العتبة العباسية المقدسة تحتضن مؤتمر الإمام الحسين عليه السلام
30-12-2018
خاص صدى الروضتين
العتبة العباسية المقدسة
تحتضن مؤتمر الإمام الحسين عليه السلام الدولي الأول
تحت شعار (النهضة الحسينية مشكاة التكامل الإنساني)
تضحيات الإمام الحسين عليه السلام ونهضته الخالدة ضد الفساد والجور والطغيان، رسخت مضامين ومفاهيم صالحة عدة، وغرست الفضائل والقيم الإنسانية النضرة في دساتير الأمم والشعوب، للتحرر من قيود الاستبداد، والسير قدماً وفق منظور سامٍ، ومنظومة قيمية متفتحة.. لذا سعت العتبات المقدسة لاحتواء البحوث والدراسات والأقلام الواعية التي كتبت في القضية الحسينية؛ لتكون مناراً ومشاعل هداية لأجيال الأمة الإسلامية.. ومنها مؤتمر الإمام الحسين عليه السلام الدولي الأول الذي رعته العتبة العباسية المقدسة تحت شعار (النهضة الحسينية مشكاة التكامل الإنساني).
فقد شهدت قاعةُ الإمام الحسنعليه السلام للمؤتمرات والندوات في العتبة العبّاسية المقدّسة انطلاق فعّاليات المؤتمر الذي يُقيمه مركزُ العميد الدوليّ للبحوث والدراسات التابع للعتبة المقدّسة بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وجامعة كربلاء، ومؤسّسة (سمت) الإيرانية لدراسة وتأليف كتب العلوم الإنسانية الجامعية وبمشاركة نخبةٍ من الباحثين من داخل وخارج العراق.
وخير ما استهل به هذا المؤتمر آيات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحاضرين المقرئ ليث رحيم العبيدي، جاءت بعدها كلمةُ العتبة العبّاسية المقدّسة ألقاها الأمين العام المهندس السيد محمد الأشيقر (دام تأييده) حيث جاء فيها:
نلتقي اليوم في ضيافة قبلة عشّاق الحرّية لننهل من معين الطفّ، ونحيي به قلوب العطاشى لمبدأ الإسلام ومنهجه الصحيح، وأن يكون هذا المؤتمر انطلاقة حقيقية لترسيخ مفاهيم ومبادئ النهضة الحسينية، إذ إنّها جاءت لتصحّح مسار النظريّات الأخلاقيّة الزائفة في أغلب نواحيها، لتصبح نبراساً لكلّ من أراد أن ينظّر أو يؤلّف أو يؤسّس لنظريةٍ أخلاقيّة أو يصنّف في مجالاتها المتشعّبة، فمنهج الإمام الحسين عليه السلام متجدّدٌ على مرّ العصور والأيّام، ولا زالت هذه القضية الى يومنا هذا تمدّنا بالعطاء والقوّة والعزيمة والقدرة..
مضيفاً: شأن قضية الإمام الحسين عليه السلام شأن القرآن الكريم الذي لا يختصّ مضمونه بعصر نزولِهِ، وإنّما يتجدّد في كلّ عصر، ويعالج قضايا كلّ عصر، فهو حيٌّ متجدّد كالشمس والقمر كما ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام .
مبيناً: إن الإمام الحسينعليه السلام هو القرآن الناطق، لذا فإنّ قضيّته وحركته ما هي إلّا موردٌ عذب لكلّ من أراد أن يحيط بجوانب خُلُقِه المستمدّ من خُلُق جدّه صلى الله عليه واله وسلم ،.
موضحاً: إنّ المعطيات الحسينيّة والعناية الربّانية لها قدسيّتها الواضحة في تفسير المعجزة الإلهية الحقّة على أساس مقاييس العقل وأحكامه، إلّا أنّ العلم الإلهي أكبر من استيعابنا لقصور مقاييس عقولنا المحدودة، فالمحدود لا يدرك المطلق إلّا عن طريق الرسالات والنبوءات والإيمان والتسليم، لذلك رأينا من الواجب علينا المشاركة ولو باليسير لبيان القيم والمثل العُليا للنهضة الحسينية، لهذا نجتمع اليوم في مؤتمرٍ علميّ دوليّ تحت شعار: (النهضةُ الحسينيّة مشكاةُ التكامل الإنسانيّ) وبعنوان: (القيم والمُثُل العُليا في النهضة الحسينيّة وأثرها في بناء الإنسان).
