت بركاته)، على قاعة المؤتمرات والندوات في مركز العميد الدولي.
افتتحت الندوة بآيٍ من الذكر الحكيم للقارئ علي الوائلي، تلاها ترحيب من السيد رئيس الدار بسماحة آية الله الشيخ محمد السند (دامت بركاته)، والأساتذة الأفاضل المشاركين في الندوة، بعدها ارتقى المنصة آية الله سماحة الشيخ محمد السند (دامت بركاته) محاضراً.
وقد تحدث آية الله سماحة الشيخ السند (دامت بركاته) عن السيرة النبوية المكتوبة، وعن الأيادي التي كانت وراء تلك السيرة، وما بُثّ فيها من أخبار وأحداث لا أساس لها من الصحة. كما تحدث عن اهم مصادر السيرة النبوية ببعدها التاريخي، وكيفية الافادة من هذه المصادر فيما سيكتب، فضلا عن اذا ما أريد أن يكون للتاريخ أثر في كتابة السيرة يجب أن يعرض ما كتب في ذلك التاريخ على القرآن الكريم.
بعد ذلك، تطرق سماحة الشيخ الى منزلة النبي الأعظمصلى الله عليه واله وسلم في القرآن الكريم وفضله على بقية الانبياء عليهم السلام ، وأهمية الخطاب القرآني للنبي الأعظم صلى الله عليه واله وسلم ، وتحدث بعد ذلك عن ضوابط كتابة السيرة، وأهمية تلك الضوابط، وهي على الآتي:
أ- الرجوع في كتابة السيرة الى القرآن الكريم، وهو اكبر مصدر للسيرة.
ب- الذي يكتب السيرة يجب أن يكون ملمّاً بالعلوم الدينية، لتسعفه تلك العلوم بالأدلة.
ج- هناك مسلّمات في السيرة ليس لها دليل، كتبتها اقلام مأجورة من دعاة السلطة واقلامها التي من شأنها أن تخفض من قدر النبي ومنزلتهصلى الله عليه واله وسلم ، لذلك يجب فحص هذه المسلمات.
ح- الالتفات الى أن الكثير من النتائج في السيرة ستؤثر في الفقه والعقائد والتفسير.
وفُتح بعد ذلك الباب لمداخلات الأساتذة الحاضرين في تلك الندوة، اذ عبروا عن شكرهم واعجابهم بتلك المحاضرة الذين بدورهم وجهوا بعض الاسئلة والاستفسارات فيما يخص محاور الندوة.
وبعدها تم توزيع الشهادات التقديرية من قبل رئيس مركز العميد الدولي الدكتور رياض العميدي الى سماحة آية الله الشيخ محمد السند(دامت بركاته)، وأيضاً الى الاساتذة الحاضرين في الندوة.
وجرت على هامش الندوة لقاءات عدة، منها:
الأستاذ الدكتور عادل نذير بيري رئيس دار الرسول الاعظمصلى الله عليه واله وسلم :
هذه الندوة التي حاضر فيها سماحة الشيخ محمد السند(دامت بركاته) هي واحدة من باكورة عمل ملتقى السيرة النبوية الذي أنشأته دار الرسول الاعظمصلى الله عليه واله وسلم ، ليحاضر فيها نخبة من فضلاء الحوزة وعلمائها، فضلاً عن الأساتذة الأكاديميين في قضية السيرة النبوية، واشكاليات كتابتها، لتسليط الضوء على مجموعة من المفردات العلمية التي شغلت الباحثين، والتي يمكن أن تؤسس محركات علمية وبحثية جديدة، يمكن الانطلاق منها في سبيل كتابة السيرة النبوية التي شابها ما شابها من الهنات والارتقاء بكتابة السيرة؛ كي تكون الوجه الثاني للقرآن الكريم، أو أن تكون المجسد لمقولات القرآن الكريم، فالنبيصلى الله عليه واله وسلم لا يتحرك الا بوحي، وعليه ان لا تختلف سلوكيات وتصرفات النبيصلى الله عليه واله وسلم عن مقولات القرآن الكريم، فكتابة السيرة هي لتبيان مطابقة اقوال النبيصلى الله عليه واله وسلم وأفعاله مع اقوال الله سبحانه وتصوراته التي نجدها في القرآن الكريم.
