العتبة العباسية المقدسة تشارك في افتتاح فعاليات مؤتمر الإصلاح الحسيني
30-12-2018
طارق الغانمي
تحت شعار (لنُرِي المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك)
العتبة العباسية المقدسة
تشارك في افتتاح فعاليات مؤتمر الإصلاح الحسيني الأول في النجف الأشرف
شارك وفد من العتبة العباسية المقدسة في افتتاح فعاليات مؤتمر الإصلاح الحسيني الأول الذي أقامته مؤسسة وارث الأنبياء للدراسات التخصصية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، وبالتعاون مع جامعة الكوفة/ كلية التربية.
وقد أقيم المؤتمر الذي حمل شعار (لنُرِي المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك) على القاعة الكبرى لكلية التربية جامعة الكوفة، والذي شهد حضور المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) وأمينها العام جناب السيد جعفر الموسوي (دام تأييده)، وممثلين عن العتبات المقدسة، ورئيس جامعة الكوفة، وممثلين عن مراجع الدين العظام، ونخبة من طلبة وأساتذة الحوزة العلمية، ومجموع من الباحثين والأكاديميين من الجامعات العراقية والدول العربية والإسلامية، ومشاركات دولية مميزة من دول الكويت ولبنان وأمريكا وإيران.
وافتتح المؤتمر بتلاوة عطرة من القرآن الكريم تلاها المقرئ السيد هاني الموسوي، وقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق، ومن ثم كلمة للمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة ألقاها نيابة عنه فضيلة الشيخ علي الفتلاوي، أعقبتها كلمة الشيخ قيصر التميمي مدير مؤسسة وارث الأنبياء للدراسات التخصصية، تلتها محاضرات بحثية افتتاحية كانت أولها للأستاذ الدكتور المتمرس العلامة محمد حسين علي الصغير بعنوان (ثورة الإمام الحسين عليه السلام بين الأصالة والمعاصرة)، ثم كانت المحاضرة الثانية بعنوان (القضية الحسينية بين العقل والعاطفة) لسماحة السيد حسين الحكيم.
صدى الروضتين كانت حاضرة في فعاليات الافتتاح، وأجرت عدة لقاءات تخص المؤتمر، وكان أولها مع فضيلة الشيخ علي الفتلاوي رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة الذي تحدث قائلاً:
هذا المؤتمر الذي تقيمه العتبة الحسينية المقدسة في دورته الأولى هو من أجل التركيز على المبدأ المقدس الذي نهض من أجله الإمام الحسين عليه السلام لمحاربة الظلم والجور والفساد. فنحن نقف أمام شعار عالي المضامين، وأمام كلمة ذات معان سامية وهي (الإصلاح)، هذه الكلمة تضمّ في طياتها الكثير من القيم والكثير من المعاني.
وعند التأمل في هذه الكلمة، نجد فيها معاني رائعة ينبغي التمسك بها، ومن هذه المعاني أن الإصلاح يعني إزالة الفساد، وإزالة الخلاف، ويعني إيجاد النفع، ويعني أيجاد ما هو مناسب لكمال الإنسان، وأيضاً يعني الاستقامة والمسالمة، ويعني أنها الخصومات وإطفاء الحروب، وغيرها...
هذه المعاني اليوم الأمة بأمس الحاجة إلى تطبيقها تطبيقاً عملياً؛ لأن هذا الشعار هو الذي قاتل من أجله الإمام الحسين عليه السلام واستشهد هو وأولاده وأصحابه في كربلاء.
لذا، نتأمل من الجميع أن يلتفت إلى المعنى الحقيقي لكلمة الإصلاح وضرورة تطبيقها في حياتهم اليومية، ولكي يسير الإنسان سيراً صحيحاً، ويصل إلى غايته التي رسمها الله (عز وجل) له، فعليه أن يلتفت إلى الأمور التي تحتاج إلى إصلاح فيبادر إلى إصلاحها.
