وفد العتبة العباسية المقدسة يتكفل ببناء دار سكنية لعائلة الشهيد السيد جاسم آل شبر

30-12-2018
سجاد طالب الحلو
وفد العتبة العباسية المقدسة
يتكفل ببناء دار سكنية ويقدم التعازي
لعائلة الشهيد السيد جاسم آل شبر
نجوم تفقدها سماء الوطن الغالي في وقت خسوف القمر، حينها تكون اكثر احتياجاً لتلك النجوم النيرة؛ كي تضيء طريق الحرية والخلاص من جرذان بعض الدويلات المتآمرة على وطن الحضارات والأنبياء. دموع الثكالى تملأ القلوب قبل ازقة الطرقات فرحاً وفخراً بشهداء العقيدة والفداء الذين تقدموا نحور رفع رايات النصر بمباركة المرجعية الدينية, ومن جملة المتسابقين الى تلبية الدعوة المباركة المجاهد القائد مدير الجهد الهندسي السيد جاسم آل شبر والذي ارتقى الى رحمة الباري بجوار الشهداء السعداء في ايام اربعينية سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام .
وبعد الزيارة المباركة، توجه وفد العتبة العباسية المقدسة والذي ترأسه رئيس قسم الشؤون الدينية الشيخ صلاح الكربلائي(دام توفيقه) وبعض السادة الخدم، ومن قسم الشؤون الفكرية والثقافية, حيث قدم الوفد هدايا مادية ومعنوية، ومنها راية قبة قمر العشيرة أبي الفضل العباس عليه السلام .
التقت جريدة صدى الروضتين برئيس قسم الشؤون الدينية في العتبة المقدّسة ومسؤول الوفد الشيخ صلاح الكربلائي(دام توفيقه)، فتحدث عن زيارة عائلة الشهيد فقال:
كنت أشاهد التلفاز، وذلك قبل زيارة الأربعين، وحينها لفت انتباهي لقاء مع مجاهد من مقاتلي الدفاع في المعارك التي تدور في محيط مطار تلعفر (في برنامج الرد السريع)، وكان ذا خلق رائع، وعمق في الكلام، حينها تمنيت أن التقي به، ولكن سرعان ما خرج (مانشيت) سريع بأن هذا اللقاء كان مع المجاهد قبل استشهاده بساعات، تألمت حينها كثيراً لفقد هذا المجاهد البطل، وهو أيضاً أحد طلاب الحوزة العلمية في النجف الأشرف سابقا، حينها طلبت من الاخوة تهيئة وفد من اجل زيارة عائلة الشهيد المجاهد السيد جاسم آل شبر, والذي آلمني أكثر بأن عائلة الشهيد تسكن ضمن مناطق عشوائية غير صالحة للسكن.
وتحدث الشيخ الكربلائي عن الدار التي أوعز ببنائها المتولي الشرعي فقال:
وكما اعتدنا على كرم وسخاء المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزه) من كرم عمه صاحب الجود والولاء قمر العشيرة عليه السلام , حيث اوعز سماحته ببناء دار سكنية جديدة لعائلة الشهيد؛ لكون بناء دارهم غير لائق للسكن, وعلى الرغم من أنه لا يمتلك أبسط مقومات العيش، إلا انه كان قائداً مقداماً وبطلاً حيث ازاح مئات العبوات الناسفة من امام الابطال المجاهدين في سوح القتال, ونحن نفتخر بهؤلاء الابطال امام العالم اجمع.
وفي لقاء آخر مع أخ الشهيد السيد حازم آل شبر، فبين قائلاً:
"اللهم ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى", ثقافة الجهاد من الثقافة الذاتية عند الشهيد البطل السيد جاسم ال شبر فمنذ اللحظة الاولى لشبابه وانطلاقه بالحوزة العلمية في النجف الاشرف تصدى للنظام المقبور، واعتقل وسجن اكثر من مرة، وبعد سقوط النظام تصدى للاحتلال الغاشم واعتقل في سجن بوكا لأكثر من سنة, وحين دخل الدواعش الانذال الى ربوع وطننا الغالي وصدور فتوى المرجعية الدينية العليا حينها التحق ومنذ الوهلة الاولى في ركاب المقاتلين الابطال وقاتل قتال البواسل, حيث بدأ من مدينة سامراء المقدسة وتكريت ومن ثم في بيجي وحينها اصيب بجراحات وأصبح مقعدا.
وبعد ان عوفي الشهيد من جراحاته عاد مسرعا لمشاركة اخوته المقاتلين الابطال في سوح الوغى في كل من الخالدية والفلوجة الى ان ختمها باستشهاده في تلعفر في محافظة الموصل.
ونحن ماضون في تقديم النفس من اجل تحرير اراضي العراق حيث كان لنا الشرف في زف أخينا الاصغر، وكان في سن الخامسة والعشرين، ولم يتزوج بعد وهو الشهيد السعيد مازن ال شبر، والذي استشهد في تكريت, ونحن ان شاء الله سائرون على خطى الشهداء عهدنا علينا.
وأخيراً.. أحب أن أتوجه بالشكر الجزيل للعتبة العباسية المقدسة وعلى رأسهم المتولي الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) ومسؤول الوفد الشيخ صلاح الكربلائي(دام توفيقه) على هذه الزيارة المباركة.
كما التقينا بالحاج ابي زيد الكناني نائب الامين العام للحركة الاسلامية كتائب جند الامام والذي تحدث عن الشهيد السيد جاسم ال شبر فبين قائلاً:
كان السيد جاسم ال شبر شخصية عسكرية سياسية واجتماعية، وكان مواكباً لنا من قبل اصدار فتوى الدفاع المقدس، وكنا نحدد تحركات داعش، وبدأنا بتشكيل مجاميع من اجل حماية حزام بغداد, وبعد اصدار الفتوى المباركة، كان الشهيد من السباقين للحضور في جبهات القتال، وكان من اول الحاضرين في قاعدة سبايكر بعد الحادثة الاليمة.
وتواصل السيد في سوح القتال وتميز عمله من خلال رفع العبوات الناسفة بشكل لافت للنظر حتى تمت الاستعانة به في اغلب فصائل الحشد الشعبي وحتى من الجيش والشرطة, وبصعقة كبيرة وحدث جلل تلقينا نبأ استشهاد السيد جاسم ال شبر وبالنتيجة الشهادة هي اختيار من الله (جل وعلا) ودماء الشهداء تصنع الابطال تلو الابطال, وعهدا منا سوف نبقى نواصل هذا الطريق المبارك حتى تحرير اراضينا من دنس الارهابيين.
ترك الشهيد السعيد السيد جاسم ال شبر ثلاثة اولاد سيكون لهم الشأن الكبير في المستقبل، التقينا بالولد الاصغر وهو محمد مهدي جاسم ال شبر فقال:
كلي فخر وانا اسمع بأن والدي استشهد في سبيل الله (جل وعلا) ومن اجل تحرير الوطن الغالي, واكون في المستقبل مقاتلا كما كان والدي الشهيد فنحن على خطاه سائرون, واشكر العتبة العباسية المقدسة على زيارتهم لنا.