مزار السيد علي بن طاووس رضوان الله تعالى عليه في مدينة الحلة الفيحاء يقيم ندوة علمية متعددة المحاور

30-12-2018
علاء سعدون
مزار السيد علي بن طاووس رضوان الله تعالى عليه في مدينة الحلة الفيحاء
يقيم ندوة علمية متعددة المحاور حول الإمام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف
يعد مزار السيد علي بن طاووس رضوان الله تعالى عليه في مدينة الحلة الفيحاء من المزارات الكبيرة والمهمة التي لها العديد من النشاطات الفكرية والثقافية والإنسانية المتعددة وعلى مدار السنة، حيث إن المزار الشريف اكتسب منزلة وتشريفاً لاحتوائه الجسد الطاهر لسماحة السيد رضوان الله تعالى عليه ، وهو عالم جليل من سلالة مرموقة برع في علم الفقه والحديث واللغة والفلسفة وغيرها من العلوم الدينية القيمة، تاركاً العديد من المؤلفات المهمة التي بلغت ما يقارب (57) مؤلفاً.
وانطلاقاً من هذا الإرث الكبير، وحرصاً منها على نشر فكر وثقافة أهل البيت عليهم السلام اهتمت الأمانة الخاصة لمزار السيد علي بن طاووس رضوان الله تعالى عليه بإقامة العديد من الندوات العلمية والمهرجانات المتنوعة واسعة الحضور.. وفد من العتبة العباسية المقدسة انطلق ليحضر إحدى ندواته العلمية تحت عنوان: (قبس من نور.. لجلاء ظلمات الفتن قبل الظهور) بمحاور متعددة حول قضية الإمام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف ودور المؤمنين في زمن الغيبة، والتي تقام بالتعاون مع مركز العلامة الحلي رضوان الله تعالى عليه التابع للعتبة الحسينية والمقدسة وكلية الدراسات القرآنية بجامعة بابل.
أقيمت الندوة في المزار الشريف، وشهدت حضوراً كبيراً من المؤمنين والمؤمنات من داخل وخارج المدينة، ابتدأت بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة ترحيبية للأمانة الخاصة ألقاها الأمين الخاص السيد حمزة الموسوي، ومن ثم كلمة لمركز العلامة الحلي رضوان الله تعالى عليه التابع للعتبة الحسينية المقدسة عن دور وأهمية الندوات العلمية التثقيفية في قضية الامام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف.
افتتحت بعد ذلك الجلسة البحثية برئاسة الدكتور محمد طالب الحسيني مشتملة على عدة محاور: (لقاء الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف الأنسي والتشريفي والفرق بين المشاهدة واللقاء، الفتن الحاضرة وعلاقتها بالظهور، دور المؤمنين في عصر الانتظار من الناحية الايمانية والاجتماعية والعبادية).
وكانت البداية مع الباحث الشيخ حسن الخماسي ومحور (لقاء الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف الأنسي والتشريفي والفرق بين المشاهدة واللقاء) مبيناً الفرق بين اللقاء الأنسي والتشريفي، وأيضاً الفرق بين المشاهدة التي كذبتها الروايات وبين اللقاء الممكن حصوله.
موضحاً: أن هناك نوعاً من اللقاءات يحصل بطلب من المؤمن لحاجة تخصه ولا تخص الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف، وقد اصطلح على هذا النوع من اللقاء الوارد حصوله باللقاء التشريفي، أي يتشرف المؤمن المحب بلقاء الامام عجل الله تعالى فرجه الشريف تفضلاً منه عليه السلام ، أما الأنسي فهو لقاء يوجب بهجة الإمام عليه السلام وأنسه وفرحته مع شخص مستحق وواجد لشرائط الأنس، أي أنه لقاء من قبل الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف عكس اللقاء التشريفي.. وبخصوص المشاهدة التي كذبتها الروايات فهي ليست المشاهدة العابرة بالمعنى الحسي، بل هي المشاهدة المقترنة بدعوة السفارة أو النيابة الخاصة عن الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف.
اعقب هذا البحث، بحث آخر بعوان (الفتن الحاضرة وعلاقتها بالظهور) قدمه الدكتور جبار كاظم الملا، مبيناً خلاله ما يمر بالعالم الإسلامي من ملاحم وفتن وعلاقة بعضها بالأحاديث والروايات، وكيف للمؤمن أن يحصن نفسه ويبتعد عنها باتباع طريق أهل البيت عليهم السلام وتعاليمهم الواردة والمتناقلة في الكتب المعتبرة.
أما المحور الأخير، فكان بعنوان (دور المؤمنين في عصر الانتظار من الناحية الايمانية والاجتماعية والعبادية) قدمه فضيلة السيد مهران وتوت، موضحاً فيه مجمل القضايا التي تقع على عاتق المؤمن في زمن الغيبة، وكيف له أن يكون منتظراً حقيقياً من حيث العمل والايمان.
الحاضرون بدورهم تفاعلوا مع الباحثين، وطرحوا تساؤلاتهم ومدخلاتهم، ورد الباحثون عليهم، لتختتم الندوة بعد ذلك بكلمة ختامية للأمانة الخاصة للمزار المشرف، وبتوزيع الهدايا والشهادات والدروع التقديرية على المشاركين والحاضرين.