المرجعية الدينية العليا تؤكّد على أهمية إدامة الزخم الشعبي للمواطنين المتطوّعين...

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعية الدينية العليا تؤكّد على أهمية إدامة الزخم الشعبي
للمواطنين المتطوّعين، والحفاظ على ما أبدوه من روح معنوية عالية،
واندفاع خالص للدفاع والمشاركة في القتال لدحر أعداء العراق
أكّدت المرجعيةُ الدينيةُ العليا على المواطنين جميعاً بأن يكونوا على حذرٍ ووعي تامٍّ من الأهداف الحقيقية التي تقف خلف هذه الحملة الإعلامية، وأهمّها هو إدخال الخوف والرعب في النفوس، وإضعاف معنويات القوات المسلحة العراقية والمتطوعين. كما طالبت العشائر العراقية الأصيلة وبالخصوص في المناطق الغربية من العراق التي تتعرّض من أشهر إلى حملة شرسة من عصابات داعش أن تعقد العزم، وتتوكّل على الله تعالى، وتثق بقدراتها وقدرات الجيش العراقي في هزيمة هذه العصابات.
كما شدّدت على أن تقوم الحكومة بتنظيم عملية التطوّع، وتطبيق آليات صارمة في اختيار من يُسمح لهم بالالتحاق في القوات المسلحة والحضور في جبهات القتال، وتقديم الدعم المالي للمتطوّعين الذين لا يملك أكثرهم مصدراً ثابتاً لمعاشه، وتوفير ما يحتاجون إليه من السلاح والعتاد.
كما أوصت المواطنين بالنازحين خيراً، ومراعاة مشاعرهم بالتعامل معهم بالحسنى، وأن لا يصدر من أيّ واحد كلامٌ جارحٌ بحقّ أيّ نازح.
جاء هذا في خطبة الجمعة الثانية (22ذو الحجة 1435هـ) الموافق لـ(17تشرين الأول 2014م)، والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف بإمامة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه)، وقال فيها: أيّها الإخوة والأخوات نذكر الأمور التالية:
الأمر الأوّل: تستمر معركة العراقيين بمختلف طوائفهم وأعراقهم ضدّ عصابات داعش الإجرامية في مناطق مختلفة في العراق، وفي الفترة الأخيرة كان هناك تقدّم في العديد من الجبهات، كما حصل إخفاقٌ في بعضها، ولاسيما في محافظة الأنبار، وعقب ذلك لوحظ أنّ بعض وسائل الإعلام أطلقت حملةً حاولت من خلالها الإيحاء للرأي العام العراقي باحتمالية سقوط بعض مدن العراق المهمة بأيدي هذه العصابات، وتعرّض العاصمة الحبيبة بغداد للخطر، وهنا نودّ أن نؤكّد على المواطنين جميعاً بأن يكونوا على حذرٍ ووعي تامٍّ من الأهداف الحقيقية التي تقف خلف هذه الحملة الإعلامية، وأهمّها هو إدخال الخوف والرعب في النفوس، وإضعاف معنويات القوات المسلحة العراقية والمتطوعين، وتوهين عزيمتهم وإرادتهم على القتال بعد الانتصارات الملموسة التي حقّقوها في عدّة مناطق.
إنّ بعض الجهات التي كانت تخطّط لتحقيق أهداف معيّنة من وراء سيطرة المجاميع التكفيرية على بعض مدن العراق قد أصيبت بالمفاجأة والصدمة بعد صدور نداء المرجعية الدينية العليا للمواطنين بالتطوّع للقتال دفاعاً عن العراق ومقدساته، والاستجابة الواسعة منهم لهذا النداء، واندفاعهم بعزيمة لا تلين، ونيّة خالصة للانخراط في القوات الأمنية العراقية، حيث أثبتوا قدرتهم على صدّ هجمات العصابات التكفيرية وتحرير بعض المناطق وفكّ الحصار عن بعض المناطق الأخرى.
إنّنا نهيب بالعشائر العراقية الأصيلة وبالخصوص في المناطق الغربية من العراق التي تتعرّض من أشهر إلى حملة شرسة من عصابات داعش أن تعقد العزم، وتتوكّل على الله تعالى وتثق بقدراتها وقدرات الجيش العراقي في هزيمة هذه العصابات.
إنّ التأريخ أثبت أنّ هذه العشائر كانت ضمانة أساسية لوحدة العراق وحماية شعبه مقدساته، ومن الخطأ أن يتصوّر البعض أنّ الحلّ يكون في الاعتماد بصورة أساسية على الغير لحماية البلد مما يتعرّض له اليوم من المخاطر، وهذا لا يعني عدم استثمار مواقف طيبة لدول شقيقة وصديقة لدعم العراق في محنته الراهنة، ولكن لا يكون الاعتماد بالدرجة الأساس إلّا على العراقيين أنفسهم.
نقول لأبنائنا في القوات المسلّحة والمتطوعين: مهما كانت الظروف التي تحيط بكم مع إرادتكم مع عزيمتكم مع صلابة إيمانكم بقضيتكم مع ثقتكم بالله تعالى وثقتكم بأنفسكم ستنتصرون إن شاء الله تعالى، مهما كان لهؤلاء الأعداء من السلاح والعتاد، ومهما كان لهم عونٌ من أيّ جهة كانت.
الأمر الثاني: سبق ولمرّاتٍ عديدة أن أكّدنا على أهمية إدامة الزخم الشعبي للمواطنين المتطوّعين، والحفاظ على ما أبدوه من روح معنوية عالية واندفاع خالص للدفاع والمشاركة في القتال لدحر أعداء العراق، وهنا نشدّد على الجهات المعنية الحكومية بأمرين:
1- تنظيم عملية التطوّع، وتطبيق آليات صارمة في اختيار من يُسمح لهم بالالتحاق في القوات المسلحة، والحضور في جبهات القتال، وذلك لاستبعاد القليل من العناصر غير المنضبطة، والتي تسيء بتصرفاتها غير المسؤولة إلى سمعة المتطوّعين.
2- تقديم الدعم المالي للمتطوّعين الذين لا يملك أكثرهم مصدراً ثابتاً لمعاشه، وتوفير ما يحتاجون إليه من السلاح والعتاد.
إن واجب الحكومة أن تحقّق مستلزمات صمود هؤلاء الأبطال ونصرهم في معركتهم مع الإرهاب، ولكن في نفس الوقت نهيب بهؤلاء الأعزّة أن لا يكون ما يعانونه من نقصٍ في الدعم والإسناد مدعاةً للتراجع والإحباط، فإنّ الله تعالى قدّر لعباده أن يبتليهم ويختبرهم في مدى صبرهم وتحمّلهم وصمودهم في مواجهة الأعداء.