وقد جاء هذا المؤتمر لتعزيز آفاق التواصل مع شعوب العالم وخصوصاً من الباحثين والأكاديميّين في إثراء المكتبة الدينيّة، ولاسيّما الحسينيّة، ليكونوا خير دعاةٍ للتعريف بالقضية الحسينية وبيانها، وتحقيق التقارب الفكريّ بين المجتمعات العلمية المتنوّعة، فضلاً عن تقريب الرؤى عبر فتح نوافذ البحث في الحقول المعرفيّة المختلفة.. وفي الختام نسأل الباري (عز وجل) أن يوفّقنا وإيّاكم لخدمة قيم النهضة الحسينيّة الإنسانية الخالدة.
جاءت بعدها كلمة اللجنة المشرفة على المؤتمر ألقاها رئيس اللجنة المشرفة السيد رئيس جامعة كربلاء الأستاذ الدكتور منير حميد السعدي بين فيها:
يُسعدنا اليوم ويشرّفنا أن نرحّب بضيوف فكر الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء المقدّسة، ونقول: إنّ الحسينعليه السلام يجمعنا بقيمه وبطولاته، ويحفّز فينا الفكر والكلمة، إنّ الحسينعليه السلام مدرسةٌ ينهل منها المحبّون، ولاسيّما من اجتهد من الباحثين، ويأتي مؤتمرنا هذا بصيغته الدولية، فقد جاء المؤتمر نتيجة التعاون المباشر بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ممثلة بدائرة البحث والتطوير ومركز العميد للدراسات والبحوث التابع للعتبة العباسية المقدسة ومؤسسة (سمت) الإيرانية، وجامعة كربلاء، ضمن برنامج تعاون مشترك طويل الأمد، ومن خلال تحضيرات استحداث لأكثر من ثلاث سنوات لإظهاره بالمظهر العلمي اللائق، ليكون نتاجه ثمرةً ونفحةً تزدان بفكر سيّد الشهداء عليه السلام .
اليوم نخرج من وهج العاطفة وعبرات المحبّين والإنسانية على المصاب الجلل للإسلام بسيّد الشهداء عليه السلام لنرتقي بأنفسنا بفهمٍ وفكرٍ يتناسب مع شخصية وتضحية الإمام الحسين عليه السلام ، فالاعتبار بالإمام وقعه أكبر من العَبْرة في بناء منهاج الحياة ومحاربة الفساد والظلم والتأسيس لمجتمعٍ يسوده العدل والقيم النبيلة.
مبيناً: إنّ مؤتمرنا اليوم هو ردٌّ على كلّ الأفكار المنحرفة التي تسيء للإسلام، ولعلّ فكر وكفر داعش على رأسها، لقد استوحى المجاهدون والثوار من شخص الامام الحسين عليه السلام ومواقفه وفكره في جهادهم، فحق نصرهم من الله تعالى، فهؤلاء المقاتلون في القوات الأمنية وأبطال الدفاع المقدس والمتطوعون جسدوا سلوك وفكر الإمام في قتالهم، فهذا نهجه ومن قبله جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأبوه الإمام علي عليه السلام مدرسة للفكر والسلوك تعد منارة ليس للمسلمين فحسب بل هي للإنسانية جمعاء.
مضيفاً: تم استلام تسعة وتسعين بحثاً، من داخل العراق وخارجه، وقد خضعت جميعها لمعايير تقويم دقيق لتسهم بإخراجها الفكر العلمي، وتم رفض ثمانية وخمسين بحثاً منها، وإن أسباب الرفض كانت هي عدم ادراج البحث ضمن محاور المؤتمر، ونسبة الاستلال العالية على وفق برامج فحص الكترونية، وبسبب معايير السلامة الفكرية، وعدم حصول البحث على درجة التقويم العلمي المطلوبة.
