المهرجان الثقافي الفكري السابع في مزار السيد علي بن طاووس
30-12-2018
زين العابدين السعيدي
العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية تحضران المهرجان
الثقافي الفكري السابع في مزار السيد علي بن طاووس
السيد علي بن طاووس من أحفاد الإمامين الحسن المجتبى والسجاد عليهما السلام ومن كبار شخصيات الشيعة وعلماء الإمامية، صاحب المصنفات الكثيرة ومنها: (المهمات والتتمات، كشفة المحجة لثمرة المهجة، مصباح الزائر وجناح المسافر، الملهوف على قتلى الطفوف ومهج الدعوات ومنهج العبادات).
تتلمذ على يدي كبار العلماء ومنهم العلامة الحلي، ووالده الشيخ يوسف سديد الدين, وقد لقّب بجمال العارفين؛ لشدّة ورعه وتقواه وحسن سجاياه الأخلاقية وحالاته العرفانية.. ومثل هكذا عالم جليل، لابد من اقتفاء آثاره ودراسة حياته دراسة دقيقة، وإظهار ما تركه من العلوم والمعارف ونشرها في المجتمع.
ومن أجل هذا، تبنت الأمانة الخاصة لمزار السيد علي بن طاووس (رحمه الله تعالى) الواقع في (مركز مدينة الحلة – منطقة الشاوي) إقامة مهرجان ثقافي سنوي يتزامن مع الذكرى السنوية لوفاته (قدس سره)، حيث وصل هذا المهرجان الى نسخته السابعة برعاية الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة.
وقد شهد المهرجان في هذه النسخة حضور الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة السيد جعفر الموسوي (دام تأييده), ووفد من الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة يترأسه فضيلة الشيخ محمود الصافي (دام تأييده), واستهل بقراءة آيات مباركات من الذكر الحكيم رتلها القارئ مصطفى الكيم, تلتها كلمة الأمين الخاص لمزار السيد علي بن طاووس (قدس سره) السيد حمزة الموسوي, والتي أكد فيها على ضرورة استثمار هكذا مناسبات جليلة لاستلهام العبر والدروس من هذه القامات العلمية والدينية المهمة، مستذكراً مآثر ومكانة وعلم السيد علي بن طاووس التي أثرى بها الفكر الإسلامي ومذهب أهل البيت عليهم السلام .
وختم كلمته بتقديم الشكر والثناء والعرفان لجميع المساهمين في نجاح المهرجان وجميع الضيوف الذين تجشموا عناء السفر من أجل المشاركة في فعالياته.. تلاها بحث قيّم للأستاذ الدكتور صالح القريشي، أستاذ الفقه في كلية الفقه في جامعة الكوفة والذي أشار من خلال بحثه الى قيمة هذا العالم الجليل، وما تركه من آثار جعلته أنموذجاً خالداً في علمه وفقه.
كما نوه الى الجانب الفقهي للسيد ابن طاووس، وخاصة فيما يتعلق بموضوع الفتوى في المذهب الجعفري، وكيف تعامل معها السيد الجليل, وأثنى على ما تقدمه الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة من جهود وأموال من أجل الارتقاء بواقع المزارات الشريفة من الناحية العمرانية والفكرية والثقافية.. لتأتي بعد ذلك كلمة خطيب وإمام جماعة المزار الشريف فضيلة الشيخ زاهر العيفاري والتي من خلالها سلط الضوء على حياة السيد علي بن طاووس (قدس سره الشريف), ودعا الى الاستفادة من مآثره الدينية والأخلاقية والروحانية,.
ثم جاء الدور للدكتور رحيم الشريفي التدريسي في كلية علوم القرآن في جامعة بابل, وألقى بحثه الذي بيّن فيه النظرية الأخلاقية للسيد ابن طاووس, وأوضح أنه من المؤسسين لذكر الأخلاق, وأكد على ضرورة إصدار موسوعة للسيد ابن طاووس تضم كل علومه وكتبه من أجل الانتفاع بها، وحفظها من الضياع؛ لأن مؤلفات السيد ابن طاووس مؤلفات مهمة جداً وثمينة، وفيها الكثير من المنافع.
ليأتي بعد كل هذا دور الشعر والشعراء الذين ألقوا قصائدهم وتغنوا بحب أهل البيت عليهم السلام وحب الوطن, وأثنوا على بطولات وانتصارات أبطال الدفاع المقدس, واختتم المهرجان بتوزيع الدروع والشهادات التقديرية على المشاركين والضيوف..
صدى الروضتين كانت حاضرة، وأجرت عدداً من اللقاءات:
المعاون الثقافي في مزار السيد علي بن طاووس (قدس سره) فضيلة الشيخ مسلم إسماعيل:
برعاية الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة، أقامت الأمانة الخاصة لمزار السيد علي بن طاووس (قدس سره) مهرجاناً ثقافياً فكرياً بمناسبة وفاة العلامة الجليل السيد علي بن طاووس, وهذا المهرجان رغم كل ما تضمن من فقرات ونشاطات، إلا أنه قليل جداً بحق هذا العالم الكبير الذي دافع عن الدين والمذهب, ووقف هو وباقي علمائنا الأجلاء بوجه الأعاصير التي أرادت أن تعصف بمبادئ الدين الإسلامي, ولذلك قال النبي الأكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم بحقهم: (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل), وقال أيضاً: (العلماء ورثة الأنبياء).. وإن السيد علي بن طاووس كان شغوفاً بتأليف الكتب التي تربط العبد مع الله تعالى, فكانت أغلب مؤلفاته روحانية وأخلاقية ومنها كتاب (كشف المحجة لثمرة المهجة) وهو عبارة عن نصائح وعبر لولده محمد, وعندما نقرأ هذا الكتاب نرى أن السيد علي بن طاووس لديه حالة من الذوبان في الأخلاق.
كما أن للسيد ابن طاووس مكاشفات عديدة مع الإمام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف, وكل ما نقدمه قليل بحقه, ولكن نسأل الله تعالى أن يتقبله منا بأحسن القبول، ويوفقنا لتقديم المزيد.
الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة السيد جعفر الموسوي (دام تأييده):
من المعلوم للجميع أن العتبات المقدسة في العراق أصبحت مراكز إشعاع فكري وثقافي لمحبي أهل البيت عليهم السلام عامة ولزائريهم خاصة، ترفدهم بالمعلومة الصادقة والفكرة الأصيلة والعقيدة الحقة, وتدفع عنهم الشبهات والشكوك الموجهة إليهم من أبواق الإعلام التكفيري.. وان هذا الاحتفال الذي أقامته الأمانة الخاصة لمزار السيد علي بن طاووس هو أحد مصاديق هذا الإشعاع الفكري، إذ كان السيد ابن طاووس رمزاً علمياً وثقافياً وفخراً للطائفة عامة.
وفي الختام لا يسعنا إلا نقدر ونثمن هذه المبادرة الكريمة المباركة من الأمانة الخاصة للمزار الشريف, ونتمنى لهم المضي قدما في إحياء التراث الفكري.
الجدير بالذكر أن العتبة العباسية المقدسة حصلت على شهادة تقديرية؛ تثميناً لحضور وفدها ومشاركته في فعاليات المهرجان الثقافي الفكري السابع المقام بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة العلامة الجليل السيد علي بن طاووس (قدس سره).