قسم الشعائر والمواكب الحسينية يزور أهالي ضحايا تفجير الكرادة الإرهابي
30-12-2018
زين العابدين السعيدي
قسم الشعائر والمواكب الحسينية
في العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية
يزور أهالي ضحايا تفجير الكرادة الإرهابي
توجه وفد ضمّ عدداً كبيراً من منتسبي العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وعدداً من أصحاب المواكب والهيئات الحسينية الى العاصمة بغداد من أجل زيارة عوائل الشهداء الذين ذهبوا في التفجير الارهابي في منطقة الكرادة المنكوبة. وبعد الانتهاء من زيارة العوائل توجه أعضاء الوفد الى موقع التفجير، وأقاموا مجلس عزاء على أرواح الشهداء أمام مجمع الليث التجاري، وأوقدوا الشموع من أجل مواساة أهالي الضحايا والتخفيف عنهم.
وقد كان الوفد برئاسة الحاج رياض نعمة السلمان رئيس قسم الشعائر والمواكب الحسينية في العراق والعالم الإسلامي والذي نقل تعازي المتولّيين الشرعيين للعتبتين المقدستين سماحة السيد أحمد الصافي وسماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزهما) وتعازي الأمينين العامين (دام تأييدهما) الى أهالي الضحايا..
صدى الروضتين كانت حاضرة، وأجرت عدداً من اللقاءات فكانت كالآتي:
الحاج سلمان عبد نعمة القريشي والد الشهيد موسى, تحدث قائلاً:
كان ولدي من محبي آل البيت عليهم السلام , ومن الملتزمين بأداء الفرائض, وهو في طريقه الى الجامعة، إذ أكمل دراسته الاعدادية هذه السنة.. خرج يوم السبت بعد الافطار مع أصدقائه، ولم أرَه بعد ذلك، حيث كان أحد ضحايا التفجير الارهابي الجبان الذي استهدف الأبرياء في مجمع الليث التجاري, ونحن نطالب الحكومة بكشف ملابسات الحادث الكثيرة، وإزالة الغبار عن كيفية حدوثه, ومحاسبة المقصرين والاقتصاص من الجناة.
صالح مهدي محسن والد المفقود مهدي وزوج الشهيدة أمّ مهدي:
أمّ مهدي كانت قارئة قرآن, ومن النساء الطيبات الصابرات, وقد شاء الله تعالى أن تذهب ضحية هذا التفجير الإرهابي الوحشي, وأسأل الله تعالى أن يتغمدها بواسع رحمته ويرزقها الجنة.. أما ولدي مهدي فقد أكمل دراسته الابتدائية ودخل عامه الثالث عشر, وهو مفقود لحد الآن، ولم أعثر عليه ولا أعلم ما هو مصيره لحد الآن, وأنا لا أطالب الحكومة بشيء؛ لأنها لا تستمع ولا تسجيب، ولا يهمها حالنا منذ سنوات، ولكن أناشد مرجعيتنا الدينية العليا لانتزاع حقوقنا والمطالبة بها, فهي الأمل الوحيد لهذا الشعب المظلوم,.
ولا يفوتني أن أتقدم بجزيل الشكر للأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية على هذه الزيارة المباركة التي خففت علينا المصاب، وهونت الفاجعة.
علي كاظم الدلفي شقيق الشهيد رسول كاظم الدلفي:
بداية أشكركم جزيل الشكر على هذه الزيارة، وأسأل الله تعالى أن يوفقكم ويجزيكم خيرا.. وحسبي الله ونعم الوكيل على كل من كان سبباً في استشهاد أخي رسول، ويتّم ابنته الوحيدة زهراء, وأنا على يقين بأن دماء الشهداء لن تضيع ولن تذهب سدى, وسينكشف الجناة عاجلاً أم آجلاً.
جواد عبد الكاظم حسون الهلالي والد الشهيد مصطفى:
ولدي مصطفى أعزب ومن مواليد عام 1995.. يعمل في مجمع الليث التجاري منذ أربع سنوات, حيث ترك دراسته بعد أن أكمل الدراسة الابتدائية لكي يساعدني في معيشة اخوانه, وان الوضع الذي نعيشه الآن اكبر من الكلام, وان الألم والحسرة لا يوصفان, ولكن زيارتكم هذه كان لها وقع كبير على نفوسنا وقلوبنا, وأشعرتنا بأننا غير منسيين, وان الجميع يشاركنا مصابنا.
