كلية الدراسات الإنسانية الجامعة تقيم الامتحان الشامل للغة الفارسية على أروقتها
30-12-2018
زين العابدين السعيدي
كلية الدراسات الإنسانية الجامعة
وبالتعاون مع جامعة فردوسي في مشهد
تقيم الامتحان الشامل للغة الفارسية على أروقتها
كلية الدراسات الإنسانية الجامعة التابعة لقسم التربية والتعليم العالي في العتبة العباسية المقدسة، تسعى دائماً الى الارتقاء بواقعها العلمي والعملي والفني والإداري, وتحاول تحقيق انجازات جديدة في كافة المجالات من أجل خدمة الطالب العراقي، ومساعدته على الوصول الى مبتغاه. وإن هذه الكلية تعمل برعاية وإشراف الأمانة العامة للعتبة المقدسة, ومن المؤمل تحويلها الى جامعة كبيرة في المستقبل القريب تضم كافة الكليات الأدبية والعلمية والطبية, لتكون صرحاً علمياً وأكاديمياً جديداً، يضاف الى خارطة العراق، ويساهم في رقي الواقع العلمي العراقي..
وخلال الفترة الأخيرة، قطعت كلية الدراسات الإنسانية الجامعة شوطاً كبيراً في الانفتاح على الجامعات العراقية والتعاطي معها, وكذلك انفتحت على عدد من الجامعات خارج العراق, وعملت اتفاقيات توأمة معها, وإحدى هذه الجامعات هي جامعة فردوسي في مشهد، التي تحتضن العديد من الطلبة العراقيين في الدراسات الأولية والدراسات العليا.
وقد كان من نتائج هذه التوأمة، افتتاح وحدة لتعليم اللغة الفارسية في كلية الدراسات الإنسانية؛ لتكون بمثابة مركز معترف به من قبل جامعة فردوسي له الحق بافتتاح دورات لتعليم اللغة الفارسية، وإجراء الامتحان الشامل للطلبة بعد انتهاء الدورة, وبذلك يتمكن الطلبة الناجحون في الامتحان من إكمال دراستهم في جامعات الجمهورية الإسلامية الإيرانية دون الحاجة لدخول كورس لغة يستمر لعدة أشهر..
وبالفعل، لاقت هذه الفكرة استحسان عدد كبير من الطلبة، وانضموا الى الدورات التي افتتحت من قبل الكلية، واستمروا فيها، حتى وصولوا الى امتحان اللغة الفارسية الشامل الذي يقام لأول مرة خارج الحدود الإيرانية..
صدى الروضتين كانت حاضرة في هذا الامتحان، وسلطت الضوء على تفاصيله بإجراء عدد من اللقاءات في القاعة الإمتحانية التابعة لكلية الدراسات الإنسانية الجامعة, فكانت كالآتي:
معاون عميد كلية الدراسات الإنسانية الجامعة للشؤون الإدارية الأستاذ المساعد الدكتور أحمد هاشم:
بفضل الله تعالى ومنّه، وببركات المولى أبي الفضل العباس عليه السلام حققت كلية الدراسات الإنسانية الجامعة التابعة لقسم التربية والتعليم العالي في العتبة العباسية المقدسة انجازات مهمة جداً على المستوى التعليمي والمستوى البحثي والتنظيمي.. وآخر انجازاتها إجراء امتحان اللغة الفارسية (التوفل) داخل أروقتها, وهذا الامتحان يحدث لأول مرة خارج الحدود الإيرانية, وإن بعض البلدان تقيم دورات تعليم اللغة على أراضيها، ولكن الطلاب يمتحنون في الجمهورية الإسلامية, ولكننا حصلنا على ثقة الحكومة الإيرانية والقائمين على المؤسسة التعليمية فيها, ووافقوا على إقامة هذا الامتحان في العراق في أحد أروقة العتبة العباسية المقدسة.