الأستاذ المساعد الدكتور داوود سلمان الزبيدي (جامعة بغداد كلية التربية ابن رشد):
مثلت هذه الندوة المباركة والموسومة بضوابط كتابة السيرة النبوية بسماحة آية الله الشيخ محمد السند(دامت بركاته) علامة مضيئة من العلامات النيرة لجهود دار الرسول الأعظمصلى الله عليه واله وسلم المتواضعة في خدمة السيرة النبوية، على الرغم من الزمن القصير الذي شرعت من خلاله دار الرسو الاعظمصلى الله عليه واله وسلم للكتابة والبحث، وإقامة الندوات والورش العلمية، في المحاولة للوصول الى الفهم المشترك ما بين الحوزة الدينية وما بين الدراسات الاكاديمية للانطلاق الى مشروعها الكبير المتمثل بكتابة السيرة النبوية على هدي القرآن الكريم، وصولاً الى سيرة نبوية صادقة معبرة عن رؤى آل البيت عليهم السلام ، بعيداً عن التحريف والتزييف الذي مارسته الحاكميات الاسلامية على مر العصور والدهور.. ولا يخفى عن حضراتكم أن السيرة النبوية تعرضت لكثير من التحريف والتزييف والتصحيف.
ونحن نعمل في هذه الدار، وفي مركز العميد، على اعادة كتابة السيرة، وبتوجيهات من قبل السادة القائمين على إدارة قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، وفق رؤى آل البيت عليهم السلام وحديثهم الصحيح بهدي القرآن الكريم، أي بعد عرضها على الآيات الكريمة الدالة ضمناً وعقلاً على شخص الرسول الأكرمصلى الله عليه واله وسلم .
الدكتور سرحان جفات سلمان:
هذه الندوة واحدة من الندوات التي يقيمها دار الرسول الأعظمصلى الله عليه واله وسلم التابعة لمركز العميد الدولي، وهي تعنى بضوابط كتابة السيرة النبوية.. واليوم اختارت الدار شخصاً من الذين عرفوا ببحثهم العلمي المعمق في كتابة سيرة رسول اللهصلى الله عليه واله وسلم .
ويعد هذا المشروع من المشاريع التي تفضل ووجه بها سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزه) في ضرورة بحث سيرة الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) من جهة القرآن الكريم أولاً، ثم من جهة كتب السيرة وما كتب عن النبيصلى الله عليه واله وسلم .
وهذا مشروع تخصصي عملاق، تنهض به العتبة العباسية المقدسة، وهذه أول بواكير العمل تتحقق اليوم في مجموعة من الندوات، حيث انتخب السيد رئيس دار الرسول الأعظمصلى الله عليه واله وسلم الدكتور عادل نذير بيري مجموعة من الاكاديميين للإدلاء بدلوهم في هذه المسألة، وتأسيس الكتابة عن السيرة النبوية على اسس علمية وضمن اشتراطات اكاديمية.
الشيخ مازن شاكر يوسف مقرر قسم الفقه واصوله في كلية العلوم الاسلامية جامعة اهل البيت عليهم السلام :
بالنسبة للندوة هي اشبه بدعوة، وإن لم يصرح بها لكتابة التاريخ الاسلامي، وخصوصاً سيرة النبيصلى الله عليه واله وسلم ، باعتبار أن هذه السيرة في جانب منها هي مصدر من مصادر التشريع في كونها سيرة معصومة، وهذه الاعادة في كتابة السيرة تحتاج الى ضوابط قد ذكرها الباحث، وتحتاج الى اغناء.
وهذه الدعوة جداً عظيمة، ومن خلال وجودنا ومناقشتنا مع بعض الحضور من الأساتذة الكرام، وجدنا أن الباحث يدعو لكتابة السيرة النبوية من جديد باتجاهين:
الأول: هو نقد وتمحيص الموجود من هذا التراث وهذه السيرة، ولكن الناقد والممحص لهذه السيرة يجب ان يكون من ذوي الاختصاص الذين تتوفر فيهم الشروط، من الخلفية المعرفية بالقرآن الكريم، وامتلاكه للعلوم مثل الاصول والفقه وغيرها.
الاتجاه الثاني: هو اعادة كتابة السيرة بناء على الاختصاصات، ولكن من المصادر المسلمة وعلى نهج القرآن الكريم ونهج البلاغة وروايات اهل البيت عليهم السلام وتستثار هذه السيرة ويستنبط منها الاحكام، التي من الممكن جدا الاستفادة منها في الكتابة مستقبلاً.. وهذه الدعوة في نظري الخاص جيدة جداً لإبراز الجوانب التاريخية المهمة في سيرة النبي الكرم صلى الله عليه واله وسلم .