فضيلة الشيخ محمد الهويدي (دام توفيقه) والد الشهيد المفكر والكاتب محمد محمد الهويدي:
الشهيد محمد (رحمه الله تعالى) واكب العلوم الحوزوية والدينية لمدة أربعين سنة حيث درس في حوزات قم وسوريا والنجف الاشرف, وله عشرة مؤلفات: (ستة منها مطبوعة، وأربعة غير مطبوعة).. ذهب ضحية التفجير الإرهابي الأخير وهو يبلغ من العمر 46 سنة, ولم نعثر على جثته لحد الآن, ومن خلالكم أناشد القائمين على الوضع العراقي والمسؤولين عنه الى توثيق هذه الفاجعة من خلال اقامة نصب أو رمز معين تكتب عليه أسماء شهداء الكرادة في نفس الموقع؛ لكي تبقى دائماً وأبداً شاهداً على ظلم أعدائنا، وعلى بشاعة نفوسهم أمام الأجيال القادمة, وهذا ما تفعله جميع دول العالم عندما تحصل عندهم مجزرة او كارثة ومثال على ذلك مجزرة (صبرا وشاتيلا) التي ذهب ضحيتها 350 شخصاً الى الآن موجودة، ولها صدى، والجميع يتحدث عنها بينما نحن لا نهتم بهكذا أمور، وضاع الكثير من تاريخنا لهذا السبب.
ومن أهم ما ضاع مؤخراً حادثة جسر الأئمة التي راح ضحيتها أكثر من ألف شخص - فلا يوجد أي شيء يدل عليها -, وكذلك ضاعت المقابر الجماعية التي وجدناها بعد سقوط الطاغية (لعنه الله تعالى).
رئيس قسم الشعائر والمواكب الحسينية في العراق والعالم الإسلامي الحاج رياض نعمة السلمان (دام توفيقه):
وفاء لدماء الشهداء ومواساة لذويهم، قام قسم الشعائر والمواكب الحسينية في العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية بتشكيل وفد كبير، ضم عدداً من خدام العتبتين المقدستين، وعدداً من الوجهاء وأصحاب الهيئات الحسينية في كربلاء المقدسة من أجل التوجه الى مدينة بغداد، وزيارة عوائل الشهداء وتقديم العزاء لهم باسم الأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية.. وبالفعل قمنا بزيارة عدد من العوائل في بيوتهم, وبعدها توجهنا الى موقع الحادثة, وقمنا برفع لافتات التعزية وإشعال الشموع, وأقمنا مجلس عزاء أمام مجمع الليث التجاري.. وأود أن أبيّن بأن هذا المصاب هو مصاب العراقيين جميعاً، ولا يقتصر على طائفة دون أخرى أو فئة دون اخرى، وإنما هو مصاب الجميع, وهذا التفجير الجبان استهدف الجميع دون تمييز حاله حال التفجيرات التي سبقته, فلا مجال لإثارة النعرات الطائفية والتصيد بالماء العكر؛ لأن عراقنا واحد وسيبقى واحداً.. وفي الختام، نرفع تعازينا وشكوانا الى صاحب العصر والزمان الإمام المهدي f.
معاون رئيس قسم الشعائر والمواكب الحسينية الحاج مازن الوزني:
بتوجيه من المتولِّيين الشرعيين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية (دام عزهما) قام قسم الشعائر والمواكب الحسينية بهذه الزيارة المباركة من أجل مواساة ذوي الشهداء وزيارة موقع الفاجعة، وإيصالها الى العالم اجمع, وقد سبقت هذه الزيارة عدد من الزيارات، وستليها زيارات كثيرة لحين حلول أربعينية شهداء الكرادة.. ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا هذا القليل، ويرحم شهداءنا الأبرار، ويسكنهم فسيح جناته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان.
الجدير بالذكر أن عوائل الشهداء استقبلوا الوفد استقبالاً رائعاً, وأثنوا على الجهود المبذولة من العتبتين المقدستين في مواساة ذوي الشهداء, وحمّلوا رئيس الوفد الحاج رياض نعمة السلمان عدداً من الرسائل الى المرجعية الدينية العليا، تلخصت في المطالبة بدماء أبنائهم، وكشف ملابسات الحادث, وعدم السماح بتكرار ذلك.