الخبير العلمي في كلية الدراسات الإنسانية الجامعة الأستاذ المساعد الدكتور يحيى الميالي:
أجري هذا اليوم الامتحان المركزي لدورة اللغة الفارسية الشاملة التي نظمتها وحدة تعليم اللغة الفارسية التابعة لكلية الدراسات الإنسانية الجامعة, وقد شكلت هذه الوحدة تنفيذا للاتفاقية المبرمة بين كليتنا وجامعة فردوسي في مشهد.. وكان هذا تنفيذا لتوجيهات المتولي الشرعي على العتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) حيث أكد على ضرورة انفتاح الكلية على الجامعات المحلية والخارجية من خلال إيجاد علاقات ثقافية متبادلة.
ولله الحمد، حققت هذه الدورة التي تعتبر باكورة الانفتاح نجاحاً كبيراً, وشارك فيها 38 طالباً تقريباً من مختلف الاختصاصات العلمية, وأغلبهم من المبتعثين من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي؛ لغرض إكمال دراستهم في الجامعات الإيرانية الرصينة التي تشترط حصول الطالب على شهادة في اللغة الفارسية معترف بها.
وان شاء الله تعالى، تكون نتائج الطلبة المشاركين في الامتحان نتائج جيدة تسمح لهم بالحصول على شهادة اللغة الفارسية, وبذلك نكون قد وفقنا بتقديم خدمة كبيرة لأبنائنا الطلبة من خلال توفيرنا فرصة الحصول على شهادة اللغة الفارسية داخل العراق, التي تتطلب إقامة 6 أشهر على الأقل في الجمهورية الإسلامية، وبذل جهود كبيرة ومبالغ كبيرة للحصول عليها.
مسؤول وحدة تعليم اللغات في كلية الدراسات الإنسانية الجامعة المدرس المساعد محمود فيصل الصبار:
الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة تسعى دائماً الى ايجاد البديل المناسب داخل العراق, ولذلك نرى أن أغلب مشاريعها هي مشاريع جديدة تطرح لأول مرة.. وكما تعلمون أن محافظات الوسط والجنوب عانت كثيراً في زمن النظام المقبور في موضوع الدراسات العليا, وكان حضورها شبه معدوم, وبعد سقوط الطاغية تنفست هذه المحافظات الصعداء من ناحية اكمال الدراسات العليا, ولكن حصلت بعض التخبطات؛ بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية, ولذلك بدأ الطلبة بالبحث عن البديل واللجوء الى جامعات خارج العراق, ومنها الجامعات الإيرانية.
ومن خلال زياراتنا المستمرة مع جامعة فردوسي في مشهد، لاحظنا عدداً كبيراً من الطلبة العراقيين يترددون على الجامعات الايرانية.. ومن هنا تولدت لدينا فكرة مساعدة هؤلاء الطلبة، وتوفير خدمة لهم تسهل عليهم اكمال دراستهم.
وبموجب اتفاقية التوأمة التي عقدت بين كلية الدراسات الإنسانية وجامعة فردوسي، قمنا بفتح مركز لتعليم اللغة الفارسية في العراق يوازي مركز تعليم اللغة الفارسية الدولي في جامعة فردوسي في مشهد.
وقد وفرنا لهذا المركز المكان المناسب والأجواء المناسبة, واستقطبنا خيرة الأساتذة المختصين بتعليم اللغة الفارسية مع وجود أساتذة زائرين، ووجود ممثل فني عن المركز الدولي لتعليم اللغة الفارسية في مشهد، وهو الدكتور هادي بيركزي.
وبعد كل هذه التحضيرات والاستعدادات، بدأنا بفتح دورات لتعليم اللغة الفارسية واستمرت لمدة ستة أشهر, وبفضل الله تعالى وتوفيقه وصلنا اليوم الى الامتحان النهائي, وهذا الامتحان يكون بشقين: (شق تحريري يستمر لمدة ثلاث ساعات، ويكون عليه 50% من درجة الامتحان, وشق شفوي أيضاً يستمر لمدة ثلاث ساعات وعليه 30% من درجة الامتحان), والسعي العام للطالب هو 20% حيث خاض الطلاب عدة امتحانات خلال فترة الدورة, وان درجة النجاح في الامتحان هي 60% فما فوق, ودرجة الرسوب من 50% فما دون, والدرجة من50% الى 60% تعتبر درجة نجاح مشروطة، أي يستطيع الطالب ان يلتحق بصفوف الدراسة، ولكن بشرط أن يخضع الى كورس ثان في اللغة في المركز الدولي في جامعة فردوسي.
