من أجل الارتقاء بالكوادر التعليمية أقامت شعبة العلاقات الجامعية (دورة المعلم الناجح)

30-12-2018
احمد صالح
من أجل الارتقاء بالكوادر التعليمية
أقامت شعبة العلاقات الجامعية (دورة المعلم الناجح)
المعلم الناجح قدوة في أمور الخير, منارة هدى, ودليل إرشاد وتوعية, فهو صادق اللسان, عفيف المنطق, حزم في غير عنف, ولين في غير ضعف, قدوة في الأقوال والأفعال, طاهر العرض, نقي السريرة, صبور على طلابه, بعيد كل البعد عن رديء القول، وفاحش العبارات, طيب المخبر, حسن المظهر, إذا قال فعل, وإذا نطق سلب لب طلابه بما يجري الله تعالى على لسانه من جميل القول ورفيع العبارات..
لا يعرف السباب ولا الشتم ولا اللعن ولا الاستهزاء طريقا إلى قاموس مفرداته, فهو حافظ لمنطقه، فلا يسمع منه الطلاب إلا خيراً, وحين يعاتب أو يحاسب فلا يليق به وهو المربي والموجه أن يتجاوز أو يرمي بالكلمات التي لا تليق بمثل رسالته، ولا بمثل مهمته، والمعلم مطالب بضبط سلوكه وتصرفاته ومطالب بالاتزان؛ وذلك لأن الاتزان والانضباط صفة يحتاج إليها من يطلب من الناس أدنى اعتبار لشخصيته، فكيف بمن يكون معلما للجيل ومربيا للناشئة الذين هم عماد المستقبل وركنه الأساس.
لذلك سعت المؤسسات المختلفة الى الاهتمام بالمعلم، ومحاولة انتشاله من الواقع الذي يعيشه نتيجة الترسبات التي خلفتها المنظومة التربوية في عهد النظام السابق الذي جعلها مهلهلة من جميع الجوانب، مما أدى الى تلاشي دور المعلم الفعال..
وقد جاءت الخطوات الجادة للارتقاء بشخصية المعلم والارتقاء به.. ومن تلك الخطوات ما نظمته الأمانة للعتبة العباسية المقدسة وضمن برامجها المعدة خلال العام، فعلى قاعة الإمام الحسن عليه السلام للمؤتمرات والندوات في العتبة العبّاسية المقدّسة اقيمت دورة (المعلّم الناجح) التي أقامتها شعبة العلاقات الجامعية في العتبة المقدّسة، وهي الدورة الثالثة التي تُقام للكوادر التعليمية بمشاركة (50) مدرّسة ومعلّمة من محافظة البصرة، وتأتي إقامة هذه الدورات بهدف تطوير أساليب التعليم والتطرّق وكيفيّة إيصال المعلومة بشكلٍ صحيح للطالب.
استُهِلَّ حفل الختام بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق، جاءت بعدها كلمة العتبة العبّاسية المقدّسة التي ألقاها الشيخ داخل طعمة النور وجاء فيها:
التعليم هي مهنةُ الأنبياء عليهم السلام، وحقيقةً أنا في داخلي أغبط المعلّمين والمدرّسين فهي مهنةٌ عظيمةٌ جدّاً، فيقع على عاتق المعلّمين والمدرّسين تنشئة الأجيال، لذلك يجب الإخلاص في العمل، مبتغين بذلك وجه الله تعالى.
كما يجب على الأستاذ أو المعلّم أن يكون على تواصلٍ تامّ ومستمرّ مع طلبته، يقدّم لهم النصائح والتوجيهات الضرورية في حياتهم ويحثّهم على مواصلة التعلّم وطلب العلم؛ لأنّ هذا بدوره سيؤدّي الى تحفيز الطالب على التفوّق وحبّ التعلّم ليساهم مستقبلاً في بناء الوطن، فالله سبحانه تعالى قد منحكم العلم وإعطاء درجة منه وزكاة العلم تعليمه, والأمر الآخر لا بأس أن نعلّم الأولاد بعض الأمور مثل حصول مناسبة دينيّة نتحدّث عن هذه المناسبة ولو بوقتٍ قليل، كمناسبة ولادة أو وفاة لأحد الأئمّة عليهم السلام مستشهدين ببعض الروايات والأحاديث الواردة عنهم عليهم السلام نسأل الله تعالى أن يوفّقكم لهذا العمل المبارك.
جاءت بعدها كلمةُ الوفد التعليميّ المشارك في هذه الدورة، وقد ألقتها الأستاذة فضيلة شاكر قائلة:
مما لاشك فيه فأن الدور الكبير الملقى على عاتق المعلم يحتم عليه أن يكون على قدر تلك المسؤولية المهمة؛ كونه سيكون الواضع الأول لأسس المجتمع الناجح؛ وذلك من خلال ما يقدمه من جهد وعمل دؤوب في إيصال المعلومة وتربية الأجيال، فوظيفة التعليم تعد من أهم الاعمال؛ لما تملكه من قدسية، اذ انها وظيفة الأنبياء تجاه الأمم، فهم يحاولون انتشال المجتمعات من الجهل والارتقاء بهم فكرياً وثقافياً.
ونحن اليوم نجتمع في هذه البقعة المقدسة لنجدد عهدنا على ان نكون اكثر حرصا على مهنتنا هذه الا وهي التعليم، فقد تم اثراؤنا بالمحاضرات التثقيفية والدينية التي تدعو الى الحرص الكبير في أداء المهمة التربوية والتعليمية، فشكرنا للعتبة العبّاسية المقدّسة لرعايتها وإقامتها مثل هذه الدورات التي تسهم في تطوير التعليم في العراق، فلقد استفدنا الكثير من هذه الدورة كما ادعو الى إقامة المزيد منها في المستقبل.
ليُختَتَمَ الحفل بتوزيع الشهادات التقديرية على المشاركين في الدورة، المشتركون بدورهم أثنوا على دور العتبة العبّاسية المقدّسة لإقامتها مثل هذه الدورات التي تسهم في الرقيّ بمستواهم واطّلاعهم على تجارب وتحديثات جديدة تنعكس إيجاباً على حياتهم العملية وبما يخدم المسيرة التعليميّة العراقية.
صدى الروضتين كانت حاضرة، وأجرت لقاء مع الأستاذ أزهر الركابي مسؤول شعبة العلاقات الجامعية في العتبة العباسية المقدسة ليتحدث قائلاً:
برعاية الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، اقامت شعبة العلاقات دورة المعلم الناجح وكانت هذه الدورة الثالثة داخل أروقة العتبة العباسية المقدسة حيث شملت هذه الدورة مجموعة من معلمات محافظة البصرة، وكان عددهن خمسين معلمة ومدرسة وقد استمرت هذه الدورة لمدة ثلاثة أيام متتالية وعلى مدار اثنتي عشرة ساعة متواصلة.
مضيفاً: تضمنت الدورة مجموعة من المحاضرات لعدد من مدربي التنمية البشرية، وكانت محاور تلك المحاضرات حول الطرق المثالية للتعليم، كما كانت هنالك محاضرات دينية تمحورت حول دور المعلم ورسالته في الشريعة الإسلامية، ولفت الانتباه ان المعلمات والمدرسات المشاركات كان تفاعلهن كبيراً مع هذه الدورات.