معهد القرآن الكريم يحتفل بتخرج الدورات الصيفية السنوية
30-12-2018
احمد الخالدي
أكد الجليل سبحانه وتعالى في كتاب يتلى آناء الليل وأطراف النهار، أن أجر الرسالة مودة أهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، وكذا جاءت وصية النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بالتمسك بالثقلين الكتاب والعترة. وقد أولت العتبة العباسية المقدسة اهتمامها الكبير بهذا الأمر من خلال نشاطات معهد القرآن الكريم التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، مجسدة هذا الاهتمام بدورات وأمسيات قرآنية تُعقد دوريا، لكن الظاهرة الأوسع والاكثر انتشارا هي الدورات القرآنية الصيفية، والتي كان ختامُها حفلاً أقيم في صحن المولى ابي الفضل العباس عليه السلام .
بدأ الحفل بتلاوة في كتاب الله العزيز تلاها على مسامع الحاضرين القارئ البرعم (طه خالد) ثم جاءت كلمة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة، والتي تضمنت ثناءه على الفتية المشاركين في الدورات الصيفية، وما حصلوا عليه من تعلمهم للقرآن الكريم، حيث تميز هؤلاء الفتية عن غيرهم الذين لم يكونوا مع القرآن الكريم في هذا الوقت من السنة.
وذكر السيد الصافي (دام عزه) أن هذا القرآن جعله الله تعالى دستوراً للأمة، وهادياً من الضلال، وجعله مع عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أماناً، ونجاة للذين من تمسك بهما نجا، ومن تخلف عنهما ضل وهوى.
وأكد السيد الصافي (دام عزه) على اهمية الاستزادة من هذا الكتاب، وبذل الوقت والجهد لتعلم أحكامه ومضامينه. وهنّأ السيد الصافي (دام عزه) الطلاب المشاركين في الدورات القرآنية، وكذلك معلمي الدورة والمشرفين عليها؛ لكونهم مع القرآن والسنة النبوية. وختم السيد الصافي (دام عزه) كلمته بالدعاء لجميع الفتية بالتوفيق للاستمرار على هذا النهج القرآني المبارك.
بعدها ألقى الشيخ جواد النصرواي مدير معهد القرآن الكريم التابع للعتبة العباسية المقدسة كلمة تحدث فيها عن الدورة وأهميتها، والدروس التي تتضمنها، وعدد المشتركين فيها، وعدد الطلاب المتخرجين في الأعوام السابقة، حيث بين قائلاً:
تخرج في عام (2011م) (150) طالبا، وفي عام (2012م) تخرج ما يقارب (1500) طالب، وفي عام (2013) وصل عدد المتخرجين الى (3500) طالب، وفي هذا العام وصل العدد الى (6000) طالب، وان شاء الله سوف يزداد العدد كما ونوعا في السنوات القادمة، لتزداد هذه النعمة، ولكي تنمو وكما قال الله تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم)، وكذلك الحديث الشريف المروي عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : (بالشكر تدوم النعم)، ونحن نشكر الله تعالى على هذه النعمة العظيمة أولاً، ونقدم الشكر ثانيا الى صاحب الجود والفضل المولى ابي الفضل العباس عليه السلام .
ثم شكر الشيخ النصراوي الأمين العام للعتبة المقدسة (دام عزه) على رعايته ودعمه للنشاطات القرآنية، وكذلك نائب الأمين العام وأعضاء مجلس الادارة ورؤساء الاقسام لمساهمتهم في انجاح فعاليات المعهد.
ثم ألقت مجموعة من البراعم انشودة دينية قرآنية، بعدها تم عرض فلم وثائقي يسلط الضوء على الدورات القرآنية الصيفية في السنوات والأشهر الماضية، والتي تبناها معهد القرآن الكريم التابع للعتبة العباسية المقدسة، ثم ألقى البرعم (علي حيدر عبيد) قصيدة من الشعر الشعبي، تلاها عرض مسرحية (نافذة النور)، إعداد واخراج: حسين العبادي، تمثيل: مجموعة من البراعم القرآنية، واختتم الحفل بتوزيع الشهادات التقديرية على المشاركين وعلى الطلبة المتميزين.
صدى الروضتين حضرت الحفل، وكانت لها هذه اللقاءات:
الشيخ جواد النصراوي مدير معهد القرآن الكريم:
انطلاقاً من قول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم : (أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب أهل بيته، وعلى قراءة القرآن، فأن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظل الا ظله مع أنبيائه واصفيائه)، وبرعاية كريمة من الامانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وعلى رأسها امينها العام السيد احمد الصافي (دام عزه)، أقام معهد القرآن الكريم الدورات القرآنية الصيفية لعام (1435هـ) تلقى الطلاب في خلال هذه الفترة دروسا في حفظ بعض اجزاء القرآن الكريم والفقه والعقائد والاخلاق... وقد وصل عدد المشاركين في هذه الدورة اكثر من (6000) طالب موزعين على الشكل التالي: (1500) طالب في كربلاء المقدسة مقسمين على الصحن الشريف وبعض مساجد المدينة، و(1250) طالبا في قضاء الهندية والمناطق المحيطة بها، وهناك(1200) في منطقة الشعب في محافظة بغداد، ومايقارب الـ(900) طالب وطالبة في محافظة بابل، و(600) طالب في مدينة الكوت، والباقي في مناطق أخرى...
