الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة تكرم عوائل شهداء قوات الشرطة الاتحادية
30-12-2018
زين العابدين السعيدي
الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة
تكرم عوائل شهداء قوات الشرطة الاتحادية
وفاء لدماء الشهداء الزكية التي بفضلها وبفضل من جاد بها حفظت أرض العراق ومقدساته، واستمرت عجلة الحياة, وتثميناً لدور عوائلهم التي ساهمت من خلال أبنائها بحفظ المقدسات، أقام قسم الشؤون الدينية التابع للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة حفلاً لتكريم عدد من عوائل شهداء قوات الشرطة الاتحادية الذين نالوا شرف الشهادة في معارك تحرير مدينة الفلوجة.
وكان التكريم عبارة عن مبلغ مادي وهدايا تبركية من حرم المولى أبي الفضل العباس عليه السلام .. وقد بدأ الحفل بقراءة آيات مباركات من الذكر الحكيم, تلتها قراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء, والاستماع الى النشيد الوطني العراقي ونشيد العتبة العباسية المقدسة (لحن الإباء), ثم أتت كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة التي ألقاها فضيلة الشيخ عادل الوكيل (دام توفيقه), وقد قال فيها:
الشهادة هي أرفع وأسمى وسام سطّره المجد على صدور أبنائكم الذين ضحّوا بالغالي والنفيس دفاعاً عن أرض ومقدّسات هذا الوطن، وجادوا بأنفسهم من أجل أن يبقى وطنهم عزيزاً.. ونحن عندما نعيش ظرفاً خاصّاً جدّاً يقدح في اذهاننا كلّ من ضحّى بنفسه وهو يذود عن تربة هذا الوطن الغالي، الذي شهد العديد من الأحداث منذ عام 2003، وأبرزها ما تعرّض إليه من هجمة إرهابية شرسة أرادت النيل من عزّة وكرامة هذا البلد - بلد المقدّسات -, ونتيجةً لهذه الأحداث ولشعور المرجعية الدينيّة العُليا بهذا الخطر المحدق، أطلقت فتواها التاريخيّة بالوجوب الكفائيّ للدفاع عن العراق ومقدّساته, ولتلافي أيّ تداعيات تُرافق هذه الهجمة، وبالفعل انبرى أحرارٌ تقلّدوا النخوة والغيرة العراقية، وامتثلوا لهذه الفتوى، وأحبطوا المخطّطات، وأبطلوا المراهنات، وحموا الأرض والعرض وصانوا المقدّسات.
والجدير بالذكر أنّ هذه العصابات ومن يساندها قد راهنوا على مناطق عديدة كانت تحت سيطرة داعش، لكن كانت هناك إرادة أقوى وهدف أنبل أرجع كيدهم الى نحورهم، ومن المناطق التي راهنوا عليها هي الفلّوجة، اذ كانت الملاذ الآمن لهذه العصابات ومأوى لها، لكن بفضل الله تعالى وبهمّة الغيارى حرّرت هذه المدينة وسطّر أبناء الجيش والشرطة الاتّحادية وقوّات الدفاع المقدس أروع الصور في الشجاعة، ورووها بدمائهم لتعود الى أحضان الوطن بفضل هذه الدماء الزواكي.
وفي الختام أدعو ذوي الشهداء الى تذكر وتأمل مقولة المرجع الدينيّ الأعلى السيد علي الحسينيّ السيستانيّ (دام ظلّه الوارف) عندما قال مخاطباً المقاتلين: (يا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيماً)..
وبعد ذلك قام الشيخ ماجد السلطاني بتوضيح بعض الأمور التي تخصّ هذا التكريم، وبين انه ليس التكريم الأول ولن يكون الأخير حيث أعدت لجنة الشهداء التابعة لقسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة برنامجا كاملا منذ انطلاق فتوى الوجوب الكفائي لتكريم وزيارة عوائل الشهداء في جميع المحافظات العراقية دون النظر الى انتماءاتهم وطوائفهم.
