المرجعيّة الدينيّة العُليا مخاطبةً المقاتلين: أيّها الأبطال الميامين لقد تحمّلتم مسؤوليّة الدفاع عن العراق وشعبه ومقدّساته

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّة الدينيّة العُليا مخاطبةً المقاتلين: أيّها الأبطال الميامين لقد تحمّلتم مسؤوليّة الدفاع عن العراق وشعبه ومقدّساته في أحلك الظروف فكنتم - وأيم الله - على مستوى هذه المسؤوليّة العظيمة..
أكّدت المرجعيّةُ الدينيّة العُليا أنّ الأبطال الميامين الذين يخوضون معارك العزّ والشرف والكرامة في سوح القتال ضدّ العصابات الإجرامية، قد تحمّلوا مسؤولية الدفاع عن العراق وشعبه ومقدّساته في أحلك الظروف وأصعبها، فكانوا على مستوى هذه المسؤولية العظيمة في القيام بمتطلّباتها، مبيّنةً أنّه كلّما مضى الوقت ازدادوا صلابةً في العزيمة لمواصلة القتال حتى تحقيق هذا الهدف العظيم، مسترخصين الأرواحَ والدّماءَ ومقدّمين عشراتِ الآلاف من الشهداء والجرحى في هذا السبيل.
كما بيّنت المرجعيّة الدينيّة أنّ هؤلاء الأبطال هم فخرُنا وعزّنا حيث سطّروا ولا زالوا يسطّرون أروع ملاحم البطولة والفداء في سوح الوغى التي سيخلّدها لهم التاريخ، جاء هذا في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (19محرّم الحرام 1438هـ) الموافق لـ(21تشرين الأوّل 2016م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف بإمامة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه)، حيث جاء فيها:
أيّها الإخوة والأخوات أودّ أن أعرض على مسامعكم الكريمة الأمر الآتي:
في هذه الأيّام الخالدة، حيث يخوض رجالُ العراق الأبطال في الجيش والشرطة الاتّحادية وقوّات البيشمركة وجحافل المتطوّعين وأبناء العشائر الغيارى معارك العزّ والكرامة دفاعاً عن الأرض والعِرْض والمقدّسات، معارك تحرير محافظة نينوى العزيزة وتخليص أهلها الكرام من رجس الإرهاب الداعشي، نحيّي هؤلاء الأحبّة قادةً ومقاتلين، ونثمّن جهودهم، ونشدّ على أيديهم، ونبارك لهم انتصاراتهم، ونتضرّع الى الله العليّ القدير أن يرعاهم ويحميهم وينصرهم على أعدائهم الظلاميّين الإرهابيّين، ويتغمّد شهداءهم الأبرار بالرّحمة والرّضوان، ويمنّ على جرحاهم بالشّفاء والعافية.
ونؤكّد اليوم على أحبّتنا المقاتلين كما أكّدنا عليهم في مناسباتٍ سابقة بضرورة اتّخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر في التعامل مع المدنيّين العالقين في مناطق القتال، والسعي البليغ في إبعاد الأذى عنهم، وتوفير الحماية لهم بكلّ الوسائل الممكنة.
كما ندعو أهالي الموصل الأعزّاء الى أن يتعاونوا مع القوّات الأمنيّة قدر المستطاع، ويسهّلوا لهم مهمّتهم في إنقاذهم وتخليصهم من سيطرة الإرهابيّين الدواعش، ونؤكّد أيضاً على جميع المشاركين في العمليّات القتالية بضرورة رعاية المعايير الإنسانيّة والإسلاميّة في التعامل مع المعتقلين أيّاً كانوا، والاقتصار على اتّخاذ الإجراءات القانونية بحقّهم، والابتعاد عن الثأر والانتقام في مطلق الأحوال.
أيّها الأبطال الميامين.. يا من ليس لنا من نفتخرُ بهم غيرُكم.. لقد تحمّلتم مسؤوليّة الدفاع عن العراق وشعبه ومقدّساته في أحلك الظروف وأصعبها منذ ما يزيد على عامين، فكنتم - وأيم الله - على مستوى هذه المسؤوليّة العظيمة لم تملّوا ولم تكلّوا في القيام بمتطلّباتها، بل كلّما مضى الوقتُ ازددتُم صلابةً في عزائمكم لمواصلة القتال حتى تحقيق هذا الهدف العظيم، فاسترخصتم الأرواح وبذلتم الدّماء وقدّمتم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى في هذا السبيل وسطّرتم، ولا زلتم تسطّرون أروع ملاحم البطولة والفداء في سوح الوغى ممّا سيُخلّدها لكم التاريخ.
ونأمل أن تكونوا قد اقتربتم من النصر النهائيّ على الإرهابيّين الدواعش بتطهير جميع الأرض العراقيّة من دنس وجودهم، وإبعاد خطرهم عنها؛ ليعود الوطن موحّداً، ويعود النازحون الى مناطقهم معزّزين مكرّمين.
كما أنّنا نتطلّع الى اليوم الذي تُطوى فيه هذه الصفحة المؤلمة من تاريخ العراق المليئة بإراقة الدماء وخراب الديار وآهات الثكالى ودموع اليتامى وأنين الجرحى والمصابين، وتُفتح صفحةٌ أخرى يحلّ فيها الأمنُ والاستقرار على ربوع هذا البلد الطيّب، ويتكاتف فيها الجميع من مختلف المكوّنات على بناء وطنهم بعيداً عن الإحن والأحقاد.. اللهم خذ بنا سبيل الصّالحين، وأعنّا بما تُعين به الصّالحين على أنفسهم، ولا تردّنا في سوءٍ استنقذتنا منه يا ربّ العالمين.
وبيّن الشيخ الكربلائي في شرحٍ توضيحيّ لما ورد في الخطبة قائلاً:
إخواني أخواتي التفتوا الى التعابير التي وردت في التعظيم والتبجيل والصفات السامية لهؤلاء المقاتلين الأبطال، لاحظوا هذا التعبير (يا من ليس لنا من نفتخر بهم غيركم) هنا المرجعيّة الدينيّة العُليا تقول: ليس لنا من نفتخر بهم إلا أنتم، هؤلاء المقاتلون الأبطال هم فخرنا وعزّنا وشرفنا، ثمّ في تعبيرٍ آخر تُقسم والمرجعيةُ الدينيّةُ العُليا لا تُقسم إلّا في مواضع مهمّة جدّاً (فكنتم - وأيم الله -...) اسمٌ للقَسَم بالله، هؤلاء المقاتلون الأبطال كانوا على مستوى هذه المسؤولية العظيمة.
انظروا أيّها الإخوة أيّ مرتبةٍ عظيمة هذه، لذلك ورد هذا القسم في هذا الخطاب لتعظيم صفات هؤلاء المقاتلين الأبطال.. نسأل الله تعالى أن يعجّل بهذا النصر إنّه سميعٌ مجيب.. والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمد وعلى آله الطيّبين الطاهرين.


بقلم رئيس التحرير

علـي حسين الخبـاز

...