لقد كان الرجالُ من المقاتلين في الجبهات النموذجَ الأمثل لمَنْ صَدَقَ في دعوى ولائه للإمام الحسين

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّةُ الدينيّة العُليا: لقد كان الرجالُ من المقاتلين الأبطال في الجبهات النموذجَ الأمثل لمَنْ صَدَقَ في دعوى ولائه للإمام الحسين عليه السلام ، وعلى أصحاب المواكب تمجيد تضحياتهم في ساحات القتال..
أكّدت المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا على ضرورة استذكار بطولات المقاتلين الأبطال في ساحات الجهاد الذين يخوضون معارك التحرير ضدّ العصابات الإجراميّة، موصيةً أصحاب المواكب والرواديد وهم يُقيمون مجالس العزاء الحسينيّ أن يجعلوا في شعاراتهم وأشعارهم مساحةً وافية لتمجيد بطولات وتضحيات هؤلاء الأحبّة الذين جسّدوا مبادئ الإمام الحسينعليه السلام ، كما أصدرت المرجعيّةُ الدينيّة جملةً من التوصيات للزائرين الكرام مع اقتراب زيارة الأربعين.
جاء ذلك على لسان ممثّل المرجعيّة الدينيّة العُليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي(دام عزه) في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (3صفر 1438هـ) الموافق لـ(4تشرين الثاني 2016م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف بإمامته، حيث قال:
أيّها الإخوة والأخوات.. أودّ أن أعرضَ على مسامعكم الكريمة الأمر التالي:
أيّها الإخوة المؤمنون والأخوات المؤمنات السائرون في درب المحبّة والولاء للإمام الحسينعليه السلام ، ونحن نقترب من أيّام مسيرة الأربعين الخالدة ينبغي لنا جميعاً أن نستذكر عدّة أمور ونعمل على تحقيقها.
أوّلاً: إنّ القرآن الكريم وسيرة وتعاليم النبيّ صلى الله عليه واله وسلم والأئمّة الأطهارعليهم السلام وما تقتضيه الفطرة الإنسانيّة وسيرة العقلاء، كلّ ذلك يوجب علينا أن يكون مسيرنا هادفاً واعياً بعيداً عن السطحيّة، ولقد أرشَدَنا المأثور من زيارة المعصومينعليهم السلام الى الكثير من الأهداف الإلهيّة المتوخّاة من مثل هذه المسيرات، ومنها التنبيه الى أهمّية التولّي لله تعالى ورسوله والأئمّة الأطهارعليهم السلام وأوليائه الصالحين، والتبرّي من أعدائهم، وإنّ هذا المبدأ حيٌّ لا ينقطع ما بقي لله تعالى عبادٌ يسيرون على نهجهم، ويعملون بسيرتهم، ويدعون للاقتفاء بآثارهم والعمل لإعلاء كلمتهم، وكان لهم أعداء يجهدون لإطفاء نورهم، ومحو آثارهم، والتنكيل بمحبّيهم ومحاربة نهجهم.
فالمناط في صدق الموالاة ليس مجرّد إظهار الحبّ، بل صدق الطاعة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه واله وسلم وآله الأطهارعليهم السلام واقتفاء آثارهم فيما ورد عنهم من مناهج الحياة المختلفة من أداء الواجبات، وترك المحرّمات، والتخلّق بأخلاقهم وآدابهم.
وقد ورد في زيارة الشهداء: (يا ليتني كنتُ معكم فأفوز فوزاً عظيماً) ولا يُمكن الكشف عن صدق الرجاء والتمنّي المذكور إلّا بأن يكون في كلّ زمانٍ أولياء لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه واله وسلم وللأئمّة الأطهارعليهم السلام يسيرون على نهجهم، ويجاهدون في سبيله، ويعملون على إصلاح مجتمعهم.
ثانياً: لقد شاء الله تعالى بتجاوز أهل الولاء والإيمان بالتحدّيات والأزمات الصعبة التي مرّوا بها، وانفتاحهم على المجتمعات الأخرى مع إبراز قيم الإيثار والبذل والعطاء خلال ذلك، أن تأخذ المسيرة الأربعينيّة طابعاً عالميّاً جذبت اليها الكثيرين من مختلف شعوب العالم.. ومن هنا، فإنّ الله تعالى هيّأ لكم فرصةً ثمينة للتعريف بقضاياكم، وتوعية العالم بمبادئكم الإنسانية العظيمة، فاغتنموا هذه الفرصة وأحسنوا استثمارها، فإنّ ذلك مدعاة لتعزيز ثقافتكم الإسلامية الأصيلة على الساحة العالميّة، واحترام الشعوب لكم وإجلالها لمقدّساتكم.
ثالثاً: ونؤكّد على الأخوات المؤمنات المشاركات في هذه المسيرة المباركة بأنّ مواساة نساء أهل البيتعليهم السلام وخصوصاً السيّدة زينب عليها السلام في مسيرها نحو كربلاء المقدّسة لا تتحقّق إلّا برعاية العفّة والحجاب، وصون اللّسان والعين عن الحرام.
رابعاً: تشهد طرق المسير لهذه الزيارة الإلهيّة تواجد الإخوة من فضلاء وطلبة الحوزة العلميّة في النجف الأشرف لتبليغ الأحكام الشرعية وإرشاد الزائرين الى ما فيه رشدهم وصلاحهم، ولإقامة الصلاة جماعةً في أوقاتها، فنوصي الإخوة الزائرين والأخوات الزائرات باستثمار هذه الفرصة في التعرّف على أحكام دينهم وسيرة أئمّتهمعليهم السلام والاسترشاد بما يقدّمه هؤلاء الإخوة المبلِّغون والأخوات المبلِّغات من مواعظ وإرشادات حتى يرجعوا بعد التوفيق لزيارة مولانا سيّد الشهداءعليه السلام وقد نهلوا من معارف أهل البيتعليهم السلام ، وتزوّدوا بالتقوى والسداد؛ لينتفعوا بذلك في هذه الحياة وفي يوم المعاد.
خامساً: نوصي أصحاب المواكب والرواديد وهم يُقيمون مجالس العزاء الحسينيّ أن يجعلوا في شعاراتهم وأشعارهم مساحة وافية لتمجيد بطولات وتضحيات أحبّتنا في ساحات القتال، هؤلاء الذين يجسّدون اليوم مبادئ الإمام الحسينعليه السلام في واقعة الطفّ في مقارعة الظالمين، والتضحية والفداء في سبيل إحقاق الحقّ وإبطال الباطل، وينبغي الاهتمام برفع صور الشهداء الأبرار وذكر أسمائهم في الطرق التي يسلكها المشاة الى كربلاء المقدّسة، لتبقى صورهم وأسماؤهم ماثلةً في النفوس، ويتذكّر الجميع أنّ بتضحيات ودماء هؤلاء الكرام يتسنّى للمؤمنين اليوم أن يشاركوا في المسيرة الأربعينيّة في أمنٍ وسلام.
نسأل الله تعالى أن ينصر مقاتلينا الأعزّاء في جبهات القتال، ويخلّص العراقيّين من رجس الإرهابيّين، ويُعيد الأمن والاستقرار الى جميع ربوع بلدنا الحبيبة إنّه أرحم الراحمين.