نقول الحمد لله الذي وفقنا للإيفاء بوعودنا, وسددنا لإقامة هذا الامتحان داخل الحدود العراقية ولأول مرة، باعتبارنا الوكيل الوحيد المخول من جامعة فردوسي بإجراء هذا الامتحان، إذ إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها مراكز لتعليم اللغة الفارسية موجودة في لبنان، وأفغانستان، وباكستان، وموجودة في ألمانيا, ولكن عند وصول الامتحان يجب على الطالب الذهاب الى جامعة فردوسي في مشهد من أجل أدائه.
الجدير بالذكر، إن دورات تعليم اللغة الفارسية ستبقى مستمرة، ولكن الامتحان يقام مرتين فقط: (مرة قبل بداية الكورس الأول, ومرة قبل بداية الكورس الثاني)؛ لكي يتمكن الطالب من الالتحاق بأحد الكورسات.
ولا يفوتني أن أبين لكم بأن هذه الدورات تكاليفها بسيطة جداً مقارنة مع تكاليفها في الجمهورية الإسلامية، حيث أن كلفة هذه الدورة في إيران بغض النظر عن مصاريف الإقامة والسفر والطعام والنقل وباقي متطلبات المعيشة والانقطاع عن العمل أو الوظيفة تبلغ 1500دولار, بينما كلفتها في كلية الدراسات الإنسانية الجامعة، وتحت أفياء المولى أبي الفضل العباس عليه السلام تبلغ مليون دينار فقط، وتدفع بالأقساط.. في الختام نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى, ويأخذ بأيادينا لتقديم المزيد لبلدنا الحبيب.
ممثل الجانب الإيراني الدكتور هادي بيركزي من جامعة فردوسي:
الحمد لله الذي وفقنا للوصول الى الامتحان النهائي بعد ستة أشهر من العناء والجهد, وإن شاء الله تعالى ستكون المشاركة في دورات تعليم اللغة الفارسية وأداء الامتحان مستقبلاً أسهل بالنسبة لبقية الطلبة والظروف أفضل؛ لأن هذه التجربة هي الأولى من نوعها في العراق.
أحد الطلبة المشاركين في الامتحان المهندس أحمد توفيق عطوان:
نشكر الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وعمادة كلية الدراسات الإنسانية التابعة لها؛ لأنها وفرت علينا عناء السفر، ورفعت عن كاهلنا تكاليف مادية كبيرة من خلال إقامة هذا الامتحان داخل العراق, وهذه هي المرة الأولى التي يقام فيها بهذه الطريقة.. أما في السنوات السابقة فيجب على الراغب بإكمال دراسته في الجمهورية الإسلامية الذهاب إليها والإقامة فيها أكثر من ستة اشهر؛ لغرض إكمال دورة اللغة الفارسية وأداء الامتحان, وخلال هذه الفترة سيبذل الشخص مبالغ مادية كبيرة؛ بسبب السفر والإقامة, فضلاً عن ترك وظيفته وعمله وعائلته خلال هذه الفترة.
ونحن بحمد الله وفضله وبركات المولى أبي الفضل العباس عليه السلام وجهود الخيرين تجاوزنا ذلك، وبلغنا الامتحان النهائي الذي يؤهلنا للحصول على شهادة اللغة الفارسية, وسنلتحق مباشرة في الكليات التي تم قبولنا فيها في إيران.
الجدير بالذكر أن معهد الكفيل لتقنية المعلومات التابع الى قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة يعتبر وكيلاً في محافظة كربلاء المقدسة لوحدة تعليم اللغات التابعة الى كلية الدراسات الإنسانية الجامعة, وقد أقام دورة لتعليم اللغة الفارسية في داخل بناية المعهد, وأرسل المشتركين في الدورة الى الامتحان المذكور.