صدى الروضتين تلبي لحسين

30-12-2018
صادق مهدي حسن
صدى الروضتين تلبي لحسين
(إنما خرجتُ لطلب الإصلاح).. هكذا أوجزَ وأبلَغَ الإمام الحسين عليه السلام في بيان هدفه الإلهي الرسالي لنهضته المباركة.. وفي طفِّ كربلاء هتف إمامنا الحسين عليه السلام برفيع صوته: ((هَلْ مِنْ ناصِرٍ يَنصُرنا؟)) فكانت صرخةً خالدةً أرسلها سيّد الشهداءعليه السلام مُدويّةً صَكَّ بها سمعَ التأريخ إلى يوم القيامة، فهي دعوة للإصلاح ونصرة الإسلام والعقيدة التي تضمن للإنسانية كرامتها في الدنيا وسعادتها في الآخرة..
وها هم أحباب ريحانة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، بعد التوكل على الله تعالى، وكُلٌّ من موقعه في سعي حثيثٍ متواصل لتلبية نداء أبي عبد اللهعليه السلام الذي سقى بدمه الطاهر جذور الإسلام فعمّقها.. ويشكل الإعلام الواعي الملتزم بمبادئ الرسالة المحمدية جانباً أساسياً ومهماً في تلبية هذا النداء الحسيني العظيم لإصلاح الأمة، إذ لا يخفى ما للإعلام من دور كبير وفعال في التوعية والتذكير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكل جوانب الإصلاح في مختلف نواحي الحياة.
وقد أثبتت صحيفة (صدى الروضتين) الغراء نجاحاً كبيراً في هذا المضمار، فقبيل عدة سنواتٍ وُلِدَ هذا الإصدار - وهو باكورة إصدارات عتباتنا المقدسة - وما لبث أن أصبح نجماً لامعاً في آفاق الإبداع، فكانت الصحيفة بحق بستان فكرٍ نيّرٍ تعبقُ بأريج القيم والأخلاق والفضيلة.. لقد أضحت (صدى الروضتين) المباركة من الإصدارات الإعلامية الرائعة والمؤثرة التي تتناول أبهى الجوانب الفكرية، والعقائدية، والاجتماعية، والتربوية..
ولمناسبة صدور العدد (300) وعلى أعتاب الذكرى السنوية الثالثة عشرة لإصدار هذه الصحيفة البهية، نسأل الله تعالى أن يبارك في جهود جميع الإخوة الأعزاء القائمين على إخراجها بهذا الشكل المتميز بكل محتوياته وفقراته المنوعة النافعة.
وندعوه تبارك وتعالى أن تكون (صدى الروضتين) باباً تنفتح منه أبواب أخرى لخدمة مولانا أبي عبد اللهعليه السلام ، ونشر فكره ورسالته، وهي رسالة جدّه المصطفى صلى الله عليه واله وسلم.. ولعلنا بعون الله تعالى بهذا الجهد القليل نشكل جانباً من جوانب الانتظار الإيجابي وممن يعبِّد الطريق لظهور القائم المؤمل والعدل المنتظر الإمام الحجة بن الحسن (صلوات الله عليه وعلى آبائه أجمعين).
فإلى أسرة الصحيفة جميعاً، وبكلِّ قطرةِ مدادٍ ندَّتْ من الأقلام الموالية المخلصة؛ لتُضيء في سبيل الحق مناراتٍ من الهدي المحمدي، نرفع مع وافر تقديرنا أسمى آيات الشكر والامتنان مشفوعاً بأجر الصلاة على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.. مع خالص مودتي وتقديري.