من سبع القنطرة إلى سبع الدجيل
30-12-2018
علاء العرداوي
من سبع القنطرة إلى سبع الدجيل
وفد من العتبتين المقدستين يزور مدينة بلد معزياً بشهدائها ومطمئناً على جرحاها
والعتبة العباسية المقدسة تتكفل
بإعادة صناعة باب مرقد السيد محمد عليه السلام
في كل بقاع الأرض يستقبل المسلمون شهر الصيام بالاستعداد الروحي والجسدي وعيد الفطر المبارك بالفرحة والابتسامة وتبادل التهاني والتبريكات، إلا شيعة ومحبي أهل البيت عليهم السلام في العراق الجريح، فقد استقبلوا شهر الله تعالى بالألم والفاجعة وعيدهم بالفراق والتعزية..!
هكذا كان هو حال المدن العراقية ومنها كربلاء المقدسة والكرادة ومدينة بلد، إذ تجرأ ثلة من أرذل خلق الله تعالى متطاولين على بيت من بيوت الله (جل وعلا)، في يوم هو من أحب الأيام الى الله (عز وجل)، فبينما يتجمع المسلمون لتبادل التهاني والتبريكات وممارسة العبادات ما كان من الإرهاب والاجرام إلا أن يخترقهم مفجراً ومفرقاً، فهب شيعة أمير المؤمنين عليه السلام بالدفاع عن مراقدهم، فتجد أحدهم ركض ليحتضن المفخخ، ويرتمي معه بعيداً عن باب المرقد المقدس، والآخر يخرج الأطفال والنساء ليرتحلوا في سبيل الله تعالى شهداء عند ربهم يرزقون.
وفي هذه الأحداث، ولأن العتبتين المقدستين وجدت أن من واجبها أن تكون حاضرة ومعزية وداعمة لعوائل الشهداء وللجرحى وللمرقد المقدس، انطلق وفد من العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية ضم عدداً من أعضاء مجلس الإدارة والسادة المسؤولين ومنتسبي الأقسام المتنوعة لزيارة مرقد السيد محمد بن الإمام علي الهادي عليهما السلام في قضاء بلد، بعد أن تعرض المرقد الشريف لهجمة جبانة نفذتها عصابات التطرف والإرهاب المجرمة، محاولين زعزعة الأمن والاستقرار في المناطق الآمنة، والاعتداء على المشاهد المقدسة.
توجه الوفد في بداية الأمر لزيارة المرقد الشريف وأداء الصلاة، ومن ثم اللقاء بالمسؤولين عن الأمانة الخاصة لمرقد السيد محمد عليه السلام من اجل الاطلاع على تفاصيل الحادث، وتقديم المساعدة اللازمة، حيث تعهدت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة بصناعة باب جديد، بعد أن تم تفجير أحد أبواب المرقد الخارجية.
أعقبها التوجه الى زيارة الجرحى والمصابين في مستشفى بلد العام والذي بلغ عددهم قرابة 66 شخصاً بالإضافة لاستشهاد 50 شخصاً آخرين، مقدمين لهم ما يلزم من الدعم المعنوي والمادي، وكذلك زيارة مجالس عزاء الشهداء في انحاء متفرقة من المدينة ومشاركتهم آلامهم وأحزانهم.
وعن هذه الزيارة تحدث عضو الوفد الزائر الأستاذ علي الصفار معاون نائب الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة، قائلاً:
بعد الاعتداء الآثم الذي تعرض له مرقد السيد محمد بن الإمام علي الهادي عليهما السلام زار وفد من العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية مدينة بلد لتقديم التعازي لأهلها بهذا المصاب الجلل، وتقديم الدعم لعوائل الشهداء والجرحى.
كما تشرفنا بزيارة المرقد الشريف، حيث أوعز المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) بأن الباب التي فجرها الارهابيون سيعاد تصنيعها، وتقدم هدية من العتبة العباسية المقدسة الى مرقد السيد محمد عليه السلام ، أي من سبع القنطرة الى سبع الدجيل.
وبعد أخذ القياسات للباب، شرعنا بالتنسيق مع ورشة صناعة الشباك الشريف من الاخوة الصاغة والنجارين والحدادين العاملين في الورشة لإعداد التصاميم وتهيئة الخشب وغيرها من المواد لصناعة هذا الباب.
كما قدم الوفد دعماً مادياً ومعنوياً لعوائل الشهداء، وكذلك للجرحى الراقدين في مستشفى بلد، وأيضاً ذهب وفد من العتبتين المقدستين الى بغداد لزيارة جرحى العمل الارهابي الذي حدث في بلد من الذين نقلوا الى مستشفيات الكاظمية وبغداد.
كما عرضت العتبة العباسية المقدسة خدماتها لإدارة مرقد السيد محمد عليه السلام ، وتلبية أي احتياج يرونه ضرورياً ومع الألم الشديد والجراح التي تعرض لها خدمة المرقد الطاهر باستشهاد عدد منهم، إلا أننا وجدنا فيهم العنفوان والشموخ والوقفة الجادة للدفاع عن المقدسات وجميعهم يقولون: إننا فداء لمرقد سيد محمد عليه السلام ورهن اشارة المرجعية الدينية.
من جانبه، أوضح الحاج عمار شيخ هادي الكيم، نائب الأمين الخاص لمزار السيد محمد قائلاً:
نشكر العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية على زيارتهم المباركة وجهودهم الكبيرة من خلال وقوفهم الى جانبنا، وكذلك تقديمهم الدعم الكبير واللامحدود لعوائل الشهداء وكذلك الجرحى الراقدين في المستشفيات، ونقول: إن شاء الله تعالى كلنا سائرون في طريق الإمام الحسين عليه السلام ، وهذه الأعمال الاجرامية لن تزيدنا إلا عزيمة وإصراراً في السير على نهج أئمة الهدى وخط أهل البيت عليهم السلام وكلنا فداء لمرقد السيد محمد، ومراقدنا المقدسة في جميع أنحاء العراق.
ومن جانبهم، ثمن أهالي الجرحى والشهداء زيارة الوفد وجهود العتبتين المقدستين وحضورهما المستمر والداعم.. كما أن من الجدير بالذكر أن العتبتين المقدستين اعتادتا على توجيه الوفود المتكونة من أعضاء مجالسها ورؤساء الأقسام والسادة والمشايخ ومنتسبي العلاقات والإعلام وغيرهم، من أجل تقديم الدعم المعنوي للمتضررين من العمليات الإرهابية ومساندتهم.