(الاعلام المتطرف بين المواجهة والتحديات)

30-12-2018
خاص صدى الروضتين
قسم الشؤون الفكرية والثقافية يقيم ورشة إعلامية بعنوان
(الاعلام المتطرف بين المواجهة والتحديات)
ضمن فعاليات اليوم الثاني لمهرجان الإمام الباقر عليه السلام الثقافي الثاني وتحت شعار (الإمام الباقر عليه السلام الصادع بالحق والناطق بالصدق)، أقام قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة ورشة إعلامية حملت عنوان (الاعلام المتطرف بين المواجهة والتحديات) تضمنت بحوثاً أكاديمية لأساتذة متخصصين، ولهم باع طويل مجال الاعلام، وأقيمت هذه الورشة الإعلامية في قاعة الإمام الحسن عليه السلام للمؤتمرات والندوات في العتبة العباسية المقدسة، حيث شهدت القاعة حضور الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة المهندس السيد محمد الاشيقر (دام تأييده)، وعدد من الأساتذة والباحثين، وعدد من وسائل الاعلام.
الورشة الإعلامية تضمنت ثلاثة محاور؛ المحور الأول كان للأستاذ الدكتور علي شمخي بعنوان (الفكر المتطرف انطلاقاً من تهديم القبور وانتهاك المقدسات مروراً بقتل الإنسان، واستباحة الأعراف الدولية، وإعلان دولة خارج إطار القانون) بين فيه: لابد لنا ونحن نستذكر هذه المناسبة الأليمة ألا وهي الاعتداء على قبور وأضرحة الأنبياء وأهل بيته عليهم السلام ، أن نتصدى لهذه الثقافة وهذا المنهج، وظاهرة هدم القبور التي يشنها أصحاب الفكر التكفيري المتطرف، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) (البقرة:143) فهو توصيف للعلاقة بين التطرف والسلامة.
مضيفاً: الأكاديميون والباحثون وضعوا عدة تعاريف لمصطلح التطرف منها:
(التطرف هو: مجاوزة الحد الأعلى لفهم الفكرة، يتبعها تحجر وتعصب ولا يشمل هذا المصطلح فهم الفكرة بحد ذاتها أو التعصب لهذا الفهم؛ لأن الحد الأدنى وان كان يصاحبه في بعض الأحيان تحجر في الفهم، إلا أنه لا يتيح الضرر المترتب على هذه الفكرة في الحد الأعلى)، وبالتالي فأن المتطرفين أخذوا الجزء الأعلى من معنى التطرف، وأن أي متطرف يتصور أو يؤمن بأن ما يقوله هو الحق أو الإيمان، ومن لا يؤمن بما يقوله هو الكفر والعصيان، وبالتالي، إن هذا الايمان بالتطرف، وهذا الايمان بهذا التحجر ينطلق من عوامل نفسية واخلاقية وعقلية.
مبيناً: إن انطلاق هذه الأعمال هو نابع من اتجاهين:
اتجاه سياسي وآخر اعلامي، الاتجاه السياسي؛ لأنه يتعلق بمصالح فئوية وقومية، وإعلامي؛ لأن هدم القبور اتخذوها وسيلة إعلامية يراد من ورائها تحقيق اهداف، وكذلك وسيلة دعائية تدخل ضمن مفردات الحرب النفسية التي تستهدف بث الخوف والرعب في قلوب الناس، وبهذا المفهوم، يتضح لنا أنها مرتبة من مراتب الحرب النفسية.
فهنالك تراتبية في هذه الأعمال، وهي أن الآخر المتطرف يخشى من ظهورك وحضورك، فهو ليس له القدرة على مخاطبتك او مجادلتك، وهو لا يريد الاقتراب منك ولا يريد أن يسمعك، هو يبغضك، ويريد قتلك، ولا يريد أي أثر لجسدك، او ترديد اسمك، هو يمحو قبرك.. بهذا المفهوم ينطلق هؤلاء المتطرفون..!
