المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تجدّد دعوتها الى ضرورة دعم وإسناد المقاتلين الأبطال
30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تجدّد دعوتها الى ضرورة دعم وإسناد المقاتلين الأبطال في جبهات القتال حتّى تحقيق النصر الكامل، وتُبارك لمسيحيّي العراق والعالم حلول العام الميلاديّ الجديد..
جدّدت المرجعيّةُ الدينيّة العُليا دعوتها المواطنين الى ضرورة الاستمرار في دعم وإسناد مقاتلينا الميامين في جبهات القتال، حتى تحقيق النصر الكامل بإذن الله تعالى، داعيةً المتمكّنين أن لا ينسوا إخوانهم وأخواتهم في مخيّمات النزوح ويوفّروا لهم ما يخفّف عنهم معاناتهم.
جاء هذا في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (30ربيع الأوّل 1438هـ) الموافق لـ(30كانون الأوّل 2016م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف بإمامة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي(دام عزه) حيث جاء فيها:
إخوتي أخواتي أودّ أن أعرض على مسامعكم الكريمة الأمرين التاليين:
الأمر الأوّل: أيّها الإخوة والأخوات من الأنظمة المهمّة التي اهتمّ في تشريعها الإسلام هو نظام الإنفاق، وقد وردت فيه الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تحثّ وترغّب في الإنفاق، وتشوّق اليه بمختلف الوسائل، وفي نفس الوقت حذّرت المؤمنين وحذّرت الآخرين من مسألة حبّ المال، وإمساك المال، وعدم إنفاق المال، ونتعرّض في بيان هذا النظام الى عدّة محاور أو الى سبعة محاور نذكر بعضاً منها في هذه الخطبة، ونذكر البعض الآخر في الخطب القادمة إن شاء الله.
المحور الأوّل: ما هي الدواعي لتشريع هذا النظام؟ وما هي المشاكل التي يقدّم لها هذا النظام حلولاً على مستوى الفرد والمجتمع؟.
المحور الثاني: ما هو فضل الإنفاق في الشريعة الإسلامية؟ بتعبيرٍ آخر، ما هي المعطيات وما هي الثمار الدنيونيّة والأخرويّة للإنفاق؟.
المحور الثالث: ما هي الأساليب القرآنيّة المتعدّدة التي اتّبعها القرآن الكريم في الحثّ على الإنفاق؟ الأوّل ألا وهو التشويق والترغيب، وفي الإنفاق الثاني التأنيب، وعلى الإنفاق الثالث الترهيب والتخويف من عدم الإنفاق.
المحور الرابع: ما هي شروط الإنفاق؟ وما هي آداب الإنفاق؟.
المحور الخامس: ما هي موانع الإنفاق؟.
المحور السادس: صور الإنفاق المتعدّدة الواجبة والمستحبّة.
والمحور السابع: الاعتدال في الإنفاق.
نبدأ بالمحور الأوّل والثاني إن شاء الله، المحور الأوّل: ما هي الدواعي لتشريع نظام الإنفاق في الإسلام؟ وفيه آيات كثيرة إذا تتأمّلون في القرآن الكريم هناك آيات كثيرة نظّمت هذا الإنفاق وبيّنت جوانبه المتعدّدة، ما هي الدواعي لتشريع هذا النظام؟ وما هي المشاكل التي يقدّم لها الحلول؟ هنا نسأل سؤالاً لماذا نبيّن هذا المحور؟ إخواني حتّى تتبيّن لنا عظمةُ الإسلام وعظمة الأنظمة التي وضعها الإسلام والتي قدّمت الحلول لكثيرٍ من المشاكل التي يمرّ بها المجتمع، وقدّمت الكثير من المعطيات على مستوى الفرد والمجتمع، ثانياً حتّى يتوفّر لنا الحافز والداعي والدافع أن ننفق وأن نعطي وأن نبذل المال في الوجوه المتعدّدة التي بيّنها الإسلام، لذلك سنبيّن الحكمة من هذا التشريع، وما هي الدواعي والمشاكل التي يحلّها:
أوّلاً: يُعالج نظام الإنفاق مشكلة الفقر، إخواني أيّ مجتمعٍ يُمكن أن يمرّ لأسبابٍ متعدّدة بمشكلة الفقر، والفقير ومشكلة الفقر إن لم تُحلّ ستؤدّي الى تداعيات وأخطار عظيمة على مستوى الفرد والمجتمع وتوضيح ذلك، نقول أوّلاً الفقير إذا لم تسدّ حاجته من ملبسٍ ومسكن وغير ذلك من الحاجات الأخرى، سيمرّ بمعاناة عظيمة، ويشعر بالمعاناة النفسيّة والاجتماعية.
وثانياً: أنّ الفقير إن لم تعالج مشكلته ستُشَلّ أفكاره وإبداعاته وقدرته الجسدية عن العمل والمساهمة مع الآخرين في بناء المجتمع، وهذا الظلم الذي يشعر به تجاه المجتمع سيولّد لديه عقدةً من الحقد والكراهية والبغضاء تجاه بقيّة أفراد المجتمع، وقد يؤدّي به أحياناً الى ارتكاب الجريمة بحقّ الآخرين، لذلك هذه إحدى المشاكل التي عالجها نظام الإنفاق، معالجة مشكلة الفقير حتى يصون الإسلام الفرد الفقير.
ثانياً: معالجة مشكلة التباين الطبقيّ وآثاره الخطيرة في المجتمع، أحياناً في بعض المجتمعات فئة قليلة تتمتّع بكثرة المال، وتتمتّع بالأمور الناتجة من توفير المال لها، وفئةٌ كبيرة يعوزها المال ولديها الحاجة، هذه الفئة الكبيرة تشعر بهذا التمايز والتباين بين طبقةٍ مترفةٍ متخمة لديها الكثير من المال وطبقةٍ أخرى تعاني من العوز والحرمان والفقر، وهذا يؤدّي الى شعور الكثرة بالظلم الاجتماعيّ الواقع بين الطبقة الغنيّة وبقيّة الطبقات ممّا يؤدّي الى حصول حالة من سوء الظنّ والاضطراب في المجتمع، وقد يؤدّي الى الصراع والعداء والكراهيّة بين طبقات المجتمع، وبالتالي المجتمع سيُعاني من حالة الانقسام الداخلي والصراع الداخلي الذي سيُضعف هذا المجتمع.
اللهمّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات، وبلّغهم ما يأملون من برِّك واكفِهم ما يحذرون بعونك، اللهمّ آمنّا في أوطاننا، وأنزلْ رحمتك علينا، وفرّج عنّا بفرجك العاجل إنّك سميع الدعاء قريب مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيّبين الطاهرين..