كما أدعو جميع المؤتمرين وجميع الحاضرين وجميع من له الحرقة في قلبه أن يحقق ما يمكن تحقيقه في عملية الإصلاح وكل من موقعه ومجاله، ويبادر بإصلاح المجالات التي تستحق إلى هذا الأمر.
الأستاذ الدكتور باسم باقر جريو عميد كلية التربية المختلطة في جامعة الكوفة، ورئيس اللجنة العليا للمؤتمر:
قال الإمام الحسين عليه السلام : (خُط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخُيّر لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملأن مني أكراشا جوفا وأجرية سغبا، لا محيص عن يوم خُط بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه فيوفينا أجور الصابرين).
لقد تعامل الإمام الحسين عليه السلام مع الأحداث من خلال هذا النص الشريف بواقعية في مواجهته مع الموت الذي لا بد منه، فألمح عليه السلام أن نهضته المباركة تحتاج إلى حنكة عسكرية، ونظماً تعبوية من أجل تحقيق أهدافها المطلوبة، وبقاء صداها صوتاً مدوياً في أسماع الطغاة.
لقد ركز عليه السلام على هدفه الأسمى وهو الخروج من أجل الإصلاح في أمة جده، وهذا هو الهدف السامي الذي انضوت تحته كل عناوين التغيير لأمة فقدت هويتها، وتزلزلت عقيدتها، ونخر في كيانها الظالمون.
لذلك جاء هذا المؤتمر الذي تقيمه جامعة الكوفة بالتعاون مع العتبة الحسينية المقدسة؛ لإبراز أهمية النهضة الحسينية وأثرها في إحياء الأُمة، وتسليط الضوء على معالم الإصلاح في حركة سيد الشهداء عليه السلام ، وكذلك بيان أهمية قيام الحكومة العادلة في مواقف وكلمات الحسين عليه السلام .
وأيضاً من أهداف هذا المؤتمر هو بيان دور النهضة الحسينية في تحقيق مبادئ الحريات والحقوق والعدل والمساواة، وتفعيل دور المثقف والباحث الإسلامي في نشر ثقافة الإصلاح في المجتمعات.
إن عدد البحوث التي ستشارك في المؤتمر قد بلغت (97) بحثاً، وتم قبول (57) بحثاً علمياً منها بعد إخضاعها لعملية التقويم العلمي والتدقيق، فيما بلغ عدد المشاركين (81) باحثاً وباحثةً من الجامعات العراقية وعربية وأجنبية، شملت جامعة الكوفة وبغداد والموصل والبصرة والمستنصرية وبابل وكربلاء وميسان وذي قار وديالى والمثنى وجامعة الزهراء الإيرانية وجامعة وايومنغ الامريكية والجامعة اللبنانية ومركز العلوم الإسلامية في الكويت، واشترك باحثون من العتبات المقدسة في العراق، وباحثون من أربع كليات أهلية في المؤتمر، وقد توزعت البحوث على المحاور الآتية:
أولاً: المحور الفكري والثقافي في سيرة الإمام الحسين عليه السلام ومسيرته.
ثانياً: أثر المنبر الحسيني في إصلاح الأُمة وتعبئتها.
ثالثاً: أثر التراث الحسيني في تطوير الدراسات الدينية والعقائدية والبلاغية واللغوية.
رابعاً: دور التربية والتعليم والمناهج التعليمية والمؤسسات العلمية والتربوية في تفعيل حركة الإصلاح الحسيني.
خامساً: دور المثقف في نشر ثقافة الإصلاح ومكافحة الفساد والتأسيس لإصلاح النظام السياسي.
سادساً: دور المرجعية الدينية في الإصلاح الديني والاجتماعي.
سابعاً: المحور السياسي والقانوني في نشر ثقافة الإصلاح وتقنين أصوله وضوابطه.
ثامناً: المحور الإعلامي في سيرة الإمام الحسين عليه السلام .
