مركز ترميم المخطوطات في العتبة العباسية المقدسة يقيم دورة تطبيقية مكثفة لكوادر المركز الوطني

30-12-2018
طارق صاحب
لأجل توثيق جرائم البعث البائد
مركز ترميم المخطوطات في العتبة العباسية المقدسة
يقيم دورة تطبيقية مكثفة لكوادر المركز الوطني
في مؤسسة الشهداء المركزية
بهدف التعاون المشترك، وتبادل الخبرات، وضمن الاتفاقية المبرمة بين العتبة العباسية المقدسة ودائرة مؤسسة الشهداء المركزية في بغداد، أقام مركز ترميم المخطوطات وصيانتها دورة تطويرية إلى كوادر المركز الوطني لتوثيق جرائم البعث البائد، الذي يملك آلاف الوثائق التي تضم معلومات وأسراراً هائلة لكثير من الجرائم التي قام بها هذا المكون أثناء حكمه العراق لأكثر من خمس وثلاثين سنين عجاف.
الدورة استمرت لثلاثة أسابيع مكثفة، تضمنت محاضرات بايلوجية وكيمائية (نظري وتطبيقي)، وترميم يدوي حول مجموعة وثائق ومستندات سرية للغاية تحتاج إلى معالجة وترميم كثير؛ بسبب تعرضها إلى التلف والحرق والتمزق طيلة الفترة الماضية.
هذا ما وضحه لصدى الروضتين الأستاذ ليث علي حسين من مركز ترميم المخطوطات وصيانتها في العتبة العباسية المقدسة، والذي بين قائلاً:
يقيم مركز ترميم المخطوطات وصيانتها في العتبة العباسية المقدسة عدة دورات سواء في داخل العتبة المشرفة أو خارجها في المؤسسات الحكومية والأهلية على واقع الأجهزة التي تمتلكها أو المخطوطات والخرائط والوثائق التي تقتنيها.
وأضاف: اليوم أقمنا دورة للمركز الوطني التابع لمؤسسة الشهداء في بغداد لتوثيق جرائم البعث، الذي يملك آلاف الوثائق التابعة للنظام البعث السابق، فمنها ما يوجد فيها اضرار مثل: الحرق أو الرطوبة أو العفونة، وبعضها فيها مواد متفجرة لمحاولة التخلص منها، فهي تحتاج إلى صيانة وترميم، وإلى عمل جديد للمحافظة عليها من الاندثار أو التلف، فهي تحوي على الكثير من المعلومات الهامة التي تمثل تاريخ مرحلة مهمة من العراق.
موضحاً: منهاج الدورة استمر لثلاثة أسابيع، بواقع خمسة أيام من كل أسبوع، فكانت هناك محاضرات نظري وعملي، حاولنا خلالها تقديم المعلومة المفيدة لصيانة الوثيقة المفردة، والاستفادة قدر الإمكان من الدورة، وهناك دورات متقدمة في المستقبل إن شاء الله.
تضمنت الدورة في الأسبوع الأول اعطاء أوليات الترميم والحفظ والصيانة، وكيفية التعامل مع الوثائق، وكيفية خزنها، أما الأسبوع الثاني والثالث فقد كان تطبيقياً ما يقارب 90%، حول كيفية ترميم المخطوطة أو الوثيقة المحروقة وكيفية معالجتها، حيث أن بعض الوثائق يصعب مسكها باليد، وبعد الترميم تشاهدها بشكل مختلف عما كانت عليه بحيث يسهل التعامل بها.
الإخوة في الدورة تفاعلوا جداً مع الموضوع بحيث أصبحت لديهم رغبة بتجهيز مختبر بسيط في دائرتهم الرسمية إلى أن يتطور شيئاً فشيئاً.
من جانبه أوضح الأستاذ عقيل خلخال حسين من المركز الوطني لتوثيق جرائم البعث، قائلاً:
جئنا للاستفادة من الخبرات التي تمتلكها العتبة العباسية المقدسة في هذا المجال فهم يمتلكون مركزاً متكاملاً ومتطوراً جداً، وخبرة كبيرة في ترميم ومعالجة المخطوطات والوثائق نستطيع أن نستفيد منها في عملنا في مؤسسة الشهداء المركزية في بغداد التي تمتلك آلافاً من وثائق جرائم البعث المعرضة للاندثار؛ بسبب ما أصابها من ضرر خلال الفترة الماضية.
دورة كانت مفيدة جداً، وكسبنا معلومات لأول مرة تمر علينا، نستطيع بها أن نحافظ على أي وثيقة موجودة لدينا.. فنشكر العتبة العباسية المقدسة وبالخصوص مركز ترميم المخطوطات على حسن تعاملهم وسعة صدرهم، ولم يقصروا بأي معلومة معنا، ونتمنى لهم التوفيق والسداد والرقي في كل المجالات والميادين.
الأستاذ حيدر شنشل كلبار من مؤسسة الشهداء المركزية في بغداد:
نشكر مركز المخطوطات في العتبة العباسية المشرفة على تقديم المعلومات الهائلة حول ترميم ومعالجة الوثائق التالفة التي يمتلكها كادر المركز الوطني بخصوص جرائم البعث البائد.. ونبارك لهم مركزهم المتطور جداً الذي لم أرَ مثله في العراق، وكذلك لديهم خبرات لا تقدر بثمن.. أسأل الله تبارك وتعالى أن يأخذ بأيديهم نحو الأفضل والأكمل للنهوض بواقع البلاد.