العتبة العباسية المقدسة تستضيف وفداً من وجهاء وشيوخ عشائر مدينة اللطيفية
30-12-2018
طارق الونداوي
العتبة العباسية المقدسة
تستضيف وفداً من وجهاء وشيوخ عشائر مدينة اللطيفية
استقبلت العتبة العباسية المقدسة وفداً من وجهاء وشيوخ عشائر مدينة اللطيفية الواقعة جنوب محافظة بغداد، التي عانت من سيطرة قوى الإرهاب عليها لفترة طويلة جداً، قبل أن تحررها السواعد المؤمنة المتمثلة بالقوات الأمنية العراقية، وفصائل الدفاع المقدس، وأعادتها إلى أحضان الوطن.
استُقبل الوفد بحفاوة كبيرة من قبل مسؤوليّ العتبة المطهرة، وأقيم لهم برنامج خاص لزيارة المرقدين الطاهرين عليهما السلام ، وجولة استطلاعية على بعض النشاطات والمشاريع والمنجزات التي قامت بها من الناحية الحيوية والريادية والخدمية والهندسية والصحية.
من جانبهم، عبر الوفد الزائر عن امتنانه وتقديره لحسن الاستقبال والضيافة، وانبهاره بالمراحل المتطورة التي قطعتها العتبات المقدسة من ناحية حسن التنظيم والإدارة والبناء والإعمار وتقديم الخدمات، متمنين من الحكومة المحلية والتشريعية أن تسير على هذه الخطى المباركة لتحسين وضعية البلد نحو الأفضل والأكمل.
صدى الروضتين التقت بفضيلة الشيخ داخل طعمة حسين من قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة، فتحدث قائلاً:
جاءنا تكليف من قبل سماحة المتولي الشرعي السيد أحمد الصافي (دام عزه) بالاطلاع على أحوال الموالين في مدينة اللطيفية لاحتوائها على الكثير من أتباع أهل البيت عليهم السلام ، حيث يوجد فيها ما يقارب على (12) حسينية تقام فيها الكثير من الفعاليات والأنشطة الدينية والتوعوية.
وبسبب هذا الانتماء الكبير، عانى أهالي هذه المدينة الكثير من الجحد والظلم من قبل العصابات الإجرامية التكفيرية التي قامت بحقهم شتى أصناف القتل والتهجير والظلم والاستبداد.
وبالرغم من هذا لم يتنازلوا عن ولائهم ومحبتهم للعترة الطاهرة عليهم السلام.
وبسبب هذا الولاء، دفعوا ضريبة ضخمة، فقسم منهم هُجّروا من ديارهم، وفُجّرت بيوتهم، حتى المراقد والجوامع والحسينيات لم تسلم من أيدي هذه العصابات، حيث يوجد في هذه المدينة مرقد نبي الله شيث عليه السلام ، فطلب الإرهابيون من الأهالي بتهديم المرقد، ولكن واجهوهم بالرفض، مما جعلهم يقومون بهجمة شرسة وجائرة أدت إلى قتل الكثير منهم، وتشريد البعض الآخر، وتفجير المرقد المبارك، وتفجير المنازل والمساجد.
مضيفاً: بعد تحرير المنطقة بالكامل من براثن الإرهاب، وعودة الحياة إليها، قمنا بالتنسيق مع العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، ووضعنا برنامجاً متكاملاً في الحسينيات المتواجدة هناك...
فلدينا نشاطات نقوم بها كإقامة مجالس العزاء، والمحاضرات الإسلامية، والمسابقات دينية، ووجبات الإفطار في شهر رمضان السابق، وأيضاً أقمنا صلاة العيد الموحدة هناك، وبعض الأمور الأخرى.
موضحاً: إن أسباب زيارة الوفد إلى العتبة المشرفة هو أولاً لغرض زيارة المرقدين الطاهرين عليهما السلام ، والاطلاع على مشاريع العتبتين المقدستين، والتبرك بوجبة طعام في مضيف المولى أبي الفضل العباس عليه السلام ، والجانب الآخر هو لغرض طرح بعض المشاكل التي تعاني منها هذه المدينة، سواء من الجانب الخدمي أو الأمني على مسؤولي العتبة العباسية المطهرة لاستقبال المساعدات والإرشادات منهم بهذين الجانبين.
مشيراً إلى: أن الوفد لديه مجموعة متطلبات، فهم يحتاجون إلى بعض الخدمات الرئيسية وهي غير متوفرة لديهم كوجود المدارس، وتوفير المياه التي أصبحت شحيحة ومعدومة تماماً، بحيث اطلعنا على بعض المناطق فوجدناها خالية من الأهالي التي تركتها بسبب العطش الذي خلف موت الزرع والأشجار، وموت المواشي والأغنام.
أما من الجانب الأمني، نتمنى من الجهات المختصة النظر بعين الجدية إلى هذه المناطق، وتحاول أن تنسق مع أبناء العشائر أو وضع قوى معينة لغرض حمايتهم من العصابات الإجرامية والتكفيرية.
أماً الحسينيات المتواجدة هناك فهي بحاجة إلى بعض الأمور المادية، وتوفير المستلزمات الضرورية إليها، فبعضها تعرضت إلى الهدم والخراب، وتحتاج إلى إعادة بنائها وترميمها.
مختتماً: كل الشكر والتقدير إلى سماحة المتولي الشرعي السيد أحمد الصافي (دام عزه) على هذه المبادرة الطيبة بالاهتمام باتباع أهل البيت عليهم السلام في هذه المدينة وتوفير لهم ما يلزم توفيره.. ونسأل الله (عز وجل) أن يأخذ بأيدي العاملين في هذه العتبة المباركة نحو السداد والتوفيق والبركة لخدمة الدين والمذهب المبارك.