معهد القرآن الكريم يختتم دوراته الصيفية القرآنية بمشاركة أكثر من 12 ألف طالب
30-12-2018
علاء سعدون
معهد القرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة
يختتم دوراته الصيفية القرآنية السادسة بمشاركة أكثر من 12 ألف طالب
استمراراً بمشاريعه القرآنية، وبهدف إشاعة وتجذير ثقافة القرآن الكريم ومنهج أهل البيت عليهم السلام بين فئات المجتمع ومنهم طلبة المدارس خصوصاً، اختتم معهد القرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة، دوراته القرآنية الصيفية السادسة للعام 2016م، وذلك عصر يوم الأربعاء (13ذي القعدة 1437هـ) الموافق (17آب 2016م)، حيث أقيم حفل الختام في الصحن العباسي الشريف بمشاركة أكثر من 12 ألف طالب من مختلف المحافظات العراقية.
استهل الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها أحد خريجي الدورة من البراعم، بحضور المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) وعدد من الشخصيات الدينية والثقافية، بالإضافة الى جموع غفيرة من الطلبة المتخرجين وأولياء أمورهم.
بعدها ألقى الشيخ جواد النصراوي مدير معهد القرآن الكريم في العتبة المقدسة كلمة جاء فيها:
إن مشروع الدورات القرآنية الصيفية هو من المشاريع المهمة والأساسية في معهد القرآن الكريم، وقد أولته الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وعلى رأسها سماحة السيد الصافي (دام عزه) أهمية كبيرة، وجعلته من الأولويات في نشاطات العتبة المقدسة؛ وذلك لما يحمل في طياته من تربية صحيحة لهذا الجيل المبارك وتهذيب لنفوسهم الطيبة, هذا المشروع تضمن عدة دروس منها: في حفظ القرآن الكريم، ومنها في الفقه والمسائل الفقهية الابتلائية ودروس في العقائد، كما تناولت هذه الدورات تعليم أصول الدين وأركان الإسلام بصورة إجمالية بالإضافة الى دروس في مكارم الأخلاق.
ومن الدروس الأساسية التي حرصنا عليها هي تعليم الصلاة الصحيحة لجميع الطلاب مع الوضوء التام والغسْل والتيمم، فهنيئاً لأبنائنا ذلك وهم في هذا العمر المبارك.
مبيناً: أن دورات هذا العام أطلق عليها اسم (حلقات النور) تيمناً بصناعة الشباك الشريف لضريح المولى أبي الفضل العباس عليه السلام .
جاءت بعدها كلمة العتبة العباسية المقدسة التي ألقاها فضيلة السيد عدنان جلوخان الموسوي من قسم الشؤون الدينية ومما بين فيها:
إن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن الكريم على نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم وحفظ القرآن به وبأهل بيته الطيبين الطاهرين، وها نحن بحضرة أحد حماة القرآن تحت راية أبي عبدالله الحسين عليه السلام الذي حمل القرآن على رأسه يوم عاشوراء ونشره وكلم القوم، فهو حامل القرآن والحجة لله تعالى، نحن بفناء هذا البطل العظيم الذي دافع عن القرآن وقدم أعضاءه المباركة الشريفة في سبيل ذلك، فالدين عند الله تعالى الإسلام والقرآن دستور هذا الدين، وأبو الفضل العباس (صلوات الله وسلامه عليه) لم يتوقف ليوم عاشوراء فقط بل امتد الى ما شاء الله في رعايته للقرآن وحمله ونشره وبقائه، فسخر خدمته المجاهدين وكبيرهم المتولي الشرعي للعتبة المقدسة السيد الصافي (دام عزه) الذي وجه مشكوراً الجنود في معهد القرآن من الأساتذة الأفاضل؛ لكي يبذروا هذه البذور الطيبة في هذه الأرض الطيبة في صحن أبي الفضل العباس عليه السلام .
عرض بعدها فلم وثائقي عن الدورات الصيفية السابقة، ليوضح النشاطات والجهود الكبيرة التي بذلها معهد القرآن الكريم في سبيل إنجاحها، أعقبته تلاوة قرآنية جماعية لعدد من خريجي مشروع أمير القراء الوطني الذي أطلقه معهد القرآن الكريم في العام الماضي ويستعد في هذا العام لدورته الثانية.
جاءت بعدها كلمة المتخرجين من الدورات القرآنية الصيفية التي ألقاها بالنيابة عنهم الطالب علي مسلم، وقد شكر فيها الجهود الكبيرة التي سخرتها العتبة العباسية المقدسة ومعهد القرآن الكريم في إشراكهم وتبنيهم ضمن هذه الدورات القرآنية المباركة، ثم ألقيت بعد ذلك العديد من الموشحات الدينية لأحد الطلبة المتخرجين من هذه الدورات، وختم الحفل بقراءة سورة الفاتحة ترحماً على شهداء العراق الأبطال من القوات الأمنية والحشد الشعبي.
من الجدير بالذكر أن هذا المشروع المبارك استمر على مدى (45) يوماً بداخل الصحن العباسي الشريف والحائر المطهر، وفي فروع المعهد الأخرى خارج المحافظة، وبمعدل ثلاث ساعات يومياً ولخمسة أيام في الأسبوع، تلقوا فيها دروساً في أحكام تلاوة القرآن والفقه والأخلاق، بالإضافة إلى تعلم الدروس في كيفية الوضوء والصلاة وإطاعة الوالدين، وكيفية معاملة الجيران ومعاملة الإخوة والأصدقاء بطريقة مشوقة بعيدة عن الملل، مما انعكس إيجاباً على سلوك وأفعال هؤلاء الأطفال وبشهادة ذويهم الذين أصروا على إشراكهم في كل نسخة من هذه الدورات.. ومما يجب ذكره أن هذا العمل تكامل بالتعاون مع عدد كبير من أقسام وشعب العتبة العباسية المقدسة، والتي منها قسم ما بين الحرمين الشريفين وقسم الآليات، وغيرها من الأقسام والمفاصل الحيوية في العتبة المقدسة.