العتبة الحسينية المقدسة تقيم ندوة اعلامية تثقيفية حول فتوى المرجعية الدينية بالوجوب الكفائي
30-12-2018
احمد الخالدي/ علاء سعدون
المرجعية الدينية وعلى امتداد تاريخها الطويل، كان لها اكبر الأثر في تحويل مساره عبر الحقب التي مرت بها، حيث كانت تمثل مركز الثقل والبوصلة التي تشير الى الاتجاه الصحيح. ومنذ مائة عام كان للمرجعية الدينية في العراق فتوى بالجهاد ضد المحتل الغاشم لهذه الارض الطيبة، والتي جعلت من مخططاته المشؤومة هباء تذروه الرياح، وإذا كان للباطل جولة، فأن للحق صولات يرد بها كيد المعتدين.
وإذ نحتفل بمرور مائة يوم على صدور فتوى المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف بالوجوب الكفائي ضد المعتدين التكفيرين من اتباع ابن تيمية وفكره المريض, أقامت العتبة الحسينية المقدسة ندوة اعلامية تثقيفية لادامة زخم الفتوى وديمومة فاعليتها في اوساط نسيج المجتمع العراقي الواحد, وتضمنت الندوة جلسة افتتاحية صباحية وجلسة مسائية اشتملت على اقامة ورش عمل لمناقشة المحاور المقترحة.
الجلسة الصباحية:
أقيمت الجلسة الصباحية للندوة على قاعة خاتم الأنبياء J في الصحن الحسيني الشريف، والتي شهدت حضوراً كبيراً وفاعلاً من مديري مؤسسات إعلامية مختلفة والقنوات التلفزيونية والفضائية والإعلام المكتوب والإلكتروني، وشخصيات دينية وثقافية وجمهور من الإعلاميين والصحفيين، ووفد من العتبة العباسية المقدسة.
وقد استهل الحفل بآيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ الدولي (حسنين الحلو)، أعقبتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة ألقاها نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة السيد (افضل الشامي) وقد بين فيها قائلاً:
جاء هذا الملتقى أو الندوة بمناسبة مرور (100) يوم على صدور فتوى (الجهاد الكفائي) التي أثارت الكثير من الجدل والتساؤلات، وساهمت في تغير الأوضاع العراقية. كما وقفت بوجه الكثير من المخططات والأهداف التكفيرية. ومن هنا ندعوا الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية إلى النظر في المتغيرات والخطابات والقرارات السياسية لرجالات الدول التي صدرت منذ اليوم الأول للأزمة الإرهابية وحتى صدور الفتوى الجهادية، وستلاحظون تغيرات رهيبة تستحق الدراسة والتأمل...
ومن كلمة السيد (أفضل الشامي) إلى كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر، والتي ألقاها فضيلة الشيخ (مازن عبد العباس)، وقد أوجز فيها قائلاً:
تشكل المئويات على مستوى السنين والأيام فرصة استثنائية ومنهجية من أجل تحقيق جملة من الأهداف فيما يخص مصير المجتمعات والأمم، ونحن نحتفل اليوم بمرور (100) يوم على صدور فتوى المرجعية المباركة، بالإضافة إلى مرور (100) عام على صدور فتوى الجهاد الكبرى عام (1914م) ضد الاستعمار الانكليزي، ونحن اليوم بصدد فتوى المئة يوم التي اختلفت قراءتها على مستوى المؤسسات ومراكز الأبحاث الكبرى، فجاءت المبادرة بإقامة هذه الندوة الإعلامية والعمل على مستوى الورشات المتقدمة لمناقشة المحاور التي وضعت في إطار هذا العمل...
أعقبتها فعالية مميزة لفرقة إنشاد العتبة الحسينية المقدسة، تلتها كلمة للأستاذ (حسين شلوش) نيابة عن الإعلاميين المشاركين، وقد بين فيها قائلاً:
نبارك للعتبة الحسينية المقدسة هذا الجهد القيم المتمحور حول إحدى القضايا العراقية الكبرى في الآونة الأخيرة، بل قضايا العالم بشكل عام، بعد أن كان لها الدور الكبير في تغير مجرى الامور ومنعطفاتها بموقفها الكبير والصامد بوجه الهجمات التكفيرية على بلدنا الحبيب بكل ديانته ومذاهبه ومكوناته... لذا لا بد لنا أن نقف وقفة واحدة كإعلاميين لنناقش ونقرأ هذه الفتوى التي ساهمت بالدور الكبير في حربنا الأخيرة ضد الإرهاب، عبر هذه الندوة المباركة والقيمة.
