المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تستذكر الدور الكبير الذي لعبه الإمام السجّاد عليه السلام في تثبيت أركان المشروع الحسينيّ..
30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تستذكر الدور الكبير الذي لعبه
الإمام السجّاد عليه السلام في تثبيت أركان المشروع الحسينيّ..
تناول وكيلُ المرجعيّة الدينيّة العُليا سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (26محرّم الحرام 1438هـ) الموافق لـ(28تشرين الأوّل 2016م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف بإمامته الدور الكبير الذي لعبه الإمام زين العابدين السجّاد عليه السلام بعد واقعة الطفّ في تثبيت أركان المشهد العاشورائيّ ونهوضه بهذا المشروع، لأنّ هذا المشروع كان مهمّاً جداً، ويحتاج أن يتهيّأ له شخصٌ بمستوى الإمام الحسين عليه السلام، وتكون له قدرة أن يستوعب بل أن يكون جزءاً من هذا المشروع، كما تطرّق سماحته الى بعض التوصيات المهمّة للزائرين الكرام ولأصحاب المواكب مع اقتراب زيارة الأربعين حيث قال:
إخوتي الأعزّاء أخواتي.. نحن نعيش في ذكرى الإمام السجّاد عليه السلام وهو من أركان واقعة الطفّ والمشهد العاشورائيّ، نبقى في هذا المشهد العاشورائيّ على النحو التالي:
الإمام السجّاد عليه السلام كان من الشهود المهمّين في واقعة الطفّ، وهذه المكانة التي كان فيها عليه السلام مارست دورها في غاية الأهمّية في تثبيت أركان المشهد العاشورائيّ أو بتعبيرٍ آخر ساعدت في تثبيت أركان المشروع الحسينيّ، الإمام الحسين(صلوات الله وسلامه عليه) حمل شعاراً واضحاً ألا وهو: (إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي)، وكان الإمام الحسين عليه السلام مُصلحاً بما لهذه الكلمة من واقعيّة، وهو قادرٌ على الإصلاح، وتهيّأت له جميع أسباب الإصلاح الى أن جاء يومُ العاشر من المحرّم، ففي يوم العاشر من محرّم أدّى الإمام الحسين عليه السلام رسالته الإصلاحيّة بشكلٍ واضح؛ لأنّه في يوم العاشر من المحرّم تكلّم بكلامٍ واسع، وبدأ يستشهد بمجموعة حوادث، لكن للأسف لم يكن في هؤلاء آذانٌ صاغية، فنصف المشروع الحسينيّ أُنجز في يوم العاشر من المحرّم هذا المشروع لا شكّ يحتاج الى أن يكتمل المشهد بشكلٍ كامل، نقول إنّ الإمام الحسين عليه السلام قد أتمّ مشروعه الإصلاحيّ، حتى عندما نأتي بعد أربعة عشر قرناً وندرس مشروع الإمام الحسين نراه مشروعاً حيّاً ومشروعاً فيه كلّ مقوّمات النجاح.
المشهد لم ينتهِ أي أنّ الطريقة الإصلاحية لم تنتهِ؛ لأنّ طريقة المواجهة انتقلت الى طريقةٍ أخرى ظاهرها يوجد انتصار لحكومة الوقت، وحالة من الانكسار لمشروع سيّد الشهداء عليه السلام، ولذلك قام الإمام السجّاد عليه السلام لإكمال المشروع هو وعمّته زينب عليها السلام .
وفي خطبة الإمام عليه السلام في الشام، لعلّها تختلف عن خطبته في الكوفة، حتى ضجّ الناس بالبكاء، وخشي يزيدُ الفتنة، يقول الإمام عليه السلام في هذه الخطبة: "أيّها الناس أُعطينا ستّاً وفُضّلنا بسبع، أُعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبّة في قلوب المؤمنين.." الآن بحمد الله تعالى أبناؤنا الآن المرابطون على سوح القتال لهم كلامٌ لا بأس أن نعرّج عليه، هؤلاء استفادوا من محضر الأئمّة الأطهار عليهم السلام وملكوا الشجاعة، وهذه الشجاعة أهّلتهم الى أنّهم يسترخصون الموت.. هؤلاء الأعزّة الآن دعائي ودعاؤكم وكلّ وجودنا لهم، الله تعالى يشدّ على أيديهم، لابُدّ أن لا نغفل عن ذكرهم إطلاقاً، كلّما مررنا بحديث عاشوراء لابُدّ أن نتوجّه الى جبهات القتال ونرى هذه الصورة المشرقة التي انعكست من عاشوراء على نفوسهم الطاهرة الطيّبة.
ثم قال: "وفُضّلنا بأنّ منّا النبيّ المختار صلى الله عليه واله وسلم ومنّا الصدّيق ومنّا الطيّار ومنّا أسد الله وأسد الرسول ومنّا سيّدة نساء العالمين فاطمة البتول ومنّا سبطا هذه الأمّة وسيّدا شباب أهل الجنّة.." والإمام عليه السلام تكلّم بهذه الخطبة وهو يُكمل مشروع سيّد الشهداء عليه السلام ويبيّن مَنْ هو النبيّ عليه السلام.
ومع اقتراب زيارة الأربعين، لا بأس من التنبيه الى نقطتين:
النقطة الأولى: كلامي ودُعائي الى أصحاب المواكب الحسينيّة المباركة وللإخوة الأعزّاء الذين يتهيّؤون للمشي المتعارف في زيارة الأربعين وهي المسيرة الراجلة، نتمنّى من الله تعالى أوّلاً سلامة جميع الزائرين، وأن يجعلهم الله تبارك وتعالى في أمن وأمان، وفي عين الوقت نتمنّى منهم في خلال هذا المشي أن يقضوا هذه الفترة بالدّعاء المتواصل لإخوتهم في ساحات القتال، دعاءً مستمرّاً لهم أن يمنّ الله تعالى عليهم بتحرير جميع مدننا.
النقطة الثانية: على الإخوة الأعزّة أصحاب المواكب أن يعملوا عملين، العمل الأوّل خدمتهم والعمل الثاني أن يزدادوا يقظةً وحذراً في مناطقهم ومواكبهم، بحيث لا يسمحون لأي اختراق أن يكون، بالاستعانة بكلّ الأجهزة الأمنية وبكلّ الإخوة الذين لهم خبرة في ذلك.
اللهمّ أرنا في إخوتنا كلّ عزٍّ وخير وأرنا في أعدائنا كلّ ذلٍّ ومهانة، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين..