وفد من مسلميّ دول البلقان يزور الحرم العباسي المطهر

30-12-2018
طارق الغانمي
وفد من مسلميّ دول البلقان
يزور الحرم العباسي المطهر
لقد منّ الله تعالى على مدينة كربلاء المقدسة أن تشرق بنورها البهي الذي تجلى في مشكاة الحسين عليه السلام ، وتستضيء بضيّ القمر الزاهر المولى أبي الفضل العباس عليه السلام ، لتكون مملكة للعاشقين والوالهين من كل صوب وحدب، مجددين الولاء والعهد مع بطل الأحرار في كل عام من زيارة الأربعين التي أصبحت ثورة إسلامية ناعمة، تحمل رسائل معنوية هائلة إلى شعوب العالم أجمع.
لذا.. تشرف وفد من مواليّ أهل البيت عليهم السلام في دول البلقان الأوربية بزيارة مدينة كربلاء المقدسة بمناسبة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام لهذا العام، وقد التقت صدى الروضتين برئيس الوفد الشيخ مصطفى كمالي، وأجرت معه هذا الحوار:
- ما هي طبيعة الوفد الزائر؟
هم مجموعة من المستبصرين الذين التحقوا بركب سفينة أهل البيت عليهم السلام من عدة دول في أوربا تسمى مجموعة دول البلقان، وهم جميعهم مثقفون، فمنهم طلاب جامعيون، ومنهم مهندسون، وأساتذة تربويون وغيرهم.

- ما هو شعوركم وأنتم تتواجدون لأول مرة في زيارة الأربعين لهذا العام؟
عندما أتيت إلى هذه البقعة المباركة، تمنيت أن أبقى هنا إلى الأبد، ولا أخرج من بين الحرمين الشريفين، حيث شعرت بشيء لم أشعر به في حياتي في مكان آخر، وتمتعت بحس لائق للدين الذي اعتنقته منذ أعوام، وقلت للوفد: إنه لا يوجد مكان أشرف وأطهر من هذا المكان الطاهر، وشرحت لهم حسب الروايات والأدلة الموجودة لدينا في المذهب بخصوص مكانة هذه البقعة الطاهرة.
أما زيارة الأربعين تعد مناسبة كبيرة جداً ولها قدسية خاصة بالنسبة لأتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام ) في كل بقاع العالم، حيث تستذكر فيه آثار ما حدث في عاشوراء، وهذه النهضة رسمت مستقبلاً زاهراً لهذا المذهب المبارك في كل العالم، وهذه الظاهرة المليونية ستعرّف مكانة أهل البيت عليهم السلام للعالم الآخر؛ لأن التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم ساعد في نقل هذه الزيارة المباركة بالرغم من محاولات الأعداء لإخفاء هذه الظاهرة، لكن ببركات الله(عز وجل) أخذت صداها عند العالم.
- ما هو شعور الوفد بأداء الزيارة لأول مرة؟
هذه الزيارة أثرت كثيراً، فيهم بالرغم من الازدحام الكثيف في المدينة، إلا أنهم شعروا بطمأنينة وراحة وسعادة واضحة على وجوههم، ووجدوا في هذا المكان المقدس ما لم يجدوه في غير مكان آخر.
- هل سينقلون ما رأوا إلى بلدانهم؟
نعم، فقد اتصلوا بأهلهم وأصدقائهم، ونقلوا لهم ما رأوا من أجواء إيمانية، ونفحات حسينية، وكرم عراقي ليس له حدود، مما جعل المقابل أيضاً يتشوق لزيارة هذه البقعة المقدسة، ويتمنى أن يتشرف بزيارتها بأقرب فرصة إن شاء الله.
- هل لديكم إحصائيات بخصوص انتشار الإسلام ومحبي أهل البيت عليهم السلام في هذه الدول؟
لا توجد إحصائيات دقيقة حول عدد المسلمين في البلقان، لكن أكثر الترجيحات تحدد أعدادهم ما بين 8,5 إلى 11 مليون نسمة، أي ما يعادل 11-15% من مجموع سكان المنطقة البالغ 77 مليون نسمة.
يشكل مسلمو ألبانيا وكوسوفو أغلبية مطلقة في بلديهما، في حين تبلغ نسبة مسلميّ البوسنة أغلبية نسبية مقارنة بأعداد الصرب والكروات الذين يقاسمونهم نفس الأرض، والمسلمون أغلبية أيضاً في إقليم السنجق الذي لا يتمتع باستقلال ذاتي، وقد أصبح مسلمو السنجق يتوزعون على دولتين، هما: صربيا والجبل الأسود، ويبلغ المسلمون في مقدونيا حوالي نصف مجموع السكان، وفي بلغاريا حوالي 15%، أما في رومانيا واليونان وكرواتيا وسلوفينيا والمجر فيشكل المسلمون أقليات لا ثقل لها.
تُوجد أولى الجماعات المسلمة الثلاث الكبرى في البوسنة والهرسك، ومسلموها سلافيو الأصل في أغلبهم، اعتنقوا الإسلام على امتداد القرون الماضية، إلى جانب وجود أعداد من أصول تركية وعربية وغيرها.. ويبلغ عدد مسلمي البوسنة حوالي مليوني نسمة من مجموع أربعة ملايين ونصف.
من بين هذا الأعداد توجد نهضة كبيرة للمسلمين في اعتناق مذهب أهل البيت عليهم السلام ، ولدينا أمل كبير في استمرار انتشار هذه الظاهرة وهداية الناس إلى الحق المبين.
- ما هو رأيك الخاص في انتشار الإسلام في كل بقاع العالم؟
بالنسبة لدول البلقان، فأن المرجعية الدينية في النجف الأشرف والعتبات المقدسة لها دور كبير جداً في انتشار الإسلام في جميع بقاع العالم وإظهار صورة محبي أهل البيت عليهم السلام النقية والجميلة من خلال ما تقوم به من مؤتمرات ومهرجانات وملتقيات بين مكونات الدين الإسلامي والديانات الأخرى، بالإضافة إلى النشر الثقافي على الشبكة العنكبوتية، ودورها الواضح في نشر الصورة الحقيقية النقية لمذهب أهل البيت عليهم السلام ، بعد أن شوهها أعداؤنا من أجل إبعاد الناس في الدخول إلى هذا المذهب المبارك.
- كيف وجدتم العتبات المقدسة في استقبال الزائرين الأجانب؟
إن كل الخدام في الأماكن المقدسة يكنون احتراماً كبيراً للزائرين، وهذا الأمر قيم جداً بالنسبة للزائرين الأجانب ويستحق التقدير، كما نشكر كل المسؤولين على إدارة العتبات المشرفة في حسن استقبال الضيوف، ورعايتهم رعاية خاصة.