في حين كان عدد البحوث المطلوبة هي واحد وأربعون بحثاً بعد تقويمها وتصويبها واجراء التعديلات المناسبة عليها، وتوزع الباحثون الذين قدموا اوراقهم للمؤتمر هم من أربع دول هي: (العراق، والبحرين، ولبنان، وايران) وتم توزيع البحوث على يومين، وبواقع ثلاث جلسات صباحية، وجلستين مسائية، فضلاً عن حفل الختام وقراءة التوصيات.
جاءت بعدها كلمةُ الوفود المشاركة التي ألقاها الدكتور حسين هاجري من مؤسّسة (سمت) الإيرانية وبيّن فيها:
لقد خرجت شخصيّةُ الإمام الحسين عليه السلام عن مذهبٍ واحد ودينٍ واحد، وأصبحت شخصيّته العظيمة وأفكاره مناراً للعالم أجمع، حتى أنّ الكثير من قيادات العالم قد أخذت من فكره النيّر المبارك، كما أصبحت الكثير من المذاهب والأديان تُشارك في مسيرة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام ، لذلك أخذنا على عاتقنا أن نبحث في مجال نهضة الإمام الحسين عليه السلام عن طريق البحوث وغيرها لدراسة أهداف نهضته المباركة وتراثه العظيم.
فقد بيّن عليه السلام للعالم أجمع أنّه خرج لطلب الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لذا فإنّ من أهمّ الأمور والمحاور التي سنتناولها في هذا المؤتمر هي نهضة الإمام الحسين عليه السلام باعتبار أنّها تساعد على إخراج الأمّة الإسلامية من الوضع الذي تعيشه الآن.
بعدها ألقيت كلمة المؤتمر باللغة الإنجليزية ألقاها الأستاذ المساعد حيدر غازي الموسوي لتنطلق بعدها الجلسة الافتتاحية للبحوث.
الجلسة البحثية الأولى:
تمحورت الجلسة حول (أثر الثورة الحسينية في تحرير الشعوب).
وكان البحث الأوّل بعنوان: (شمس الحقيقة التي لا تزول) للشيخ الدكتور أحمد الأحمدي من إيران، وقد بيّن فيه: أنّ آل بيت النبوّةعليهم السلام هم منارٌ ونورٌ للعالم أجمع، ولن يستطيع أيٌّ من أعدائهم من الأوّلين والآخرين أن يُطفئوا هذا النور.
كما أُلقي بعده البحثُ الثاني الذي كان بعنوان: (القيادة ومناصرتها في ضوء النهضة الحسينيّة) للباحث الدكتور جعفر محمد أيّوب من مملكة البحرين، والذي بيّن فيه: أنّ القيادة الشرعيّة الحقّة هي الأساس في عمليّة الإصلاح والنهضة، وهي قيادةٌ لا تذلّ ولا تضعف ولا تهدف الى السلطة.
فيما جاء البحثُ الثالث بعنوان: (التداول السلميّ للسلطة في نهضة الإمام الحسين عليه السلام ) وكان للباحث الدكتور ميثم مهدي الحمامي من العراق، حيث تناول فيه قراءةً جديدةً في نهضة الإمام الحسينعليه السلام مؤكّداً أنّ النهضة كانت سلميّة النشأة والإعداد والامتداد من خلال عرض النصوص التاريخية والوثائق المعتمدة في هذه النهضة.
ليكون ختامُ الجلسة مع بحث الدكتور محمد جواد أبي القاسمي من إيران الذي كان بعنوان: (النهضة الحسينيّة وتحرير الناس من الاستبداد والاستعباد) والذي ألقاه بالنيابة عنه السيد جواد ورعي وبيّن فيه: أنّ النهضة الحسينيّة كانت درعاً حصينة للمسلمين من جرم بني أميّة، وجاءت كردّة فعل تجاه السياسة الأمويّة التي كانت واقعاً مريراً في التاريخ الإسلامي.
