العتبة العباسية المقدسة تكرم الطلبة الأيتام الأوائل

30-12-2018
طارق الونداوي
العتبة العباسية المقدسة
تكرم الطلبة الأيتام الأوائل
لمؤسسة نور الحسن عليه السلام الخيرية
للسنة الخامسة على التوالي، يشهد سرداب الإمام الحسن عليه السلام في الصحن العباسي المطهر حفل تكريم الطلبة الأيتام الأوائل المتفوقين دراسياً لمؤسسة نور الحسن عليه السلام الخيرية لرعاية الأيتام والأرامل. شهد الحفل الذي حمل شعار (بالعلم والمعرفة ترتقي الأمم)، حضوراً فاعلاً من قبل مسؤولي العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وأعضاء مجلس محافظة كربلاء، ومسؤولي منظمات المجتمع المدني والخيرية.
استُهل الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ (منتظر صاحب)، وقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق، بعدهما جاءت كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ألقاها المتولي الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، مبيناً فيها:
إن النبي محمداً صلى الله عليه واله وسلم عندما يفرد مجموعة أحاديث تتعلق باليتيم وتهتم به، معنى ذلك أن مسألة اليتيم في غاية الأهمية، فالآية الكريمة (فأما اليتيم فلا تقهر) لا تتعلق بتكليف نفس اليتيم، بل بتكليف آخرين على اليتيم، فاليتم هو موضوع تكليفنا، ونحن مسؤولون على الاهتمام باليتيم بأي نحو من أنحاء المسؤولية، والاهتمام باليتيم هو واجب، وعلى الأمة أن تهتم بالأيتام خصوصاً في مثل هذه الظروف.
مضيفاً: أحب أن أسجل وقفة، كل آيات الثناء والشكر إلى الأمهات الكريمات، فاليتيم عندما يفقد أباه لا شك أنه سيعاني من فراغ في حياته، والأم الكريمة عندما تملأ هذا الفراغ وتحاول أن تأخذ بيد ولدها إلى مراحل التعليم؛ لأنها بالعلم والمعرفة فعلاً ترتقي بأبنها، وكذلك لا بد أن تملأ الفراغ في خصوص جانب التربية، ولا تحاول أن تبعد وليدها عن التعلم، وإن أتعبتها حالة الحاجة، فإن اليتيم غداً سيكبر وسيكون من رجالات البلد، وعندما يلتفت أن هناك جهات لم تتركه لوحده حقيقة سيشعر بالفخر.
موضحاً سماحته: نحن لا بد أن نحاسب أنفسنا إذا قصرنا تجاه اليتامى، فالنبي صلى الله عليه واله وسلم كان يتيماً، وعندما تكفله عمه أبو طالب (صلوات الله عليه وعلى ولده) كان نعم الكافل، فنحن الآن ما بين يتيم كالنبي صلى الله عليه واله وسلم ، وما بين كافل كأبي طالب عليه السلام هذا النموذج الذي لا بد أن يقرأ لا يكفي أن نمدح أبا طالب عليه السلام ، فجزاكن الله خيرا أخواتي الأمهات، عليكن أن تبذلن وهذا واقعا نوع من التوفيق، أن يجعلكن الله تبارك وتعالى سبباً في احتضان اليتيم، والوصول به إلى جادة الأمان.
واختتم (دام عزه) قائلاً: الشكر كل الشكر لكل من ساهم في توفير ما يستحق اليتيم خصوصاً أولاد الشهداء؛ لأن هذا اليتيم في المستقبل سيحمل مشعل هداية من جهة ويكون له موقع في الدولة، ويشعر أن هذه الدماء التي سفكت بغير حق من دماء الأب أو الأخ أو الجد هي كانت فعلاً دماء قد آتت أكلها.
أعقبتها كلمة رئيس مؤسسة نور الحسن عليه السلام الخيرية السيد عيسى الحسني بين فيها بعد تقديمه الشكر والثناء للعتبة العباسية المقدسة والقائمين عليها على هذه الالتفاتة الكريمة والعناية الأبوية قائلاً:
إننا اليوم جئنا لنمتطي جواد الفرح ونرسم الابتسامة على وجوه بيضاء نقية، ونوقد شموع العلم والمعرفة والفكر، لنملأ الدنيا نورا وضياء لم تعرف الإنسانية في تاريخنا أساساً يبني نهضتها ويخلد أمجادها كالعلم، فبالعلم تسمو الأمم وتعلو حتى تبلغ ذرى المجد، ومن دونه تهوي في مراتع الجهل.
لكل منا أمنية يريد تحقيقها ويسعى جاهدا لتحصيلها، ولكن تختلف الأهداف باختلاف الرجال، فالمتفوقون ثروة وطنية عالية يجب أن تحاط بكل المقومات، والكل يعلم أن هذا السراج المنير المتدفق إشعاعا ينير درب حياة الآخرين.
وقد تخلل الحفل الذي اختتم بتقديم الجوائز على الطلبة الأوائل إلقاء العديد من القصائد الشعرية والإنشاد الدينية التي تغنت بحب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم وآله الطيبين الطاهرين عليهم السلام .