معهد تراث الأنبياء عليهم السلام يكرم الفائزين في مسابقاته
30-12-2018
سجاد طالب الحلو
تزامناً مع تتويج الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف
معهد تراث الأنبياء عليهم السلام يكرم الفائزين في مسابقاته
عطاء غير محدود، تقدمه العتبة العباسية المقدسة لمدينة كربلاء المقدسة وللعراق أجمع، بل تخطى ذلك العطاء ليصل الى جميع بقاء العالم، وكل ذلك من فيوضات وعطايا صاحب المرقد الطاهر سيدنا أبي الفضل العباس عليه السلام . تعددت المشاريع والنشاطات التي تقدمها العتبة المقدسة، فمنها ثقافية وعمرانية وغيرها من المجالات, لنشهد مؤخراً افتتاح معهد تراث الأنبياء عليهم السلام للدراسات الحوزوية الإلكترونية التابع لقسم الشؤون الفكريّة والثقافية في مدينة النجف الأشرف.
وفي رحاب المولى قمر العشيرة عليه السلام ، أقام المعهد احتفالية على قاعة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام من أجل تكريم طلبته المتفوقين في مختلف المراحل الحوزوية، اضافة الى تكريم مجموعة من الفائزين في المسابقات التي يقدمها المعهد على مواقع التواصل الاجتماعي.
ليبدأ الحفل المبارك بتلاوة آيات من القران الكريم، بعد ذلك قراءة سورة الفاتحة المباركة على أرواح شهداء الوطن والعقيدة، ليعزف بعدها النشيد الوطني، ونشيدُ الإباء للعتبة العباسية المقدسة.
كانت أولى كلمات الحفل المبارك لسماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزه) والتي ألقاها نيابة عنه فضيلة الشيخ صلاح الكربلائي(دام توفيقه) رئيس قسم الشؤون الدينية التي قال فيها:
نبارك للأمة الاسلامية ولمراجعنا العظام ذكرى تتويج الامام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه)، كما نبارك للإخوة العاملين في معهد تراث الأنبياء عليهم السلام جهودهم المباركة على إقامة هذا المشروع العظيم الذي نستبشر به خيراً (إن شاء الله) من خلال خطواته المتطورة في طريقة التدريس الإلكتروني؛ لأن المتبادر الى الذهن هو هيمنة العالم الغربي على عالم الانترنت، ووسائل الاتّصال المختلفة التي يُحاول تسخيرها دائماً لما ينشد ويخطّط.
ولكن بحمد الله تعالى، كان ولا زال لنا أئمّة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) يزودوننا بوسائل العصمة والحماية ضد الاختراق، وتاريخ المرجعية التي ورثت الإمامة يشهد بذلك من خلال مجابهة كلّ مخترع أو فكرة بالعلاج المناسب، وإن شاء الله تعالى هذه الثمرة من ثمرات العتبة العباسية المقدسة المتمثلة بمعهد تراث الأنبياء عليهم السلام ستكون خطوة لمجابهة نفس المخترعات والانترنت، وسيقف موقفاً إيجابياً أسوة بالخطوات الجادة لكل أتباع أهل البيت في العالم من خلال الشبكة العنكبوتية الواسعة.
بعد ذلك، كانت هناك كلمة لمدير معهد تراث الأنبياء عليهم السلام فضيلة الشيخ حسين الترابي والتي رحب فيها بداية بالإخوة الحضور والمشتركين والمستفيدين من المسابقات التي اقامها المعهد، ومن ثم قال:
يقدم معهد تراث الانبياء عليهم السلام الدراسات الحوزوية الالكترونية لمختلف الطلبة في شتى بقاع العالم، اضافة الى نشر وطباعة البحوث والمؤلفات العلميّة للطلبة والأساتذة في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف، وهذه خدمة عظيمة نقدمها لطالبي المعرفة في كل انحاء العالم.
وفي نفس السياق، قام المعهد بإجراء مسابقات عدة، كان الهدف منها المساهمة في نشر علوم وتراث أهل البيت عليهم السلام والإيثار المعرفي في مجتمعاتنا، انطلاقا من أهداف المعهد في التواصل مع المجتمع، ومن رؤيته في ترسيخ العقيدة والقيم الإسلامية، وتنمية الوعي الإسلامي، والعناية بالقرآن الكريم وغيرها.. وتأتي هذه المسابقات في خضمّ النشاط الدؤوب للمعهد على مدار الوقت.
وتحدث عن بعض المسابقات التي يقيمها المعهد، وعن أول مسابقة فقال:
المسابقة الأولى انطلقت في شهر رمضان المبارك من العام الهجري الفائت، واستمرت لتغطي أغلب المناسبات الدينية التي مرّت علينا، والتي كان آخرها استشهاد الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم حيث بلغ عدد الختمات في مسابقة (زر واختُمْ) (102 الف) ختمة في ظرف عشرة أيام على مستوى العالم.
