العتبتان المقدستان تباشران بحفر خندق أمني بطول 70كم لمنع تسلل الإرهابيين

30-12-2018
حيدر داود
العتبتان المقدستان تباشران بحفر خندق أمني
بطول 70كم لمنع تسلل الإرهابيين والعجلات المفخخة
الخندق فكرة دفاعية قديمة، استخدمها المسلمون في حروبهم، كما استخدمتها الجيوش في الحروب القديمة، واليوم تتكرر فكرة استخدام الخندق بين محافظة كربلاء المقدسة ومحافظة الانبار، بهدف منع تسلل الارهابيين والسيارات المفخخة الى المدينة المقدسة التي تفد اليها ملايين الزائرين من مختلف الجنسيات.
بعد اجتماع موسع دار بين قيادة عمليات الفرات الأوسط والحكومة المحلية وقيادة الشرطة والعتبتين المقدستين الحسينية العباسية وباقي الدوائر الأمنية، انبثق من هذا الاجتماع فكرة انشاء مشروع حفر خندق في الصحراء الغربية الفاصلة مع محافظة الانبار على بعد (100كم) عن مركز المحافظة، وبطول يصل الى (70 كيلومترا) باتجاه صحراء محافظة النجف الاشرف، وعلى أساس هذا الاجتماع باشرت العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية بحفر جزء من هذا الخندق..
ولمعرفة تفاصيل أكثر جريدة صدى الروضتين عملت على تغطية هذا المشروع، والاحاطة بكل جوانبه، التقينا بأمر لواء معسكر الامام الحسين عليه السلام والمشرف على حفر الخندق الأستاذ قاسم مصلح وبين لنا:
إن محاولات الإرهابيين المتكررة بإدخال العجلات المفخخة الى محافظة كربلاء المقدسة، حيث كان آخرها التعرض على الحدود الغربية للمحافظة بثلاث مفخخات، مما دعا التفكير الى تحصين المحافظة من هذا الاتجاه.
مضيفاً: الاتفاق جرى بين قيادة عمليات الفرات الأوسط والحكومة المحلية وقيادة الشرطة والعتبتين المقدستين على حفر الخندق في الصحراء الغربية لمنع تسلل الإرهابيين، وقد باشرنا بعمليات الحفر وانشاء الساتر الترابي في الجانب الايسر التي تكفلت به العتبة الحسينية المقدسة منذ أيام على اثر الاجتماع، وبعد تلقينا الدعم الكافي من قبل سماحة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه)، تكفلنا بحفر الخندق بعمق وعرض ثلاثة أمتار مع انشاء ساتر ترابي فوق الخندق بارتفاع ثلاثة أمتار أيضاً، وقد واجهنا صعوبات في حفر هذا الخندق؛ وذلك لوجود تربة صخرية تصعب على الآليات حفرها، مما اضررنا الى استخدام المواد المتفجرة وعجلات (الكسارة).. لافتاً إلى أن العتبة الحسينية المقدسة أنجزت أكثر من (5كم) من الخندق حتى الآن.
وفي لقاء آخر لنا مع الحاج ضياء الحسناوي المشرف من قبل العتبة العباسية المقدسة على مشروع حفر الخندق بين لنا قائلاً:
تحت أشعة الشمس ودرجة الحرارة التي تصل لنصف درجة الغليان تستمر الاعمال بحفر هذ الخندق الأمني المحيط بمحافظة كربلاء المقدسة من الجهة الغربية، ويمتد هذا الخندق من سيطرة معمل الاسمنت عند الطريق الرابط بين كربلاء المقدسة وقضاء النخيب باتجاه الصحراء مع حدود محافظة النجف الاشرف، حيث جاء ذلك على أثر التعرضات الإرهابية الأخيرة التي تعرضت لها المحافظة، باشرت العتبة العباسية المقدسة بالعمل منذ حوالي أسبوعين تقريباً، وتم انجاز الان ما يقارب 7 كم من المساحة المكلفة بها العتبة العباسية المقدسة، وهو الجانب الأيمن من الخندق، والآن جاري العمل في منطقة (البردويل) قرب بحيرة الرزازة، وعلى بعد 100كم عن مركز المحافظة.
مضيفا: هناك دعم كبير من قبل المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) بأعمالنا في هذا المشروع والمتابعة المستمرة والحثيثة وغير المحدودة، ونعمل على انجاز هذا المشروع بأسرع ما يمكن، واعتمدنا على الكسارات والحفارات وسيارات التنظيف، وهذا الخندق ليس لمنع دخول أبناء أهالي محافظة الأنبار وانما للسيطرة على الدخول العشوائي الذي يستغله الإرهاب لتنفيذ مخططاته الإجرامية، وان شاء الله تعالى سيساهم هذا المشروع في حماية وحفظ أمن كربلاء المقدسة ومحافظة النجف الاشرف بصورة كبيرة.
يذكر أن قيادة عمليات الفرات الأوسط أعلنت، في (الـ 28 من حزيران 2016)، مقتل نحو 12 انتحارياً من تنظيم (داعش) وتفجير ثلاث عجلات مفخخة بصد هجوم على صحراء كربلاء، قرب الساتر والخندق الشقّي الذي مازال قيد الإنشاء، وستعمل على إنشاء أبراج مراقبة على طول الخندق بفاصلة ألف متر بين برج وآخر، وستُجهز الأبراج بكاميرات حديثة يصل مدى الرؤية فيها لمسافات بعيدة، وستكون عملية مراقبة الخندق والسيطرة عليه من مهام قيادة عمليات الفرات الأوسط.