لتُختتم الجلسةُ بجملة من الأسئلة والاستفسارات من قبل الحاضرين، حيث قام الباحثون بدورهم بالإجابة عنها، وتوضيح ما يلزم توضيحه.
الجلسة البحثية الثانية:
صدحت قرائح الباحثين المشاركين خلال الجلسة البحثية الثانية الخاصة بمؤتمر الإمام الحسين عليه السلام الدولي الأول بأفكار أخذت سقايتها العلمية من شخصية الإمام الحسين عليه السلام هذه الشخصية العظيمة التي أنارت الفكر الإنساني، ووجهته نحو جادة الصواب وفق المبادئ الإلهية التي خطت على عرش السماء؛ لتكون دستوراً للبشرية جمعاء.
فقد تضمّنت هذه الجلسة التي احتضنتها قاعةُ الإمام الحسن عليه السلام إلقاء أحد عشر بحثاً لباحثين من جامعاتٍ عراقيّة مختلفة، فضلاً عن بحثٍ من جامعة طهران، اجتمعت عناوينها تحت محور: (البعد الأدبيّ في النهضة الحسينية)، ويُعدّ هذا المحور - بحسب القائمين على المؤتمر - أرضيّةً خصبةً لإبحار الباحثين فيه واغترافهم المَعين العذب من منهل هذه النهضة المعطاء ليصوغوه بطرقٍ وآليات ذات منحىً بحثيّ.
قاد الجلسة الأستاذ الدكتور كريم الناصح من مركز العميد الدوليّ للبحوث والدراسات رئيساً لها، والدكتور موسى خابط عبود من الجامعة المستنصرية مقرّراً، وكانت البحوث حسب تسلسلها كما يلي:
أوّلاً: الدكتور مسعود فكري من جامعة طهران، وكان بحثه بعنوان: (الجانب الأخلاقي للثورة الحسينيّة).
ثانياً: أ.م.د. عبّاس علي الفحّام من جامعة الكوفة، وكان بحثه بعنوان: (أدَبُ الإباءِ في الخطابِ الحُسينيّ).
ثالثاً: الدكتور حيدر عبد الزهرة التميمي من جامعة بغداد، وكان بحثه بعنوان: (إشاريّة النصّ القرآنيّ في خُطَب الإمام الحسين عليه السلام ).
رابعاً: الدكتور محمد قاسم لعيبي من جامعة بغداد، وكان بحثه بعنوان: (الاستدلال القرآنيّ وهيمنة النسق الدينيّ عند الإمام الحسينعليه السلام ).
خامساً: أ.م.د. فضيلة عبوسي محسن العامري من جامعة الكوفة، وكان بحثها بعنوان: (بلاغة الحجاج في الخطاب الحسينيّ دراسة تداوليّة.. خطبة الإمام الحسينعليه السلام في صبيحة يوم عاشوراء أنموذجاً).
سادساً: أ.م.د كريمة نوماس المدنيّ من جامعة كربلاء، وكان بحثها بعنوان: (شعرية المفارقة الأسلوبيّة في كلام الإمام الحسينعليه السلام ).
سابعاً: الدكتورة زهراء البرقعاوي من الجامعة الإسلامية في النجف الأشرف، وكان بحثها بعنوان: (السلم الحجاجي في خطاب الإمام الحسين عليه السلام ).
ثامناً: أ.م.د. رفل حسن طه مع م. ذكريات طالب حسين، وكان بحثهما بعنوان: (المفارقة في المسرح الشعريّ الحسينيّ.. مسرحيّة عبد الرحمن الشرقاوي (ثأر الله) أنموذجاً).
تاسعاً: الدكتور وسام حسين جاسم من كلية الإمام الكاظم عليه السلام ، وكان بحثه بعنوان: (تسامي القيم عند أصحاب الإمام الحسين عليه السلام .. زهير بن القين (رضي الله عنه) أنموذجاً - دراسة ثقافيّة تحليليّة في سيرته ومواقفه -).