واختتمت الكلمات بكلمة للتدريسيين في معهد تراث الانبياء عليهم السلام لفضيلة الشيخ حسين الأسدي(دام توفيقه)، وقد بين فيها عمل التدريسيين المبارك في المعهد، كما تناول خلالها مجموعة من الأحاديث الشريفة لرسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم والأئمة الأطهار عليهم السلام التي تدعو الى طلب العلم.
بعد ذلك شهد الحفل توزيع الجوائز على الأساتذة التدريسيين والكوادر العاملة في معهد تراث الأنبياء عليهم السلام ، اضافة الى الطلبة المتفوقين في المرحلتين التمهيدية والمقدمات والى الفائزين في المسابقات التي أقامها المعهد.
ليحين دور صدى الروضتين في بعض اللقاءات مع الاخوة الحضور، وكان اولها مع مسؤول العلاقات الخارجية للمعهد الشيخ كاظم الشريفي فحدثنا قائلاً:
يهدف المعهد الى نشر مذهب اهل البيت عليهم السلام بشتى الطرق، ومنها التدريس الحوزوي، وفي أي وقت من الأوقات، يستطيع الطالب أن يستفيد من هذه الدروس، وحسب البرامج التي يستخدمها المشترك في مواقع التواصل الاجتماعي مثل: (الفيس بوك, التليغرام, الوات ساب).
وعادة ما تكون الدراسة عبر موقع التليغرام؛ لأنه يحمل صفة مميزة في نشر الدروس الحوزوية، ولا يستقبل الردود اثناء الدروس, وكل يوم تبث هذه الدروس وحسب المراحل، وبعد الانتهاء من كل مرحلة ينتقل الى المرحلة التي تليها.
وتقام للطلبة المتميزين مسابقات، وزيارات للأئمة المعصومين عليهم السلام ، بالإضافة الى جوائز تقدم لهم.. وفي هذا اليوم المبارك نقوم بتكريم الاخوة والأخوات الفائزين بمسابقات المعهد، والمتفوقين بالدراسة في المعهد.
ونسأل الله(جل وعلا) أن يوفقنا وإدارة المعهد، وأن يحفظ المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) على دعمه المتواصل لهذا المشروع الرائد الذي يلبي الدراسات الحوزوية لجميع الطلبة الراغبين بذلك، وفي شتى بقاع العالم.
وفي لقاء آخر مع الشيخ حسين الأسدي(دام توفيقه)، أستاذ لمادة العقائد والأخلاق والسيرة في مركز تراث الانبياء عليهم السلام ، والذي حدثنا عن طريقة التدريس في المعهد فقال:
طريقة التدريس تنقسم الى قسمين: الأولى طريقة الدرس الحوزوي المعروف، وهو بأن يلقي الأستاذ المادة على طلبته، ويتم تسجيل هذه الدروس، ثم تنظم وترتب وتجدول، ومن ثم تبث من خلال قنوات مركز تراث الانبياء عليهم السلام , والطريقة الاخرى تكون من خلال بعض الكتب التي لا تدرس في الحوزة، فيقوم الأستاذ بتسجيلها في المعهد او في بيته، وتسجل، ومن ثم تبث عبر قنوات المعهد ايضاً.
وهذه الطرق تتواكب مع التطور العلمي ومع توجهات الناس؛ لأن المجتمع يميل لمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي، كما توفر فرصة كبيرة لكل من لا يستطيع أن يصل الى الحوزة.
ولكن من جهة أخرى، هذه الطريقة ربما تفتقر الى عنصرين مهمين: الأول عنصر الروحانية الخاصة في الدرس الحوزوي، اذا كان الدرس في مسجد او حسينية او في حرم امير المؤمنين عليه السلام . والعنصر الثاني بأنه لا يتوفر للطالب الجلوس والحضور مقابل الأستاذ من أجل أن يتفاعل ويثابر اكثر، لكن تمت المعالجة للفقرة الثانية ولو جزئياً من خلال فتح منفذ خاص بين الاستاذ والطلبة، فيمكن للطالب أن يسأل الأستاذ ويتواصل معه، اضافة الى بث الدروس فيديويا عبر موقع اليوتيوب.
وأخيراً.. أسال الله(عز وجل) أن ينفع بنا، وأن يجعلنا من العاملين بعلم أهل البيت عليهم السلام ، ومن يتشرفون بلقاء ابي الفضل العباس عليه السلام .
وفي لقاء آخر مع انوار نور الجليل المشتركة في عدة مسابقات من مسابقات معهد تراث الانبياء عليهم السلام فحدثتنا قائلة:
دراسة حوزوية قيمة، اضافة الى المسابقات الجميلة والمفيدة للغاية والتي يقدمها المعهد للمشتركين، والتي من شأنها زيادة الوعي الثقافي والديني عند المجتمع, وقمت بدعوة اقاربي وزميلاتي من اجل المشاركة في هذه الدروس الحوزوية والمسابقات القيمة.. ونأمل من الله(جل وعلا) ان يوفق المعهد اكثر وأكثر من اجل الاستمرار في هذه الدراسات والمسابقات؛ لتعم الفائدة شرائح المجتمع كافة.