المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تُصدرُ بعضَ التوصيات لزائري الأربعين الكرام
30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تُصدرُ بعضَ التوصيات
لزائري الأربعين الكرام، وتدعوهم لاستذكار الشهداء
والمقاتلين الأبطال في زيارتهم ودعائهم..
أصدرت المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا على لسان وكيلها سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (10صفر الخير 1438هـ) الموافق لـ(11تشرين الثاني 2016م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف بإمامته، بعضَ التوصيات لزائري الأربعين الكرام مع اقتراب زيارة الأربعين، مؤكّدةً على ضرورة استثمار هذه الزيارة الاستثمار الأمثل في التفقّه بأمور الدين، كما دعت المرجعية الدينيّة الزائرين الى استذكار الشهداء والمقاتلين الأبطال في الجبهات في زيارتهم ودعائهم حيث قال سماحته:
إخوتي أخواتي.. ونحن نعيش في هذه الأيّام الحزينة وهي اقتراب ذكرى أربعينيّة الإمام الحسينعليه السلام نودّ الإشارة الى مجموعة أمور:
الأوّل: إنّ هذه المناسبة من المناسبات المهمّة والتي تحظى بأهمّية كبيرة من جميع الإخوة المؤمنين من داخل العراق وخارجه، إذ يفد المؤمنون الى مدينة كربلاء المقدّسة بأعدادٍ مليونيّة، خصوصاً في السنوات الأخيرة لزيارة الإمام الحسينعليه السلام وأهل بيته وأصحابه الكرام، ويجدّدون عهداً معه (سلام الله عليه) ومع العائلة الكريمة التي مرّت بها ظروفٌ قاسية بعد واقعة الطفّ، حيث سُبِيت العائلة وأُخذت قسراً الى بلادٍ بعيدة، لذا علينا أن نحيي هذه المناسبة الأليمة بما يُناسبها من تعظيمٍ وتوقير وحزن وأشجان.
الثاني: اعتاد أغلب المؤمنين في هذه الزيارة أن يزوروا الإمام الحسينعليه السلام مشياً على الأقدام، ومن مسافاتٍ بعيدة قد تصل الى عشرات الفراسخ، أعانهم الله تعالى على طيّها بيُسرٍ وعافيةٍ وسلامة، خصوصاً أنّ فيهم الضَّعَفَة والصغار والنساء وذوي الاحتياجات الخاصّة، سائلين الله تعالى لهم أن يوصلهم الى مقاصدهم سالمين غانمين، لذا على الجهات المعنيّة أن تبذل لهم كلّ الإمكانات المتاحة، الصحّية والخدميّة والأمنيّة لتذليل كلّ المعوّقات، وضرورة اليقظة والحذر من محاولة استهداف هذه المسيرة المباركة من المجاميع الإرهابيّة، وعدم الغفلة عن ذلك، فالعدوّ الجبان سلاحُهُ الغيلة والغدر.
الثالث: إنّنا نثمّن ونُبارك هذا الجهد الكثير والكبير من الإخوة الأعزّاء أصحاب المواكب المنتشرين على طول المسافة، الذين ما زالوا يبذلون الأكل والشرب والفراش، ويفتحون مضائفهم ومواكبهم للمبيت، ويخدمون الزائرين بهذه الطريقة الجليلة التي تعجز الكلمات عن وصفها، فهم أهل الكرم والجود والحميّة والسخاء، اللهمّ زدْ في أموالهم وتوفيقاتهم، واجعل هذه الأعمال قربةً اليك وصلةً الى حبيبك محمد المصطفى(صلّى الله عليه وآله).
الرابع: على الإخوة الزائرين الأعزّاء أن يغتنموا هذه الفرصة في جهاد النفس والتفكّر والتأمّل في المشروع الحسينيّ الخالد الذي جاهد فيه الإمام الحسينعليه السلام مع أهل بيته وعياله وأصحابه، واستطاع بدمه الطاهر أن يُجهض الانحراف في أمّة جدّه المصطفى(صلّى الله عليه وآله) وأن يكون مصلحاً، والاستزادة من بركات الزيارة في تثبيت العقيدة وترسيخها والاهتمام بالفروض: كالصلاة وصلة الأرحام، وعدم الاعتداء على الآخرين، والمحافظة على الممتلكات العامّة والخاصّة، وتجنّب المعاملات المحرّمة وأمثال ذلك من التكاليف التي فرضها الله تعالى علينا، والاستفادة من وجود طلبة الحوزة العلميّة المباركة الموجودين في أماكن مشخّصة ومعلومة سواءً في المحاضرات أو الإجابة عن الأسئلة الفقهيّة والعقائديّة والأخلاقية وغيرها.. فربّ معلومةٍ غائبةٍ عند أذهان البعض وهي من الأهمّية بمكانٍ كبيرٍ، زاد الله تعالى في علمكم وتقواكم.
الخامس: على الإخوة الزائرين الكرام أن لا ينسوا مَنْ له فضلٌ علينا وعلى العراق جميعاً بل على المنطقة وهم الأبطال من المتطوّعين والقوّات الأمنيّة والشرطة الاتّحادية وطيران الجيش الذين يُقاتلون الآن، ويخوضون المعارك تلو المعارك ضدّ داعش، فهم الأعزّ والأنبل والأسخى، ولولا دماؤهم الزكيّة ووقفتهم الأبيّة ومرابطتهم القويّة ما تمكّنّا من أن نمارس حياتنا الطبيعيّة، ونحظى بشرف الزيارة للأئمّة الأطهارعليهم السلام .
أقول: لولا فتوى المرجعيّة الدينيّة العُليا، ولولا دماء هؤلاء الأعزّة وصمودهم وجهادهم المتواصل لَعَلِمَ الله تعالى أيّ مصير كان ينتظر العراق وغير العراق، اذكروهم بالدّعاء وأنتم تقصدون معلّمهم الأوّل الإمام الحسينعليه السلام ، نَصَرهم الله تعالى نصراً عزيزاً، وأركس عدوّهم على رأسه في هاويةٍ لا ينهض بعدها أبداً. سلّمكم الله تعالى جميعاً، وحفظ الله الزائرين والمستمعين وجميع الإخوة، وأرانا الله تعالى في هذا البلد كلّ خير، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمد وعلى آله الطيّبين الطاهرين.