وفد من العتبة العباسية المقدسة يزور مجالس العزاء المقامة لشهداء فرقة العباس

30-12-2018
حيدر داوود
وفد من العتبة العباسية المقدسة
يزور مجالس العزاء المقامة
لشهداء فرقة العباس عليه السلام القتالية
في محافظتي البصرة وواسط
العتبة العباسية المقدسة، واستمراراً لمشروعها الداعم لقوات الدفاع المقدس وشهدائهم وجرحاهم، والذي يشرف على تنفيذه قسم الشؤون الدينية فيها، حيث قامت بزيارة عوائل الشهداء الذين استشهدوا دفاعاً عن أرض العراق ومقدساته في عمليات تحرير الأراضي من دنس الإرهاب، وتلبية لنداء المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف المتمثلة بسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)، فكانت للقسم الشؤون الدينية جولات عديدة شملت أغلب محافظات العراق.
فقد انطلق وفد من قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدّسة والذي ضمّ مجموعة من المشايخ الأفاضل مع قادة من فرقة العباس القتالية لمجالس العزاء المقامة على أرواح الشهداء الأبطال (رحمهم الله) الذين قضوا نحبهم في عمليات (قادمون يا نينوى) قاطع تلعفر.
فكانت محطتنا الأولى لليوم الأول في محافظة البصرة التي قدمت خمسة شهداء خطوا أسماءهم بحروف من ذهب في سجل الشهداء، هم كل من:
الشهيد عباس انتيش غليون المياحي من مواليد 1986م من قضاء القرنة في منطقة حي الزهراء التي تبعد عن مركز محافظة البصرة 75كم.
والشهيد عقيل عبد الحسين سوادي من نفس القضاء في منطقة (الزريجي).
والشهيد قاسم رحيم حسن السكيني من ناحية النشوة (كوت الخان) من مواليد 1996م.
والشهيد قاسم ظاهر المنصوري من مواليد 1997م، من منطقة (الزريجي)، ليتوجه الوفد بعد ذلك الى جنوب محافظة البصرة، وبالتحديد الى قضاء أبي الخصيب في منطقة (مهيجران) لمجلس عزاء الشهيد البطل يوسف طالب عبد الحسين التميمي من مواليد 1991م.
وفي صباح هذا اليوم الثاني، انطلق الوفد الى محافظة الكوت في منطقة البتار في جامع الزهراء الكبير لمجلس عزاء الشهيد البطل جاسم حسن الكعبي، وتم استقبالنا بمحبة، وكأني أراهم قلوباً تحشدت لاستقبالنا تعزي معنا.
أهالي الشهداء من جانبهم بينوا أنهم قدّموا أولادهم فداءً لتراب الوطن داعين الباري (عز وجل) أن يتقبل منهم هذا القربان، ويحتسبهم شهداء عنده؛ لأنهم وقفوا بوجه مجاميع ارتكبت أبشع الجرائم بحق أبناء الشعب العراقي، مبدين شكرهم وتقديرهم لهذه الزيارة الطيبة والمبادرة الكريمة، ومؤكدين أن العراق واحد بأرضه وشعبه رغم اختلاف الطوائف والقوميات والديانات.
صدى الروضتين التقت بالشيخ ماجد السلطاني من قسم الشؤون الدينيّة في العتبة المقدّسة فبيّن قائلاً:
كما تعلمون أنّ زيارة عوائل الشهداء والجرحى أصبحت من أولويّات العتبة العبّاسية المقدّسة منذ انطلاق فتوى المرجعيّة الدينيّة العُليا الى يومنا هذا، حيث تبنّى قسمُ الشؤون الدينيّة فيها زيارة هذه العوائل العزيزة التي ضحّت بأبنائها في سبيل نصرة الحقّ.