وأوضح الشيخ السلطاني أن الأموال المخصصة للتكريم هي من صناديق دعم عوائل الشهداء ودعم مقاتلي القوّات الأمنيّة التي تُشرف عليها العتبةُ العبّاسية المقدّسة، وهي أموالٌ خالصةٌ ليست من جهةٍ معيّنة، وإنما ممّا جادت به أيدي الزائرين.
وأكد على أن هذا التكريم يشمل عائلة الشهيد (زوجته وأبناءه وأبويه) فقط, ولا يشمل الإخوة والأخوات وغيرهم..
صدى الروضتين تابعت الحفل، وأجرت عدداً من اللقاءات, فكانت كالآتي:
والدة الشهيد حمزة ثامر إبراهيم:
استشهد ولدي حمزة في منطقة الصقلاوية ضمن عمليات تحرير الفلوجة, وهو يبلغ من العمر 20 سنة فقط, ولم يتزوج بعد, وكان هو المعيل للعائلة باعتباره الابن الاكبر.. ورغم ألم الفراق, ومرارة الحسرات لرؤيته, ولكنني غير نادمة؛ لأن هذا الوطن مقدس, ولابد من حمايته والتضحية من اجله, ولا انسى ان اقول للجميع بأن العتبة العباسية المقدسة هي الجهة الوحيدة التي كرمتنا واحتفت بنا, فجزاهم الله خير الجزاء, ووفقهم لما يحبه ويرضاه.
والدة الشهيد حيدر علي الصنكر:
نال ولدي شرف الشهادة وهو في الثانية والعشرين من عمره، حيث كان احد أبطال قوات الشرطة الاتحادية, وأنا كأم افتخر به وارفع رأسي أمام الناس بأن ابني مضى شهيدا رغم انه الولد الوحيد لي مع خمس بنات.. وإذا استوجب الأمر سأضحي بنفسي من اجل رفعة العراق ومقدساته, واشكر العتبة العباسية المقدسة على هذه المبادرة وهذا الاستذكار لشهدائنا الأبرار.
السيد سعيد الموسوي والد الشهيد وليد سعيد الموسوي:
كان ولدي عندما يأتي مجازا يبقى بحالة من عدم الارتياح، وينتظر التحاقه بحرارة حتى كنا نستغرب من وضعه, وبقي هكذا حتى نال شرف الشهادة في معارك تحرير الفلوجة, وان لفراقه الما كبيرا جدا, ولكن ما يهون علينا الألم انه مضى شهيدا سعيدا مدافعا عن العتبات المقدسة وعن مذهب اهل البيت عليهم السلام , فهنيئا له هذه المنزلة وهذه الكرامة.
الحاج فرحان علي محسن ألكعبي والد الشهيد احمد فرحان الكعبي:
استشهد ولدي احمد بعد أن أنقذ حياة خمسين مقاتلاً من رفاقه في قاطع عمليات الفلوجة, وقتل القائد الداعشي الملعون (أبو عمره), وأنا أتشرف وافتخر بهكذا بطل, وأسأل الله سبحانه وتعالى ان يتقبله فداء للمرجعية وفداء للوطن, وان هذا التكريم يعني لي الكثير وارفع رأسي به, واشكر القائمين عليه جزيل الشكر؛ لأنهم يشعرون بالمسؤولية ويثمنون مكانة الشهيد.
الجدير بالذكر أن الحفل شهد حضور عدد كبير من ذوي الشهداء الأبرار, إضافة الى حضور رسمي من قبل قوات الشرطة الاتحادية تمثل بعدد من الضباط والمراتب, وهذا هو الحفل الثاني الخاص بشهداء الشرطة الاتحادية الذين نالوا شرف الشهادة في معارك تحرير الفلوجة, وقد تم خلاله تكريم اكثر من خمسين عائلة شهيد.