المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تشيد بانتصارات المقاتلين وتجدّد ثقتها بهم

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تشيد بانتصارات المقاتلين وتجدّد ثقتها بهم على تحقيق النصر في تحرير محافظة نينوى قريباً وتثمّن مساعدتهم للأهالي..
أشادت المرجعيّة الدينيّة العُليا بالانتصارات الكبيرة التي تحقّقُها قوّاتُنا الأمنيّة البطلة ومَنْ يساندها من المتطوّعين الأبطال وأبناء العشائر الغيارى على الرغم من كلّ الصعوبات والعراقيل التي تواجههم، داعيةً القوّات الأمنية الى أن تطوّر أداءها الأمنيّ والاستخباري؛ لتمنع تكرار بعض الخروقات التي وقعت مؤخّراً كالذي حصل في سامرّاء وقبله في قضاء عين التمر والشوملي.
جاء هذا في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (2ربيع الأوّل 1438هـ) الموافق لـ(2كانون الأوّل 2016م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف بإمامة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائيّ(دام عزه) حيث جاء فيها:
أيّها الإخوة والأخوات أودّ أن أعرض على مسامعكم الكريمة الأمرين التاليين:
الأمرُ الأوّل: تتواصل الانتصارات المجيدة في الصفحات المتلاحقة لمعارك تحرير محافظة نينوى من الإرهابيّين الدواعش، وتتعزّز معها الثقة بقدرات وإرادة وعزيمة قوّاتنا المسلّحة البطلة، ومَنْ يساندهم من المتطوّعين الميامين ورجال العشائر الغيارى وقوّات البيشمركة الباسلة على تحقيق النصر النهائي في وقتٍ غير بعيد إن شاء الله تعالى، على الرغم من كلّ الصعوبات والعراقيل والتحدّيات التي تواجهها القوّات المشاركة في العمليّات وأهمّها تحدّي الحفاظ على أرواح المدنيين الذين يحتمي بهم العدوّ.
ونذكر هنا بفخر واعتزاز الأداء الرائع لمقاتلينا الأبطال في مساعدة أهلنا العالقين في ساحة العمليّات، وما أحرزوه من انضباطٍ عالٍ في هذا المجال، آملين أن يستمرّ هذا النهج الإنسانيّ في التعامل مع المدنيّين.
الأمر الثاني: تشير الإحصائيّات الصادرة من السلطة القضائيّة الاتّحادية الى تصاعد حالات الطلاق في العراق بصورةٍ لم تكن مسبوقة من قبل، حيث أعلنت السلطة القضائيّة الاتّحادية - كما ورد في بعض وسائل الإعلام - عن إحصائيّة تتعلّق بعدد حالات الطلاق في شهر تشرين الأوّل الماضي، فبلغت أكثر من (5,200) حالة، في حين بلغت حالات الزواج التي سجّلت رسميّاً لنفس الشهر (8,341) حالة.
ومن الملاحظ أيضاً تصاعد عدد حالات الطلاق المسجّلة عام (2004م) لغاية هذا العام بحيث ازداد العددُ المسجَّل قضائيّاً في كلّ سنة مقارنةً بما قبلها، إنّ هذه الحالة تُعدّ ظاهرةً خطيرةً في المجتمع العراقيّ، وتهدّد الكيان الأسريّ بالتفكّك والانحلال، وتشكّل خطراً على التماسك الاجتماعي.
ومن هنا فإنّ من الضروريّ دراسة الأسباب الحقيقيّة والأساسيّة لبروز هذه الظاهرة، وتضافر جهود جميع الجهات والمؤسّسات القادرة على معالجتها والحدّ من تصاعدها، ولابُدّ لذلك من دراسة أسباب بروزها، وهي كثيرة نُشير الى بعضها:
أوّلاً: ضعف الوعي الدينيّ والاجتماعيّ بما يتعلّق بالحقوق والواجبات، ليس فقط على مستوى العلاقة بين الزوجين، بل بين أفراد الأسرة بأجمعهم، أي بين الأب وأبنائه والأمّ وأبنائها والإخوة والأخوات فيما بينهم، وكذلك الزوج والزوجة، مضافاً الى ذلك عدم وعي كثير من الأزواج بالآثار الخطيرة للانفصال، ولاسيّما على أطفالهم، واعتبار الطلاق أمراً هيّناً تأثّراً بالثقافات والعادات والرؤى الدخيلة على مجتمعنا التي غزت عقول وقلوب الكثير من الرجال والنساء بل المجتمع بصورة عامة.
ثانياً: الاستخدام السيّئ لوسائل التواصل الاجتماعي، بدلاً من توظيفها للمنفعة العلميّة والفكريّة والاجتماعيّة؛ كونها وسيلةً أُريد منها تسهيل التواصل بين الأشخاص والإسراع في إيصال المعلومات بما ينفع المجتمع الإنسانيّ، ولكن تُستخدم مع الأسف لدى الكثيرين في غير ما أُريد لها.
والأخطر من ذلك انجذاب العديد من الأزواج والزوجات لبعض الأفلام والمسلسلات التي تروّج لمنهجٍ لا ينسجم مع ثقافتنا وعاداتنا، بل حتى مشاعرنا وعواطفنا واستبدالها بمفاهيم وعادات وتقاليد بعيدة عن جوهر ديننا وأصالة تقاليدنا حتى أضحت بعض الأمور المستهجنة لدى المجتمع العراقيّ وفق معاييره الدينيّة والأخلاقيّة أموراً مقبولة لا تُستنكر، وصارت ظاهرةً بدأت تسري لدى أفراد المجتمع بصورةٍ سريعة.
ثالثاً: تصاعد ظاهرة البطالة والأزمة الاقتصادية التي يُعاني منها العراق، فإنّ لها تأثيراً ملموساً في تزايد عدد حالات الطلاق، وبهذا الصدد لابُدّ من التثقيف على تحمّل هذه الأوضاع الاستثنائيّة، وتجنّب الانفصال لدواعي الضيق في المعيشة وقلّة الموارد الماليّة للأزواج؛ حفاظاً على النسيج الاجتماعيّ للمجتمع العراقيّ.
ونُشير هنا الى أنّ مقتضى المسؤولية الدينيّة والوطنيّة والأخلاقية أن تعمل الجهات القضائيّة المختصّة بقضايا الطلاق على محاولة إصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر بين الأزواج، وعدم التسرّع في إيقاع الطلاق برجاء أن يُصلِحَ الطرفان أوضاعهما ويعودا الى رُشْدهما.
اللهمّ أصلحْ ذات بيننا واجمعْ شملنا ووحّدْ كلمتنا وألهمنا الرشد والصواب إنّك على كلّ شيء قدير، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..