ولله الحمد اليوم هو الحفل الختامي لهذه الدورات، ويشتمل على نشاطات تقوم بها براعم الدورات الصيفية، تبدأ بتلاوة آيات كريمة في كتاب الله، ونشيد قرآني، وعرض مسرحي، وقراءة لقصيدة من الشعر الشعبي, وهناك الفلم الوثائقي حول الدورات الصيفية والذي سيعرض على الحاضرين.
وقد كانت استجابة المشتركين في هذه الدورات كبيرة جدا، حتى ان بعض الطلاب اصبحوا من المتميزين، ووصل البعض منهم الى حفظ (15) جزءا من كتاب الله العزيز. وقد خصص لهم المعهد دروسا في حفظ القرآن على طول السنة، وهذه هي الثمرة التي ننتظرها من هذا العمل، وستقام ان شاء الله مسابقات خاصة بهم... علما ان المتميزين يحصلون على جوائز وهدايا تحفيزية للاستمرار والوصول الى مراحل افضل... وفي الختام، نشكر جريدة صدى الروضتين لمتابعتها اغلب نشاطات معهد القرآن الكريم.
الأستاذ (حيدر عبد الرضا) احد الأساتذة في معهد القرآن الكريم:
قال تعالى: (إِنَّ هَذَا القُرآنَ يِهدِي لِلتِي هِيَ أَقوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤمِنِينَ الذِينَ يَعمَلُونَ الصالِحَاتِ أَنَّ لَهُم أَجرًا كَبِيرًا)، شرع معهد القرآن الكريم التابع للعتبة العباسية المقدسة بإقامة الدورات الصيفية، والتي تتضمن دروسا في حفظ جزء (عمّ)، ودروساً في الفقه والعقائد والاخلاق، وبمعدل ثلاث ساعات يوميا، ولخمسة ايام في الاسبوع، وتتخلل ايام الدورة استراحة في يومي الخميس والجمعة.
الغاية من اقامة مثل هذه الدورات هي غرس محبة القرآن الكريم ومحبة النبي واهل بيته (صلوات الله عليهم) في نفوس حفظة القرآن الكريم، والهدف الآخر هو تنمية الاتجاه الديني لدى الحافظين، وكذلك اكساب الطلاب ثروة قرآنية لغوية.
وقد تم اصدار كتاب (المرشد المعلم) الذي كان له الفضل في تنمية مهارات الطلاب في معرفة التفسير والمعنى، وفضل نزول الايات بحق اهل البيت عليهم السلام . وقد وجدنا بعض الطلبة المتميزين في هذه الدورات، وصل عددهم الى (50) طالبا متميزا من اصل (1200) طالب فقط في الصحن العباسي الشريف، وهؤلاء الطلبة المتميزون سوف تقام لهم دورات خاصة يشرف عليهم اساتذة أكفاء.
وقد كان اهتمام اهل البيت عليهم السلام بتعليم الفتية اهتماما كبيرا، وكما روي عن الامام علي عليه السلام من كلام له لولده الحسن عليه السلام : (إن قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء قبلته)، وقد كان اهتمامنا بهؤلاء الفتية ينطلق من هذا المنطلق، ويسعى لنفس الغاية.
الشيخ (سالم عبد النبي الأسدي) أحد أساتذة الدورات القرآنية:
هذه الدورات التي أقامها معهد القرآن الكريم التابع للعتبة العباسية المقدسة هي من الدورات التي تؤهل الطلبة الى مستويات اعلى، والتي لا تقتصر على مجرد الحفظ، حيث هناك دروس في الفقه والعقائد، ودروس في أخلاق أهل البيت عليهم السلام . تمتاز هذه الدورات بأنها تستهدف طلبة المدارس الابتدائية والثانوية؛ لكي تحصنهم فكريا وعقائديا ضد التيارات الفكرية والاخلاقية المنحرفة، وبفضل هذه الجهود الخيرة التي تقوم بها العتبة العباسية المقدسة، أقيمت هذه الدورات لنشر فكر واخلاق اهل البيت عليهم السلام .
وقد رأينا بحمد الله تعالى تأثير هذه الدورات القرآنية على توجهات هؤلاء الطلبة تأثيرا ايجابيا كبيرا, حيث وجدنا الكثير من المواهب على مستوى اتقان القراءة الصحيحة، وعلى مستوى التجويد، وعلى مستوى فهم القرآن.
الشيخ عبد الكاظم عبد الرضا فياض أحد أساتذة الدورات القرآنية:
انطلاقاً من قوله تعالى: (ورتل القرآن ترتيلاً) وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) تهتم هذه الدورة بالدرجة الاساس بتعليم الطلبة القراءة الصحيحة، وقد حصلنا على عدد كبير من المتفوقين في مجال القراءة الصحيحة، وأضفنا الى ذلك الاحكام القرآنية: كالمد والادغام والوقف وما شاكل ذلك، فضلاً عن دروس في العقائد والفقه والأخلاق...
ولا يخفى أن أهمية هذه الدورة بالنسبة لهؤلاء الفتيان كبيرة جدا، حيث يتم ملء الفراغ الذي يحصل عند تعطيل الدراسة أثناء العطلة الصيفية بالقرآن الكريم، وهذا الأمر له أهمية بالغة, حيث أننا مأمورون بالتمسك بالكتاب والعترة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي ابدا، كتاب الله وعترتي اهل بيتي) وفي هذه الدورات جمعنا بين التمسك بالثقلين حيث اجتمعنا لدراسة القرآن وحفظه في رحاب اهل البيت عليهم السلام حيث الروحانية والخصوصية لأبي الفضل العباس عليه السلام .