المرجعيّةُ الدينيّة العُليا تدعو الى توفير المستلزمات الضروريّة للمقاتلين، وتحثّ على دعمهم إعلاميّاً،
30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّةُ الدينيّة العُليا تدعو الى توفير المستلزمات الضروريّة للمقاتلين، وتحثّ على دعمهم إعلاميّاً، وتؤكّد أنّهم عزّنا وشرفنا وهم التيجان التي نفتخر بها وهم إكليلٌ يطوّق أرض العراق..
دعت المرجعيّةُ الدينيّة العُليا الى توفير المستلزمات الضروريّة للمقاتلين؛ ليشعر هؤلاء الإخوة أنّنا معهم؛ لأنّ الله معهم، وإذا كان الله تعالى معهم لابُدّ أن نسعى لأن نكون معهم، وهؤلاء لابُدّ أن يوجّه لهم الدعم في كلّ شيء تحت المنال والإمكان، مؤكّدةً أنّ هؤلاء الأبطال الأعزّاء المقاتلون النجباء، الذين تمتّعوا بهذا الحسّ الوطنيّ الحقيقيّ، هؤلاء هم أعزّتنا وهم شرفنا وهؤلاء هم بقاؤنا وهم التيجان التي نفتخر بها وهؤلاء هم إكليلٌ يطوّق أرض العراق.
جاء هذا في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (23ربيع الأوّل 1438هـ) الموافق لـ(23 كانون الأوّل 2016م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف بإمامة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) حيث جاء فيها:
إخوتي أخواتي سأعرض بعض الآيات الشريفة التي تتحدّث عن قضيّة الفتنة، وهي قضيّة المقاتلة وقضيّة الحرب، وكيف تكون هناك جهة تُحاول أن تثبّط وفي المقابل تكون هناك جهة على بصيرةٍ من أمرها ولا تتأثّر بهذا التثبيط.
قال تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)، على مرّ التاريخ هناك جبناء والقرآن يريد أن يعطي صورة لبعض هؤلاء الجبناء ماذا يقولون؟ يقولون للذين هم مؤمنون: إنّ الناس قد جمعوا لكم، بدأ هؤلاء الناس في حالة الحرب يجبّنونهم يضعّفون همّتهم، ويحاولون أن يجعلوا حالة الخذلان عندهم، ويمارسون جميع الأساليب في سبيل أن لا يقاتلوا (الذين قال لهم الناس...) ماذا قالوا؟ (...إنّ الناس قد جمعوا لكم) جمعوا يعني العدوّ قد تهيّأ لكم والعدوّ قد تسلّح وتترّس، العدوّ جاء بخبراء، العدوّ جاء بمقاتلين أشدّاء، وهذه كما حدثت في واقعة الطفّ "سآتيك بجيشٍ أوّله في الكوفة ونهايته في الشام"!! وهو كذب ودعاية.
القرآن يقول: هؤلاء موجودون دائماً، قال لهم الناس إنّ الناس قد جمعوا لكم وتهيّأوا لكم، فماذا يريد هؤلاء من هذه الكلمة؟ قال (فاخشوهم) أي انهزِموا اخرُجُوا اهرُبُوا.. وهؤلاء المنافقون قد يكونون أشدّ ضرراً على المؤمنين من العدوّ؛ لأنّ العدوّ أمره معلوم ومكشوف، هو مَنْ؟ وماذا يفعل؟ ومَنْ وراءه؟ لكن هؤلاء المنافقون يُظهرون ويُبطنون فهم يأتون بعنوان النصيحة تارةً اهزموا حافظوا على حياتكم هؤلاء قد جمعوا لكم والأمر ليس كذلك، وإنّما هذا الجبانُ يتصوّر الناس كلّهم جبناء.
نحن الآن نسمع الأعداء عندهم إمكانيّات هائلة إعلاميّاً وتسليحيّاً والحديث يطول، لكن في المقابل أنا لا أهتمّ بهذا، أنا أرى هذه الطاقات الشبابيّة القويّة.
لذلك إخواني أحبّ هنا من باب حقّ هؤلاء الإخوة علينا، أن أتحدّث الآن من باب حقّ هؤلاء الإخوة:
لابُدّ أن يستشعر هؤلاء أنّنا أيضاً معهم بكلّ ما تعني هذه الكلمة معنويّاً ومادّياً وإعلاميّاً، وأيضاً تحسّس بمعاناة هؤلاء، اعملوا أيّ شيء جيّد وأرسلوا ثوابه لهم اعملوا أيّ حالة من الحالات، الآن الصحف الإلكترونية كثيرة ما شاء الله، وليشعر هؤلاء الإخوة أنّنا معهم لأنّ الله معهم، وإذا كان الله تعالى معهم لابُدّ أن نسعى لأن نكون معهم، وهؤلاء لابُدّ أن يوجّه لهم الدعم في كلّ شيء تحت المنال والإمكان، وأيضاً هناك حالات أخرى كمسألة الطبابة وتهيئة اللوازم الطبيّة والتخفيف عن الجرحى - أتحدّث في ساحات القتال - وتأمين المستلزمات الواجب علينا أن نؤمّنها حفاظاً عليهم.
لو لم نكن الآن في هذا الزمن، ونرى قوّة وشجاعة وبسالة هؤلاء الأبطال ونقلت الينا لقلنا أنّ هذه نوع من المبالغة، لكنّنا نعيش ونتحسّس نجد منهم من هو في عمر الزهور ستّة عشر عاماً!! ماذا يعرف من الدنيا هذا؟! تجد هذه البسالة والقوّة تأتيه الدبابة أو السيّارة المفخّخة ويذهب سريعاً لها الى قمّة الدبابة يفتح غطاءها ويقتل من فيها وينسحب وهو ابن (16) سنة، لكن هذا الاندفاع حقيقةً لو يُقال لنا قبل مائة سنة نقول هذه مبالغة، لكنّنا عندما نرى هؤلاء أليس من حقّهم علينا أن ندعمهم.
فهؤلاء الأبطال الأعزّاء المقاتلون النجباء، وهؤلاء الذين تمتّعوا بهذا الحسّ الوطنيّ الحقيقيّ، هؤلاء هم أعزّتنا وهؤلاء هم شرفنا وهؤلاء هم بقاؤنا وهؤلاء هم التيجان التي نفتخر بها وهؤلاء هم إكليلٌ يطوّق أرض العراق، نسأل الله تعالى لهم ولكم النصر والعزّة، وأن يحفظ الله تعالى الجميع في بدنهم ودينهم وفي أوطانهم وعوائلهم، وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كلّ سوء، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمدٍ وآله الطيّبين الطاهرين.