زيارة القبور والبناء عليها
30-12-2018
خاص الصدى
زيارة القبور والبناء عليها
لقد انـتشر في الآونة الأخيرة تقريباً الفكر التكفيري، من فرق ضالة تدعو إلى تكفير المسلمين والتحريض على قتلهم؛ بسبب بعض المعتقدات الإسلامية مثل: زيارة القبور والبناء عليها، والتبرك بالنبي صلى الله عليه واله وسلم والتوسل والقسم به، والشفاعة، ولعن أعداء النبي وأهل بيته عليهم السلام ، وغيرها.. بالرغم من شرعيتها في الإسلام، والعمل بها من قبل الأنبياء، والأولياء، والصحابة، بل كافة المسلمين.
وللوقوف على شرعية هذه المعتقدات، يجب الرجوع إلى القرآن العزيز والسنة المطهرة فهما المصدران الأساسيان للتـشريع الإسلامي عند جميع فقهاء المسلمين قاطبة.
لقد حث الإسلام على بناء المساجد؛ لتكون محلاً للعبادة من صلاة ودعاء وقراءة القرآن.. ولذلك ترى هذه المساجد في كل مكان من أرض الإسلام الواسعة، وتراها عامرة بذكر الله (عز وجل)، وتجد فيها رجالاً لا تلهيهم تجارة أو بيع عن ذكر الله تعالى، وإقامة الصلاة، ومن جملة هذه المساجد مساجد بارزة ومعروفة، قد شيدت عند قبور الأنبياء والصالحين عليهم السلام ، بل إن بعض هذه المراقد للصالحين كانت سبباً في تشييد مدن كبيرة عامرة، وإن بناء هذه المساجد عند هذه القبور جرت سيرة المسلمين عليها قروناً كثيرة من وفاة الرسول صلى الله عليه واله وسلم إلى يومنا هذا، ولم يمنع الفقهاء والعلماء والحكام عن ذلك، بل إن العلماء استدلوا على ذلك من الكتاب العزيز والسنة الخالدة واللذين هما من أهم ما يستدل به المسلمون.
ولقد حاول أعداء الإسلام أن يبعدوا هذه الأمة عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم وأهل بيته عليهم السلام وصحبه بتهديم تلك المساجد التي هي رمز لوحدة المسلمين واجتماعهم، وذلك بتهديمها تارة، وأخرى بإثارة الفتن حولها بين المسلمين عن طريق بعض الشبهات وتغليفها بغلاف ديني ينطلي على البعض من الجهلة.
فــمن هذه الشـبهات، أن هذه المساجد أماكن لعبادة أصحاب تلك القبور، ولقد تم تحريم هذه الأماكن، وواجب على كل مسلم أن يعمل على هدمها؟ وفعلوا ذلك، وهدموا جزءاً من تلك الأبنية المكرمة، ولكن لم ينجحوا وخابوا ببقاء قبة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم شامخة أبية رافضة لتلك المؤامرات، وأنها باقية رمزاً للإسلام.
وهناك أدلة من القرآن الكريم، وأدلة من السنة النبوية المشرفة، وأكد علماء أبناء العامة بأن النبي صلى الله عليه واله وسلم رخص في زيارة القبور، وفي كتب الشيعة قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : (من أتى مكة حاجاً ولم يزرني إلى المدينة جفوته يوم القيامة، ومن جاءني زائراً وجبت له شفاعتي ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة). (بحار الأنوار: ج97/ ص140).
وأما في مسألة الصلاة عند القبور في مرويات أبناء العامة أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه واله وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة عليه السلام كل جمعة، فتصلي وتبكي عنده، وزيارة النبي صلى الله عليه واله وسلم لقبر أُمه عليها السلام، وزيارة فاطمة الزهراء عليها السلام قبر الرسول صلى الله عليه واله وسلم ، وزيارة أبي أيوب الأنصاري قبر الرسول صلى الله عليه واله وسلم ، وزيارة بلال لقبر النبي صلى الله عليه واله وسلم ، والشواهد كثيرة...