كما كانت هناك كلمة للباحث والمفكر الإسلامي السيد (رشيد الحسيني) والتي أوضح فيها قائلاً:
إن الأحداث التي نمر بها هي دليل واضح على أهمية وجود المرجعية الدينية العليا في أوساطنا وعموم الحوادث التي تقع بنا، فقد بينت بموقفها الواضح وفتواها الصريحة مدى أهمية هذا القرار، ومدى تأثيره في الواقع العراقي، بعد أن حددت وشخصت العدو الحقيقي، رغم وجود أياد كثيرة عملت على صنع عدو وهمي ومزيف لا وجود له؛ لكي يغطوا على العدو والمستفيد الحقيقي.
ومن المؤسف أيضاً أن نرى الكثير من التشويهات والمغالطات بخصوص هذه الفتوى المباركة، من قبل مصالح ومداخلات إعلامية مشوهة ضخمة لتكوين رؤية غامضة لدى المجتمعات... فنحن بحاجة للتركيز على محور دور المرجعية في هذا الصراع بشكل عام، وهذه المئوية التي نحتفل بها شاهدة على تغير البوصلة تغيرا كبيرا وملحوظا، وهذا نتاج أننا برزنا دورا للمرجعية الدينية كان خافياً على كثير من الناس حتى على مستوى المثقفين والنخب.
وأنا أقول بمرارة: إن بعض النخب ينظرون إلى المؤسسة الدينية على أنها لا تمتلك الرؤية والفهم لما يجري..! ولكن ولله الحمد إن هذه المرحلة قد أظهرت للجميع على أن المرجعية الدينية ومؤسسة الحوزة العلمية لها الدور الأول والبارز لإنقاذ ما يجري في العراق اليوم، حتى أنها قامت بعملية تغيير الرؤية عند كبار ساسة العالم، بوقفاتها وخطبها الأسبوعية، حتى سمعت أن الخطبة الثانية لصلاة الجمعة تراقب من قبل جميع المؤسسات الإعلامية في العالم.
اختتمت الجلسة الصباحية بكلمة للسيد الباحث (نذير الحسني) حث فيها على ضرورة الوقوف والتمعن في فتوى الجهاد الكفائي المباركة، وعلى دور الإعلام في حربنا ضد الإرهاب التكفيري.
وفي الجلسة المسائية اقيمت ورشة عمل لتناقش محاور الندوة والخروج بتوصياتها وجاءت توصيات المؤتمرين لتكون ختاما لهذه الندوة، وتضمنت الفقرات الآتية:
1- تأكيد الدور الاعلامي بالمشاركة الفاعلة لنقل بطولات الجيش والحشد الشعبي.
2- فضح المشاركات التي تشكك بفتوى المرجعية.
3- اظهار أبوية المرجعية منذ بداية المشروع السياسي الى صدور الفتوى.
4- انشاء مركز اعلامي تخصصي للرصد والتحليل ورسم السياسات المستقبلية.
5- التأكيد على ضرورة ابقاء فتوى المرجعية في مركز صناعة الاحداث، وعدم السماح بتهميشها.
6- استثمار شهري محرم وصفر لمواجهة الطغاة واعتبار الحسين عليه السلام رمز الثورة ضد الارهاب.
7- التأكيد على مواجهة فكر الارهاب من خلال فصل تنظيم (داعش) عن مذاهب السنة خصوصا، وعن الاسلام عموما.
8- التواصل الاعلامي والاستعداد لاقامة مؤتمر اعلامي موسع حول الفتوى.
صدى الروضتين كان لها بعض الوقفات مع القائمين على هذه الندوة والمشاركين فيها، فكانت هذه اللقاءات:
السيد علاء الدين الحسني عضو اللجنة التحضيرية للندوة الاعلامية:
اجتماعنا اليوم في هذه الندوة التأسيسية نأمل ان يتمخض عن مؤتمر اعلامي يضم مجموعة من الاعلاميين الذين سعوا في التعاطي اعلاميا مع فتوى الجهاد الكفائي، وقد تم اختيار هذا الوقت بالذات لأنه مرّ على صدور الفتوى بالجهاد الكفائي مائة يوم, لنعرف ما هي الامور الايجابية التي طرأت على الساحة الاعلامية؟ وكيف تعاطى الاعلامي مع هكذا انعطافة تأريخية كبيرة جدا؟
وقد وجدنا أن رأي الاعلاميين الحاضرين في الندوة انها جيدة جدا، وقد مهدت الجلسة الصباحية لتثمر في الجلسة المسائية، حيث تم تشكيل ورش عمل لمناقشة المحاور التي سيتمخض من خلالها المؤتمر الذي سيعقد ان شاء الله لاحقا، ويعلن عنه في وقته، حتى يمكن لنا ان نتماشى مع الظرف (الزمكاني) الذي احاط بفتوى الواجب الكفائي والتحديات التي يمر بها البلد سواءا كانت من وجهة نظر انسانية او وجهة نظر وطنية، او وجهة نظر دينية، وستكون نتيجة النقاش حول هذه المحاور هو البيان الختامي لهذه الندوة.