وحقيقةً هناك عدّة رسائل من هذه الزيارات، نريد أن نبيّنها للعالم، أوّلها أنّنا لا ننسى شهداءنا، وهذا ما أكّدت عليه المرجعيّةُ العُليا، وثانيها لكي نبيّن لعوائل الشهداء أنّ أبناءهم يستحقّون منّا كلّ شيء، وهذا التكريم أقلّ ما يُمكن أن نقدّمه لهم مقابل تلك التضحية العظيمة، فهم بذلوا دماءهم في سبيل الدفاع عن أرض العراق وشعبه ومقدّساته، لذلك نقوم بهذه الزيارات بشكلٍ مستمرّ وفي جميع محافظات العراق حتى وصلنا الى السليمانيّة وكرّمنا فيها العديد من عوائل الشهداء والجرحى، ولم نفرّقْ بين عوائل الشهداء من أيّ طائفةٍ أو دينٍ آخر، وإن شاء الله تعالى نحن مستمرّون بهذا العمل، ونسأله تبارك وتعالى أن تنجلي هذه الغيمة عن عراقنا العزيز، كما أهدينا عوائل الشهداء راية أبي الفضل العبّاس عليه السلام لما تمثّله من قيمةٍ معنويّة في نفوسهم.
موضحاً: اليوم وجدناهم برغم المصاب الكبير والثقيل إلا أنهم بصريح العبارة كانوا مسرورين جداً بمبادرة العتبة العباسية المقدسة، وكانوا ممتنين لحضورنا عزاء شهدائهم، ففي زيارتنا هذه نقدم لهم دعماً معنوياً كبيراً، وهو ما جعلهم يبدون مرفوعي الرأس ومبتهجين رغم مصابهم.. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد شهداءنا بواسع رحمته، وأن يمنّ على أهلهم بالصبر والسلوان انه سميع مجيب الدعاء.
الشيخ سالم المالكي مسؤول فوج الحجة ابن الحسن f التابع لفرقة العباس القتالية في محافظة البصرة أحد أقارب الشهيد قاسم رحيم:
إن هذا التواصل الذي علمتنا عليه العتبات المقدسة لزيارة عوائل الشهداء، وكذلك مواصلة الدعم اللوجستي لأبطال الدفاع المقدس في ساحات القتال؛ لكي نكون يداً بيد لنصل الى النصر الحاسم إن شاء الله تعالى، وبدعاء وبركات المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف المتمثلة بآية الله العظمى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف).
ونحن كلنا تفاؤل وسرور، فهذا ليس بجديد على العتبات المقدسة، وانما هذا فيض من الوفاء لدماء الشهداء التي ضحت بأرواحها من أجل المقدسات.. نسأل من الله العلي العظيم أن يديم علينا وعليهم هذا التواصل في خدمة الشهداء جميعاً، فقضية حياة الشهيد هي حياتنا وحياة مذهبنا وعقيدتنا.. فلذا نقدم الغالي والنفيس في سبيل أن تبقى راية لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله باقية خفاقة بأيدي المرجعية، وإن شاء الله تعالى باقون على العهد ما بقينا في الحياة.
اما بخصوص الشهيد البطل قاسم رحيم حسن السكيني فقد كان شاباً مندفع الإيمان وسباقا للتضحية في سبيل الله تعالى.. أكمل التدريبات في معسكرنا في شط العرب فالتحق في صفوف الفرقة قبل ذلك شارك في تشييع الشهداء الذين سبقوه، وكان من المفروض انه يتزوج في بداية السنة الجديدة، لكن شاء القدر أن يجعله شهيدا ان شاء الله.
الأستاذ كريم جابر عبود أحد أقرباء الشهيد قاسم ظاهر المنصوري:
الحقيقة لولا دماء الشهداء لما كنا ننعم بهذا الأمان، ونواصل العيش بكرامة وعز، فهم شعلة انارت لنا الطريق، وقال الله تعالى في منزلة الشهيد: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) فقد دافعوا عنا وعن الحق، فالشهيد كان من الشباب الطموح وكان من مواليد 1997م، فقد لبى نداء المرجعية رغم صغر سنه، وكنا ننتظر الشهيد ونعد له ليوم نزوله، فقد كنا نحضر لزواجه ولكن الحمد لله فقد ذهب عريسا الى الجنة ان شاء الله، كما نتقدم بالشكر الجزيل للعتبة العباسية المقدسة وللقائمين على هذا المشروع المبارك.