عاشراً: أ.م.د. زينب فاضل أحمد مع م.د. دلال خلف عريبي من جامعة بغداد، وكان بحثهما بعنوان: (ملامح الغربة والحنين في واقعة الطفّ – الشاعر علاء الدين الشفهيني – أنموذجاً).
أحد عشر: م. حوراء غازي عناد السلامي من جامعة الكوفة، وكان بحثها بعنوان: (الأثرُ القرآنيّ في خطب الإمام الحسين عليه السلام .. دراسة فنّية).
وفي ختام هذه الجلسة عبّر الباحثون عن شكرهم وامتنانهم للعتبة العبّاسية المقدّسة لما تبذله من جهدٍ في سبيل تسليط الضوء على نهضة وثورة الإمام الحسين عليه السلام الخالدة من خلال طرحها لمحاور بحثيّة امتازت بالحداثة، وابتعدت عن الطرق الكلاسيكية في البحث، عادّين هذه المشاركة بأنّها تاريخية وفرصة كبيرة وشرفٌ عظيم يُضاف الى سلسلة مشاركاتهم، وما هي إلّا تكريمٌ من حامل لواء الإمام الحسين أبي الفضل العبّاس عليهما السلام .
الجلسة البحثية الثالثة:
عقدت الجلسة البحثية الثالثة للمؤتمر على قاعة الإمام الحسن عليه السلام ، والتي كانت برئاسة الدكتور عادل نذير بيري، والمقرر الدكتور طلال خليفة سلمان، وشهدت إلقاء ثمانية بحوث، وفق محورين هما: (القيم النفسية والتربوية في النهضة الحسينية وأثرها في تطوير مناهج التربية والتعليم)، و(الأبعاد الفكرية والعقدية والأخلاقية للصورة الحسينية) وهذه البحوث هي: الأوّل: للباحث الدكتور جواد كاظم نصر الله من العراق بعنوان: (من تفاسير الثورة الحسينية).
الثاني: للباحث الدكتور عبد الزهرة جاسم الخفاجي من العراق بعنوان: (المضامين التربويّة في قرابين الأنبياء).
الثالث: للباحث الدكتور بشير ناظر حميد من العراق بعنوان: (دور النهضة الحسينيّة في التغيير الاجتماعي).
الرابع: للباحث الدكتور صلاح عبد الحسين المنصوري الذي ألقاه بالنيابة عنه الدكتور حميد الغرابي من العراق وكان بعنوان: (الأبعاد التربوية والأخلاقية لثورة الإمام الحسين عليه السلام ).
الخامس: للباحثين الدكتورة أفسون قنبري والدكتور غلا محسن من إيران بعنوان: (الدور الاجتماعي لحضرة العباس عليه السلام في صناعة الثقافة).
السادس: للباحثين الدكتور رحيم كريم الشريفي والدكتور حسين علي الفتلي من العراق بعنوان: (الأفعال الكلامية في الخطاب الأخلاقي عند الإمام الحسين عليه السلام .. دراسة تداولية).
السابع: للباحث الدكتور حليم صخيل العنكوشي من العراق بعنوان: (الإناقة النفسية في سيرة الإمام الحسين عليه السلام .. دراسة تحليلية).
الثامن: للباحث الدكتور حسن حميد الفياض من العراق بعنوان: (منهج التربية الروحية في الثورة الحسينية).
لتُختتم هذه الجلسة بجملة من الأسئلة والاستفسارات من قبل الحاضرين، وقام الباحثون بدورهم بالإجابة عنها، وتوضيح ما يلزم توضيحه.
فيما شهدت قاعة الإمام القاسم بن الحسن عليهما السلام في نفس الوقت جلسة بحثية خاصة بالبحوث باللغة الإنكليزية تمحورت جميعها حول نهضة الإمام الحسين عليه السلام الخالدة، فجاءت كالآتي:
البحث الأول: للباحثة هدى ناهي سعيد وكان بحثها بعنوان: (الرمزية في أدب الطف).