الأستاذ علي كاظم سلطان رئيس قسم الاعلام في العتبة الحسينية المقدسة:
بمناسبة مرور مائة يوم على صدور فتوى المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف بالواجب الكفائي، ومرور مائة عام على صدور آخر فتوى جهادية في العراق والتي صدرت في عام (1914م), اقام قسم الاعلام هذه الندوة التحضيرية الاعلامية الخاصة بدراسة الواقع الاعلامي الذي تداول مسألة فتوى المرجعية وتعايش معها خلال الفترة الماضية، وهي جلسة تقييميية لما مضى خلال هذه المائة يوم لمعرفة مدى دور الاعلام والذي مارس دوره خلال هذه الفترة لدعم هذه الفتوى، ولتحشيد الجماهير، ولتوضيح هذه الفتوى، حيث حاول الاعلام المضاد تشويه هذه الفتوى والبعض اعتبرها فتوى طائفية، او حاول تجييرها الى جهات معينة. لذا لابد ان يكون للاعلام دور مهم في كشف وردّ الشبهات التي كانت تحيط بالفتوى، وكذلك لابدّ من تسليط الضوء على الفتوى نفسها، وماذا حققت، وكم كان التفاعل معها.
وكما هو معلوم ان الاعلام هو جزء من المعركة، وينطبق عليه ما ينطبق على مصاديق الواجب الكفائي، لذلك كان من ضمن ما احتوته محاور النقاش مرحلة التقييم لما مضى، ومرحلة التأسيس لما سيأتي، ومنذ يوم (10/6) اختلفت الكثير من الامور والمقاييس في البلد، كذلك اختلف الموقف الاقليمي والتوازنات الدولية اختلافات كبيرة وتناقضات كثيرة في المواقف والتصريحات، بل ان البعض تنكر لأفكاره وبعض عقائده، وهناك تحشيد دولي ضد (داعش)، ولا نعلم الى الان ان هذا التحشيد هل هو في صالح العراق ام هو لشيء آخر؟
وهذه الندوة هي ايضا لدراسة مستقبل الفتوى، وما سنعمله في الايام القادمة ونحن مقبلون على شهري محرم الحرام، وهو الشهر الذي قتل فيه الامام الحسين عليه السلام ، وهو عنوان الشهادة والفداء، ونحن نعتبره المواجه الاول للارهاب والضحية الكبرى للارهاب، حيث نرى أن نفس الأساليب التي اتبعها بنو امية من ذبح وقتل وتمثيل وحرق للدور وسبي للنساء وترويع للاطفال هي نفسها التي يتبعها ارهابيو داعش؛ لأنهم امتداد لذلك الارهاب الاموي الذي قتل الحسين عليه السلام ، لذلك ما سيأتي في شهري محرم وصفر من شعائر وطقوس حسينية يجب أن نتعامل معه لدعم الفتوى وتحشيد الجماهير من خلال ايام الحزن على الامام الحسين عليه السلام .
وقد تمت دعوة مسؤولي المؤسسات الاعلامية كرؤساء القنوات الفضائية والمسؤولين عن الاذاعات والمؤسسات الاعلامية الاخرى، وقد حضر البعض منهم بشخصه، والبعض حضر ممثل عنه، والغرض من ذلك هو الاستفادة من تجربة كل مؤسسة اعلامية، ومحاولة طرحها ودراستها وتطويرها.
الشيخ (مازن التميمي) عضو اللجنة التحضيرية للندوة:
لا اشكال في النظر الى فتوى المرجعية العليا بأنها فتوى تساوي حياة شعب كامل، على اعتبار ان امتثال الحشد الشعبي لهذه المرجعية الرشيدة بفتواها المباركة هو الذي اوقف تقدم الاعداء، واعاد النشاط والحياة، وجعل من اولويات هذا الشعب المظلوم اتخاذ صفة المسؤولية؛ لأنه قد يكون مرتكزا في السابق على مرتكزات غير صحيحة باتكاله - في القضية الامنية مثلاً - على الجيش او الشرطة فقط على الرغم ان المؤسسة الامنية كانت تؤكد على دور الشعب، والان اصبح واضحا من خلال هذه الحركة ان دور الشعب كان مقوما وداعما اساسيا للمؤسسات الامنية، حيث استطاعوا ان يصدوا عدوهم، وهذه الحالة يجب ان لا تنتهي.
