بالتعاون مع العتبة العبّاسية المقدّسة منظّمة اليونيسيف تُقيم مؤتمراً لتطوير برنامج التحصين

30-12-2018
حيدر داوود
بالتعاون مع العتبة العبّاسية المقدّسة
منظّمة اليونيسيف تُقيم مؤتمراً لتطوير برنامج التحصين
أقامت منظّمة اليونيسيف بالتعاون مع العتبة العبّاسية المقدّسة مؤتمراً علميّاً لتطوير برنامج الزائر الصحّي (التحصين)، وأهمية الرعاية الصحية الأولية في العراق، وبحث سبل وآليات النهوض به وتطويره.. حضره وشارك فيه جمعٌ من المدراء العامّين في وزارة الصحّة العراقية، والمكتب الإقليمي للمنظّمة، وممثل منظمة الصحة العالمية، واستمرّ لمدة ثلاثة أيام.. وقد احتضنته قاعةُ الإمام الحسن عليه السلام للمؤتمرات والندوات في العتبة العباسية المقدّسة.
وخير ما افتتح به هذا المؤتمر آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها على مسامع الحاضرين القارئ محمد أمير، ثم بعدها كلمة ترحيبية للدكتور زامل عريبي الوكيل الإداري لوزارة الصحة بين فيها:
إن الرعاية الصحية الأولية هي مدخل لأي نظام صحي، فاليوم نسلط الأضواء على مدخل من مداخل الرعاية الصحية الأولية ألا وهو (التحصين)، ونستعرض نسب التغطية في المحافظات؛ لكي نتجنب عواقب تدني بعض نسب بعض المحافظات، ونناقش سبل تطوير العمل، وكيف نرتقي بنسب التغطية، وعلاقة برنامج الزائر الصحي والصحة الالكترونية في تحسين وتعزيز الصحة العامة عموما والنسب التغطية خصوصاً، ونأمل بأن نخرج بآليات جديدة للعمل، وأفكار تتناسب مع ما نمر به من ظرف اقتصادي ضاغط، وحرب وصراعات كل ذلك يقتضي منا بأن نطور أداء وزارتنا.
بعدها جاءت كلمة للدكتور احسنان جعفر مدير عام دائرة الصحة العامة ليبين فيها:
مشكلة الرعاية الصحية اليوم في العراق هي الثقافة العامة السائدة في المجتمعات التي لها الدور الأكبر في موضوع التوجه الى الرعاية الصحية الأولية أو الثانوية، وبالذات مفهوم الوقاية، حيث يعد مفهوم الوقاية من المفاهيم التي يجب أن تزرع في أذهان المواطنين، وتسقى لتزهر وتتحول الى ممارسات مما تنعكس على واقع الصحة العامة والواقع الصحي للفرد والمجتمع، بالنتيجة تقلل من الأعباء التي بالإمكان أن تظهر على الرعاية الصحية الثانوية.
مضيفاً: نحن نقدم خدماتنا من خلال مراكز الرعاية الأولية المنتشرة في عموم العرق وفي البيوت الصحية وهذه المراكز ترتبط بالقطاعات، ونحتاج الى تركيز كبير على الإدارات التي تدير هذه المفاصل، والصعوبة في توفير الملاكات التخصصية الإدارية الكفوءة لتدير هذه المؤسسات.
في ختام الاجتماع، كانت هناك توصيات أبرزها هي الإشراف والمتابعة المستمرة اليومية من قبل مدير المركز الصحي ومدير القطاع ومدير التحصين، واعتماد الأهداف التي تم تزويد المدراء بها من قبل دائرة التخطيط، وفتح الجلسة التلقيحية طيلة أيام الأسبوع، والتأكيد على توفير كافة اللقاحات داخل المركز الصحي، ومتابعة الطرق البعيدة عن طريق الفرق التلقيحية الميدانية.
كذلك متابعة المتسربين من خلال متابعة السجل الدائمي للأطفال وتبليغ ذويهم، ومتابعة تلقيح الفئات العمرية من النازحين المشمولة ببرنامج التحصين بكافة اللقاحات، وعقد اجتماعات شهرية، لعرض نسب التغطية ومناقشة كافة المعوقات بحضور مدير دائرة الصحة، التوعية والتثقيف الصحي ومحاربة ومواجهة الاشاعات.

وفي لقاء لنا مع الأستاذ الدكتور طاهر ملّا من منظّمة اليونيسيف بيّن فيه قائلاً:
يسعى هذا المؤتمر الى دراسة آلية تطوير برنامج الزائر الصحّي (التحصين)، وهو من البرامج العالمية التي تعنى بتقديم أفضل خدمات التلقيح للأطفال ضدّ الأمراض الرئيسيّة المهلكة مثل: شلل الأطفال، والحصبة، والتدرّن، والشلل الولادي، وغيرها من الأمراض، للوصول الى إمكانية توسيع هذا البرنامج ليشمل كافة دوائر الصحّة في العراق، بعد أن كان مقتصراً على دائرة صحّة ميسان، حيث تمّت دعوة جميع المدراء العامّين في دوائر الصحّة وأعضاء الارتباط لبرنامج الزائر الصحّي، ونحن نأمل أن نتمكّن من تقديم أفضل الخدمات للأطفال والنساء في المناطق النائية والريفية التي تفتقر الى مراكز صحّية، حيث تمّ في الاجتماع تقديم عرضٍ عن هذا البرنامج وما حقّقه حتّى الآن، ومن ثمّ البحث حول آلية توسيعه من خلال المباحثة مع بقيّة دوائر الصحّة.
مضيفاً: كما تمّت مناقشة المشاكل والمعوّقات لبرنامج التحصين الموسّع في العراق، حيث تمّ تقديم عروض كثيرة على رأسها موضوع التغطية الروتينية لبرنامج التحصين، وكذلك نسب التغطيات الخاصّة به، بالإضافة الى دراسة العقبات والمشاكل التي تواجه هذا التحصين، وما هي الحلول المقترحة لغرض الرقيّ بعمله، كما تمّ بحث إمكانية التغلّب على مشكلة توريد اللّقاحات والشحّة التي تحصل في موضوع توفّرها، وذلك من خلال التعاون مع منظّمة اليونيسيف والصحّة العالمية.
يُذكر أنّ برنامج الزائر الصحّي هو مشروعٌ جديد من مشاريع الرعاية الصحّية الأوّلية، وهو عبارة عن برنامج كبير يمثّل نقلةً نوعيّةً ومتقدّمة في مجال تقديم الخدمات الصحّية (إلكترونياً)، فهو يتضمّن حفظ وأرشفة جميع البيانات التي تخصّ أفراد الأسرة (بواسطة استمارة المسح الميداني الأوّلية، وبيانات الزائر الصحّي الدورية)، ويتضمّن انسيابيةً في العمل وترشيداً في الجهود المبذولة والسيطرة على الأمراض من خلال الرجوع إلى تاريخ كلّ فردٍ من أفراد الأسرة، وهذا كلّه يتمّ عبر البرنامج الإلكتروني.