البحث الثاني: للباحثة هاجر باختري ابراهيم سرايي من إيران بعنوان: (الأهداف المبجلة لأصحاب الإمام الحسين عليه السلام ).
البحث الثالث: للمدرس المساعد سوزان عبد الهادي كاظم، وكان بحثها بعنوان: (التحليل الأسلوبي للتناص بين أدعية الإمام الحسين عليه السلام والقرآن الكريم).
البحث الرابع: للباحثة منار كريم مهدي، وكان بحثها بعنوان: (وسائل الإقناع في خطب الإمام الحسين عليه السلام ).
البحث الخامس: للباحثة وفاء صاحب مهدي بعنوان: (تحليل أسلوبي لخطبة الإمام الحسين عليه السلام في عاشوراء).
ختام المؤتمر:
في نهاية جلسات مؤتمر الإمام الحسين عليه السلام الدولي الأول، وتحت شعار (النهضة الحسينية مشكاة التكامل الانساني), تم طرح خمسة بحوث دارت رحاها عند الأثر العظيم والكبير للثورة الحسينية في تهذيب الأجيال منذ قيامها والى يومنا هذا، إضافة الى دور الاصلاح الحقيقي, وكانت الجلسة الختامية تحت محورين هما: (أثر النهضة الحسينية في التربية والتعليم، والنهضة الحسينية ومقوّمات النصر القيمي).
فكان البحث الأول للباحثة الدكتورة رقية مير أبو القاسم من العاصمة الإيرانية طهران, والتي تناولت في بحثها دراسة شاملة عن المؤلفات الشيعية التي تحدثت عن نهضة الإمام الحسين عليه السلام منذ أكثر من (700) عام في ايران, حيث تطرقت الى ثمانية كتب مؤلفة باللغة الفارسية, وتحدثت عن إصرار الإمام الحسين عليه السلام للذهاب الى كربلاء، مع علمه المسبق بأنه سيستشهد هناك، وعن مفهوم الشهادة السامي الذي يتمحور حول جميع أحداث واقعة كربلاء.
بينما البحث الثاني كان أيضاً من دولة ايران للباحث الدكتور عبد الله توكلي، وقد تمحور بحثه عن دراسة العلوم الاجتماعية والاستراتيجية في ثورة الإمام الحسين عليه السلام , وأشار الى انه اختار هذا الجانب لقلة البحوث فيه، ومن الممكن أن نستحصل على عدة امور من قيام الثورة منها: قيام الإمام الحسين عليه السلام لإصلاح أمور الأمة الاسلامية، واحقاق الحق، وازهاق الباطل, اضافة الى فضح ظلم حكام بني امية والتخطيط لتشكيل الخلافة.
لترتقي المنصة بعد ذلك الباحثة انعام اسماعيل طاهر من جامعة بغداد، وكان بحثها تحت عنوان (مفهوم الإصلاح في النهضة الحسينية وأهمية تطبيقه في التربية والتعليم), والتي تطرقت خلاله الى دعوة أهل البيت عليهم السلام الى إصلاح أحوال الناس والقضاء على الفساد والتدهور، وتغيير الحال الى الواقع الأفضل, كما تحدثت عن الثورة الحسينية وأهميتها الكبرى من أجل أن يعيش الانسان حياة كريمة, وتضمن البحث عدة محاور مهمة.
عدنا بعد ذلك الى جمهورية ايران ومع الباحث الدكتور غلام حسين زاده من إيران، وكان بحثه تحت عنوان: (الإمام الحسين عليه السلام النموذج الإلهي المنتج), وكان بحثه يتمحور على ثلاثة اسئلة وهي:
1- كيف أصبح الإمام الحسين عليه السلام أنموذجاً إلهياً.
2- كيف ينتج الإمام الحسين عليه السلام السائرين على فكره في التاريخ.
3- كيف نستفيد من نتاج الإمام الحسين عليه السلام .