وهذا المؤتمر قائم على هذا الامر، وان كان له عدة اهداف اهمها هو ماذكرناه وادامة هذا العمل المبارك؛ لأنه يمثل انتقالة الشعب الى مرحلة جديدة، خصوصا فيما يتعلق بالجانب الامني، وعليه لابد ان يشعر الشعب بهذه الانتقالة، وهذا هو واجب المؤسسات الاعلامية.
وحيث ان كل مؤسسة تتبع وضعا خاصا وسياسة خاصة، رأينا ان نسلط الضوء على اهمية هذا الامر، ثم من بعد ذلك نستفيد من خبرات هذه المؤسسات في توجيه الناس الى مثل هذه الامور المهمة، واهمها فتوى المرجعية التي نحن بصددها، وادامة زخمها، وبيان محاسنها، وبيان مساوئ تركها، وعدم الالتزام بها للجميع.
ولأن المؤسسات الاعلامية مشغولة بأعمالها، ولا يوجد مؤتمر يجمعها، ارتأت العتبة الحسينية المقدسة ان تلم شمل هذه المؤسسات؛ لتخلق فرصة للتقارب والحوار وتلاقح الافكار؛ ولكي يتناقشوا وينتجوا افكارا مناسبة للمرحلة، خصوصا فيما يتعلق بإدامة زخم فتوى الجهاد الكفائي.
ونحن وانتم تعلمون ان الحوارات الفردية والجماعية تؤثر في تكوين رأي، وقد تؤسس او توسع او تشذب وتهذب من رأي او مجموعة اراء، وهذا من ضمن اهداف هذه الندوة. وقد تبنت العتبة الحسينية المقدسة هذا العمل؛ لأنها قريبة من مصدر الفتوى، وهي تشعر وتدرك وتفهم اكثر من غيرها بحكم هذا القرب بأهمية صدور هذه الفتوى، ولكي يطلع الناس على طبيعة اصدار الفتوى.
كما بين أيضاً: لغرض ان لا يتشتت ذهن المشاركين، قسمنا ورش العمل الى محاور عديدة، وكل مجموعة من الاعلاميين اخذوا محورا ليتباحثوا فيه، وقد ناقشت مع افراد المجموعة التي كنت فيها محور (مديات ابراز الرمز لتحقيق النصر الاعلامي)، وقد بينا فيه انه يجب ان يكون هناك رمز جامع كما كان آية الله السيد محسن الحكيم (قدس سره) رمزا جامعا بين الكرد والعرب، وبقي كذلك لسنين عديدة ولا يزال، وبقيت تلك الفتوى التي صدرت عنه رغم رحيل مفتيها. كذلك ركزنا على الحالة الابوية للمرجعية التي لا تستثني احدا، وكان هناك كلمة لأحد المشاركين في هذا الصدد يصف فيها السيد المرجع يقول فيها انه: (رجل يحضر عنده كل مظلوم) وهي عبارة جميلة جدا ودقيقة، ويجب ان تكون شعارا اعلاميا للمرجعيات الشيعية, اي انه حتى لو لجأ احد المخالفين الى هذه المرجعيات فأنه لايظلم, فالمرجع ليس رجل انسانية فحسب، وانما هو رجل قانون ايضا، وهو بهذا الفعل رجل ابوي, بالاضافة الى انه رجل مقدس لارتباطه بالله ودينه.
وأضاف: رأينا تفاعلا كبيرا من الجميع، وقد خرجنا بنتائج ستكون ان شاء الله استراتيجيات عمل للمؤسسات الاعلامية, واهم ما في الامر ان ينطلق مثل هذا العمل من اجل البناء تحت راية الامام الحسين عليه السلام التي هي راية الحرية والاحرار وراية الوحدة وراية الانسانية, ومن يقول ان هذا الكلام يحتاج الى دليل، فليذهب قليلا الى التاريخ، وينظر من هم اصحاب الحسين عليه السلام وحالاتهم، ليجد في ذلك جوابا ثم ينطلق من التاريخ الى زماننا الحاضر، فينظر الى من ارتبط بالامام الحسين عليه السلام ليعلم قيمة هذه الراية، فهي منار يستفيد منها الجميع.