التراتبية أيضا لها عمق تاريخي في الإسلام، فقد كانت هنالك أوليات لمثل هكذا اعمال إجرامية، وان كانت ليس بهدم القبور، فهنالك مظاهر ووسائل أخرى، فقد قاموا بالسب والشتم من على منابرهم، والافتراء والتهم والنفي كما حدث مع الصحابي ابي ذر الغفاري وغيره.
فالتطرف اليوم نشهده بكثرة، ويستهدف المسلمين بالذات، ولا نراه في الدول الأخرى، نحن بدورنا كإعلاميين..
واجب علينا أن نكشف هذه الثقافة والانحراف الذي يحاول المساس بمجتمعنا؛ كي يتضح الأمر للجميع.
أما المحور الثاني من الورشة الإعلامية، فكان للأستاذ الدكتور كامل القيم بعنوان (الفعل الاجرامي ومستوى ردة الفعل الإعلامي) قال عنه: إن الموضوع أكبر من أن يُقدم في غضون دقائق، فهو يحمل بين طياته أربعة متغيرات.
موضحاً: موضوعنا هو تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي وإمكانية توجيهها باتجاهات الوطن للدفاع عنه، والفوضى العارمة في استخدامها من قبل الشباب، فاليوم مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دوراً مهماً في الكثير من القضايا، لاسيما الحروب الإعلامية الطاحنة ضد الإرهاب والتطرف، فلا بد أن نركز على هذا الجانب..
حيث أن الجماعات المتطرفة تستخدم هذه الوسائل للترويج لأفكارهم ومعتقداتهم وتقوم به وفق طرق ممنهجة، فهم يجيدون استخدام تقنيات الاعلام وجمالياته في ضخ الموضوعات.
مشيراً: اليوم نمتلك طاقة شبابية هائلة دون أن نستعملها، فهي طاقة جسدية ووقتية وأخرى كلامية وابداعية.. هذه الطاقات لو حزمناها وصنفناها وأجرينا عليها دراسة لوجدنا أن الضائع منها أكثر مما نستفيد منه، فهنالك قضايا مهمة يجب التركيز عليها بدل المواضيع التي ليس لها معنى، لذا لابد من استغلال هذه الوسائل حتى تعاد الأمور الى نصابها، ناهيك عن إمكانيات استغلال هذه المواقع؛ لتكون خزينا لمواد فكرية علمية يسهل الوصول اليها.
المحور الثالث كان للدكتور أكرم فرج وألقته بالنيابة عنه الدكتورة بيان العريّض بعنوان (أساليب الاعلام الملتزم ومستويات التأثير والتأثر سلباً وايجاباً) بينت فيه:
إن الإعلام وعلاقته بالتطرف أصبح معروفاً من القاصي والداني، بأن أزمة التطرف من أهم الأزمات التي يمر بها مجتمعنا العربي اليوم، فطبيعة الحال هنالك تطرف ديني وآخر طائفي وأخلاقي وعنصري.. والمتعارف عليه أن التطرف يستهدف المهمّشين والجاهلين.. أما الآن اصبح التطرف يستقطب حتى أصحاب العقول والنخب، وهناك اعلام يساعد على انحلال المجتمع من خلال التأثير على اخلاقياته، قبالة هذا نجد هنالك إعلاماً متطرفاً، يحاول الرد على الأول من خلال طرح أفكار مشددة، وبين هذين التيارين ضل الكثير من الناس.
وأشارت إلى: أن المتطرف استغل مواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الهواتف المحمولة للترويج لفكرة عن طريق الوسائل المجانية التي لا تكلفه أي مبلغ مالي، وهذا ما انتهجته عصابات داعش للترويج لأفكارها وعملياتها لزعزعة الأمن والاستقرار لدى المواطن، وخلق حالة من الرعب والفزع.. إلا أن هذا وبحمد الله تعالى انحسر بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها ويحققها أبناء قواتنا المسلحة، ومجاهدو ابطال الدفاع المقدس.
بعد ذلك شهدت القاعة نقاشات حول محاور الورشة الإعلامية التي نالت اعجاب وتفاعل الكثير من الحاضرين.