الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة تسعى بخطوات إنسانية جادة لرعاية مرضى التوحد

30-12-2018
سيف الدين الزاملي
الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة
تسعى بخطوات إنسانية جادة لرعاية مرضى التوحد
الكثير منا لا يعرف إلا القليل عن اضطراب التوحد، وهذه الإعاقة تعد بشكل عام من القضايا الهامة التي تواجه المجتمعات؛ باعتبارها قضية ذات أبعاد مختلفة، قد تؤدي الى عرقلة مسيرة التنمية والتطور في المجتمع.
ومن هذا المنطلق، فأن رعاية الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة أصبح أمراً ضرورياً تفرضه الحاجة الاجتماعية والإنسانية، حيث يتوجب إعطاء الفئات الخاصة القدر المناسب من الرعاية والاهتمام، حتى يتسنى لهم الاندماج في المجتمع الى أقصى حد تسمح به قدراتهم.
ويعتبر اضطراب التوحد من الفئات الخاصة التي بدأ الاهتمام والعناية بها بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وذلك لما يعانيه الأطفال في هذه الفئة من إعاقة نمائية تؤثر على مظاهر النمو المتعدد للطفل، وتؤدي الى انسحابه وانغلاقه على نفسه، كما أن التوحد يعتبر من اكثر الاضطرابات النمائية صعوبة بالنسبة للطفل.
وعرف العالم دورمان وليفر في عام 1999م أن التوحد يعد بمثابة اضطراب نمائي حاد يظهر على الطفل خلال السنوات الثلاثة الاولى من عمره، ويعتبر نتيجة اضطراب عصبي يؤثر على الاداء الوظيفي للمخ.. وبسبب زيادة مثل هكذا حالات في العراق تم افتتاح مراكز متعددة في المحافظات العراقية لرعاية هؤلاء الأطفال ومعالجتهم؛ ليكونوا جزءاً من المجتمع.
ففي شهر أبريل من عام 2011م تم تأسيس أول مركز في كربلاء المقدسة لرعاية حالات التوحد من قبل الشهيد الأستاذ حيدر زويني، وكان هو بداية انطلاق الرعاية والاهتمام للأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد، ومن ثم تبرع بهذا المركز للعتبة الحسينية المقدسة، وبدأت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة بتطوير الكادر التدريبي وإرسالهم في دورات تطوير في لبنان ودول عربية وأجنبية أخرى، وتحول الى معهد متخصص وتحت اشراف مركز كربلاء تم افتتاح مراكز اخرى في محافظات متعددة منها: النجف وميسان وواسط والمثنى.. وتم تدريب كوادر متخصصة لادارة مراكزهم وتقديم يد العون والمساعدة لكثير من المراكز والحالات في بغداد وذي قار والبصرة واقليم كردستان.
مركز كربلاء الذي يهتم برعاية مايقارب 175 طفلاً يعانون من اضطراب التوحد وصعوبة النطق وبطء التعلم، وتم تخرج العديد من الاطفال في السنوات السابقة حيث بدأوا يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، ومتابعتهم من قبل الكادر المعالج ومديرة المعهد الأستاذة زهراء زويني.
ان ما لمسناه من خلال تجولنا داخل المعهد اهتمام الأستاذة زهراء زويني ومدى حبها لهؤلاء الأطفال، والتي تسعى بكل جهدها الى تطوير وتقديم الأفضل خلال دعم ورعاية الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة.
وبينت الأستاذة زهراء زويني: إنهم يواجهون بعض المشاكل من قبل الاهالي الذين لا يعرفون التعامل مع مثل هكذا حالات، حيث يتعرض الكثير منهم الى العنف الاسري والضرب وعدم اعطائهم الاهتمام اللازم الذي يساعد المعهد في تحسين حالة الطفل وتطويره بشكل سريع وفعال.
وتحت شعار (فلننتصر على التوحد) يداً بيد يتكاتف الكادر التدريبي وإدارة المعهد للنهوض ببلدنا نحو الاحسن من اجل مساعدة هؤلاء الأطفال، وإعانتهم ليصبح لهم مستقبل كباقي الأطفال، فهم البذرة الصالحة لجيل المستقبل.