تاسعاً: دور الفن في إحياء أهداف الثورة الحسينية.
عاشراً: مكافحة التطرف والإرهاب ونشر السلام والتعايش السلمي في منطق الإمام الحسين عليه السلام .
وستنشر كافة البحوث الملقاة في المؤتمر في عدد خاص لمجلة الإصلاح الحسيني الصادرة عن مؤسسة وارث الأنبياء.
فضيلة الشيخ قيصر التميمي رئيس مجلس إدارة مؤسسة وارث الأنبياء لدراسات التخصصية في النهضة الحسينية:
كانت فكرة المؤسسة أن يكون كل ما يرتبط بالنهضة الحسينية عبارة عن بحوث تخصصية علمية رصينة، ومن هنا تكفلت المؤسسة هذا الملف بشكل جدي، وتوسعت إلى مشاريع تخصصية ضخمة، بحيث باتت الآن تعمل على خمس موسوعات ضخمة يعمل عليها مجموعة من الباحثين والمختصين كُلّ في مجاله واختصاصه.
أولى الموسوعات: موسوعة شرح كلمات الإمام الحسين عليه السلام فجمعنا من كلماته عليه السلام على ما يربو (30%) مما جمعه من سبقنا، ونحن الآن بصدد شرح هذه الكلمات من أولها إلى أخرها شرح علمي مختص.
الموسوعة الأخرى مختصة فقط فيما يرتبط بالنهضة الحسينية، وهي دائرة المعارف الحسينية، وهذه تبدأ من الألف إلى الياء بكل ما يرتبط بالقضية الحسينية.
لدينا موسوعة كبيرة أخرى ستصدر قريباً وهي بأربعة عشر مجلداً فقط مختصة بالمقاتل الحسينية، وهي موسوعة لتحقيق كل التراث الحسيني، وبلغنا الآن إلى القرن الثالث عشر الهجري محققة بتحقيق علمي رصين.
ومن الموسوعات الأخرى التي نعمل عليها وهي بثمانية مجلدات فقط في فضائل الإمام الحسين عليه السلام ، وسنشرع بعملها بعد موسوعة المقاتل الحسينية.
ولدينا موسوعة أخرى ضخمة جداً تبحث فقط في الشبهات فيما يرد على النهضة الحسينية وما يرتبط بها في المجالات الإنسانية والدينية، هذه الموسوعة تعمل بكادر متخصص يجيب عن كل الشبهات بشكل علمي دقيق، وسيرصد لها 30 مجلداً أو أكثر حسب ما هو موجود لدينا، وموسوعة أخرى لجمع المخطوطات التي لم ترفع، وسنرصد كل كتاب حسيني لم يرفع إلى الآن، وله قيمة علمية مخطوطة في القرون الماضية.
كذلك لدينا مشروعات أخرى واسعة ومنها: مشروع مجلة الإصلاح الحسيني وهو مشروع ناهض بدأ منذ خمس سنوات، ونحن نتتبع مع كل الباحثين وبشكل عالمي حيث نرصد كل كاتب وكل متابع للفكر الحسيني، ونحاول أن نستكتب هذا الكاتب في هذه المجلة التخصصية.
كما لدينا مشروع الرصد والإحصاء، هذا المشروع يرصد الآن آلاف المعلومات الحسينية من القنوات الفضائية إلى الكتاب إلى المحاضرات وغيرها مما يرتبط بالقضية الحسينية، ومن يبحث عن المعلومة الحسينية إن شاء الله تعالى سيجدها في مؤسستنا، وفي قسم الرصد والإحصاء الذي سيعتبر بمثابة بنك مصرفي معلوماتي حسيني متكامل.
وهناك مشروع لمتابعة كل الرسائل والاطروحات الاكاديمية مختصة بالقضية الحسينية إذا كانت بمستوى القضية ومع ما يرتبط بسياسات المؤسسة ونتابعها بشكل ميداني.. ولدينا الآن رصيد واسع جداً منها.