ومن خلال جريدتكم ندعو الآخرين ليستفيدوا من راية الحسين عليه السلام ونهجه, الحرية والانسانية والموضوعية والرحمة ونبذ العنف والتنمية والنهضة وجميع الجوانب المدنية؛ لأن الجانب العسكري في نهضة الحسين عليه السلام لم يمثل إلا يوما واحدا, لكن الجانب الانساني والقيمي والفكري بدأ برسول الله J، وثبت واستمر وهو باق بالحسين عليه السلام الى يوم القيامة.
الأستاذ (عدنان العربي) مدير علاقات وإعلام اتحاد الإذاعات والتلفزيونات العراقية، فحدثنا عن الندوة قائلاً:
نبارك العتبة الحسينية المقدسة على إقامتها لهذه الندوات، وكمؤسسات إعلامية عراقية ندعمها بكل ما أوتينا من جهود، وعلى الخصوص في هذه الندوة التي تمحورت في قضية فتوى الجهاد الكفائي الشاغلة للرأي العام في الآونة الأخيرة، بعد أن تركت بصمة كبيرة ومؤثرة في مصير القضية العراقية خلال حربها ضد الإرهاب التكفيري. كما لنا الفخر والاعتزاز بالوقوف من اجل ديمومة هذه الفتوى، وإيصالها لشرائح المجتمع بصورتها الحقيقية، وأهدافها السامية ضد أعداء الدين والمذهب.
الأستاذ حافظ آل بشارة مستشار مؤسسة الفرات الاعلامية:
غيرت الفتوى التي صدرت من المرجع الديني الاعلى في العراق من موازين القوى، وكان لها اثر كبير في ايجاد واقع جديد، وفي رأيي لا نناقش الامور خلال هذا المؤتمر ومابعده بعنوان اثار الفتوى فقط؛ لأننا يجب أن نؤسس هيئة وطنية للاعلام الحربي والتي لم يلتفت اليها احد ولم يهتم بها احد.
كذلك هناك مشروع اتحاد القنوات واتحاد الاذاعات، ولدينا شبكة اعلام عراقي ولدينا وزارة ثقافة وهذه المؤسسات يجب ان تتعاون في ظل رعاية المرجعية لانجاز مشروع وطني لاعلام حربي عراقي موحد بالتنسيق بين مختلف المؤسسات يكون له القدرة على ان يؤسس ثم يعمل ثم يقيم النتائج.
وقد تضمنت الجلسة الصباحية لهذه الندوة تقييما لأثر الفتوى السياسي والامني والعسكري, ثم بعد ذلك مهمة وسائل الاعلام، وماذا يجب ان تفعل. اما الجلسة الثانية وهي جلسة اللجان المتخصصة، فقد كانت مخصصة لمناقشة كل محور من محاور الندوة، وقد تبنت لجنتنا محور التعاون بين مختلف وسائل الاعلام للخروج بمشروع اعلامي موحد.
الأستاذ (كامل الكناني) مدير مكاتب قناة العالم الفضائية في العراق:
يمكن اعتبار هذا المؤتمر حالة من حالات الاهتمام بهذا الحدث التاريخي الكبير الذي حقق للمجتمع العراقي قدرا كبيرا من الامن والاطمئنان الى ان كوامنه الوطنية والدينية والمذهبية قادرة على مواجهة التحديات الامنية. وهذه الفتوى اعادت للمجتمع العراقي ثقته بنفسه، وأكدت للمؤمن العراقي ارتباطه بمرجعيته, وبينت الدور القيادي والريادي لعلماء الدين في الساحة العراقية, حيث بدأت الاحداث الامنية تكسر من معنويات المواطن العراقي، ولكن فتوى المرجعية اعادت له الثقة بنفسه، ورفعت من معنوياته، وزادت من قدرته على مواجهة التحديات.
واعتقد اننا استطعنا من خلال هذه الندوة او غيرها ان نحول الفتوى الى منهج عمل وطريقة في مواجهة التحديات، لنضع ارجلنا على الطريق الصحيح للوصول الى عزة العراقيين، وعزة المؤمنين، ورفعة مذهب اهل البيت عليهم السلام .
واحب ان اضيف ان ما تقوم به العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية من دور جديد ومؤثر وايجابي وضروري جدا في هذه المرحلة, بحاجة الى الكثير من الاعلام، وبحاجة الى مراكز تخصصية في الاعلام، وبحاجة الى بناء روح معنوية وايمانية واخلاقية، وهذا لايتم بدون اعلام مركز وهادف، واعتقد ان ما تقوم به العتبتان المقدستان يمثل الامتداد لدور التبليغ الاسلامي والرسالي، وهو دور مطلوب وضروري ومهم, واعتقد ان هذا الجهد المبارك هو محط عناية الامام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.