بينما البحث الأخير، فكان للباحث المدرس عصام فخري من العراق، وكان بحثه بعنوان: (النهضة الحسينيّة ومحاكمة الضمير دراسة تحليليّة نقدية), فكرة العنوان جاءت نتيجة السؤال وهو: لماذا طلب الإمام الحسين عليه السلام النصرة؟
وبعد انتهاء الأبحاث الخمسة وصل المهرجان الى الختام، وذلك عصر يوم الجمعة (22ذي القعدة 1437هـ) الموافق لـ(26آب 2016م), بعد تقديم عدة توصيات من أجل اخراج المهرجان بصورة افضل في العام القادم, حيث بدأ حفل الختام بتلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم، بعد ذلك قراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق الأبرار, ليقدم عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر ورئيس قسم الأنشطة والفعاليات في مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات الأستاذ الدكتور أحمد الكعبي أهم ما خرج به المؤتمر من توصيات:
1- الدعوة الى استمرار الجهود المشتركة بين المؤسّسات العلمية المشاركة في إقامة هذا المؤتمر لإحياء تراث الإمام الحسين والأئمّة المعصومين عليهم السلام على أُسسٍ علميّة رصينة.
2- إعادة قراءة أخبار سيرة الإمام الحسين عليه السلام وعرضها على القرآن الكريم وتراث الأئمّة الأطهار عليهم السلام .
3- الاستلهام من السيرة الحسينيّة العطرة في مناهج التربية والتعليم وتضمين الكتب العلميّة نصوصاً من خطب الإمام الحسين عليه السلام وأدعيته لبناء الشخصية المسلمة الصالحة في ضوء منهج أهل البيت عليهم السلام في تنشئة الشخصيّة المؤمنة.
4- تشجيع الباحثين على دراسة تراث الإمام الحسين عليه السلام العلمي والثقافي ولاسيّما في المؤسّسات الأكاديميّة بما يواكب المستجدّات الراهنة في عالمنا المعاصر.
5- ترجمة تراث الإمام الحسين عليه السلام الى اللّغات الأجنبيّة الحيّة بما ينشر الجانب الفكري والإصلاحي الوضّاء لثورة الإمام الحسين عليه السلام وسيرته الخالدة في دول العالم.
6- السعي الى إصدار موسوعة بعنوان: (موسوعة الإمام الحسين عليه السلام ) تعنى بتراث الإمام الحسين عليه السلام وسيرته المباركة تُصدرها الجهات المنظّمة للمؤتمر.
بعد ذلك تم تكريم الباحثين والمشاركين في المؤتمر مع تكريم الوسائل الإعلامية التي ساهمت في تغطية فعاليات المؤتمر وانجاحه.
لقاءات المؤتمر:
عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر ورئيس قسم الأنشطة والفعاليات في مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات الأستاذ الدكتور أحمد الكعبي:
خلال مؤتمر الإمام الحسين عليه السلام الدولي الأول، تم إعطاء مساحة بحثية للباحثين المشاركين باللغة الإنكليزية، وتم تخصيص جلسة خاصة بهذه البحوث لباحثين من الجامعات العراقية ومن خارج العراق، وقد أُخضعت هذه البحوث التي تم ترشيحها من قبل لجنة مختصة طبقت عليها معايير خاصة، ورُفض قسم منها، وقُبل الآخر، وكان عدد البحوث المقبولة التي أُلقيت خمسة بحوث على أن توسع رقعة المشاركة في الدورات اللاحقة؛ لإعطائهم أكثر من جلسة.
نهدف من هذا العمل إلى إرسال رسالة مفادها أن النهضة الحسينية أخذت منحى عالمي ولم تقتصر على لغة معينة أو شعب معين، لذلك وجدنا الباحثين قد بذلوا جهداً كبيراً من أجل إخراج نصوص بحثية رصينة ذات قيمة وطرح جديد، وسيتم جمع هذه البحوث حالها حال باقي البحوث لتطبع في إصدار خاص.
الدكتور مسعود فكري من جامعة طهران تحدث قائلاً:
نشكر الله سبحانه وتعالى لتوفيقه إيانا للمشاركة والحضور في هذا المكان المقدس، كما أتقدم بكلمة شكر للقائمين على هذا المؤتمر المبارك، حق