موكب الغاضرية أهالي كربلاء المقدسة في قاعدة سبايكر
30-12-2018
منتظر العلي
موكب الغاضرية أهالي كربلاء المقدسة
في قاعدة سبايكر
خدمة حسينية لأبطال الدفاع المقدس
التربية الحسينية وعلى مر التاريخ عملت على إعداد جيل تضحوي يكون على أُهْبة الاستعداد في كل زمان ومكان وموقف.. لذا انبرت المواكب والهيئات الخدمية بعد إصدار فتوى الدفاع المقدس لشد الرحال إلى مناطق الصد، وسواتر العز والشهادة، لتقديم كافة أنواع الدعم؛ لإدامة زخم الانتصارات..
ومنها موكب الغاضرية أهالي كربلاء المقدسة في قاعدة سبايكر.. ليحدثنا مسؤول الموكب الحاج محمد باقر (أبو عمار) عن تأسيس الموكب قائلاً:
الحمد لله تعالى الذي وفقنا لهذه الخدمة الحسينية، حيث تم تأسيس هذا الموكب لخدمة زوار الإمام الحسين في كربلاء المقدسة، وتحديداً في الزيارات المليونية، وبدأنا بشيء بسيط، وتنامى هذا الموكب ببركة الإمام الحسين عليه السلام ، حيث كنا نقدم الطعام لزوار الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام على شكل وجبة واحدة، ثم وجبتين، ثم أصبح لدينا مبيت للزائرين، وببركة أهل البيت عليهم السلام تكاملت الخدمات التي يقدمها الموكب من حمامات، وأماكن للصلاة الى الاستراحة والمبيت وغسل الملابس وتقديم ثلاث وجبات والشاي وغيرها من الفقرات والوجبات الخفيفة والعصائر وغيرها من الخدمات ولله الحمد.
كيف تحول موكبكم الى موكب خدمة أبطال الدفاع المقدس في ساحات المعارك وبالتحديد في قاعدة سبايكر، ولماذا في هذا المكان؟
كما تعلمون كربلاء استقبلت أكبر عدد من النازحين من بين كل المحافظات؛ وذلك لخصوصيتها، فأصبحت هناك أعداد هائلة من المهجرين يسكنون في الحسينيات، وتبنت العتبات المقدسة ومكتب السيد السيستاني (دام ظله الوارف) قضية إطعام هذه العوائل المهجرة، وإيصال كل ما تحتاج اليه من خدمات، وتكفل مضيف العتبة العباسية المقدسة ومضيف العتبة الحسينية المقدسة بالطبخ.
ولازدياد عدد المهجرين، كُلّف موكبنا بالطبخ بعد أن تزودنا العتبة العباسية بالمواد اللازمة، ونحن نقوم بالطبخ والتجهيز على شكل سفري، وباشرنا بحمد الله تعالى بعد أن تم الاتفاق مع العتبة العباسية المقدسة، ووفرت لنا مكاناً خاصاً في شارع الشيخ أحمد الوائلي لخدمة العوائل المهجرة.
وبعد فاجعة مجزرة سبايكر التي حدثت في عام 2014م اقترح علينا السادة والمشايخ الفضلاء بأن نخدم مقاتلي الدفاع المقدس لدعم الأبطال على السواتر الامامية؛ وذلك لكون هذه المناطق واسعة جداً، ومن غير الممكن نقل الأكل لكل هذه المسافات، ولكل هذه الفصائل المرابطة في هذه المناطق المحيطة، وناقشنا المقترح مع أعضاء الموكب؛ كون المهمة حقيقة صعبة، ونحن لا نمتلك الامكانيات الكبيرة، وتم تطوع الاخوة اعضاء الموكب لخدمة المقاتلين الابطال، وبالتعاون مع العتبة العباسية المقدسة تم تجهيزنا بآليات كبيرة لنقل معداتنا اللازمة للطبخ من براد كبير، وثلاجات ومجمدات صغيرة، وقدور وقناني الغاز وغيرها من المواد، وفعلاً بدأنا بنقل المواد والعدد، ورافقتنا في الطريق قوة حماية من فرقة العباس القتالية؛ وذلك لخطورة المنطقة، وفعلاً وصلنا الى قاعدة سبايكر، وتم تعيين هذا المكان؛ كونه يتوسط المناطق المحررة والمهمة في تكريت وبيجي.
وصولكم الى هذا المكان النائي والبعيد على مدينتكم هل شكل عائقاً في الخدمة امامكم؟
الحقيقة ما إن وصلنا الى هذا المكان، وبدأنا بتنزيل معداتنا وموادنا حتى توافدت علينا الفصائل، فشكلت لدينا هذه الأرقام الكبيرة من المقاتلين حرجاً كبيراً من أن نقصر في هذه الخدمة، فعددنا قليل جداُ ونحن بعيدون عن مدينتنا، بحيث لا يوجد من يساندنا من المتطوعين كما في الزيارات المليونية، فعدد اعضاء الموكب ثمانية اشخاص، والمطلوب إعداد الطعام لأكثر من 2000 مقاتل، وعلى شكل وجبتين يومياً، ولكن ببركة الامام الحسين عليه السلام والعناية الالهية تم المباشرة بالعمل، ونذرنا عملنا للإمام الحسين عليه السلام ، فمدنا بالعون..
ولله الحمد تمكنا من تحمل المهمة، ونحن الآن نقوم بتجهيز أكثر من 5000 وجبة للمقاتلين يومياً.
عددكم قليل، وأنتم تاركون أعمالكم وأهلكم، كيف استطعتم أن تواصلوا هذا العمل المبارك؟
واجهنا صعوبة كبيرة في مشكلة العدد أولاً، وفي عملية البدلاء عن هؤلاء المتطوعين، وثانياً في كيفية وصولهم الى هذه المنطقة البعيدة والخطرة، ولكن ولله الحمد تجاوزنا مشلكة العدد بفضل الخيرين من أهالي كربلاء، وحصلنا على بعض المتطوعين ليكونوا بدلاء عن اخوانهم، وحصلنا على موافقة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) بتجهيزنا بسيارة نوع هايس لنقل المتطوعين، كلما اردنا تبديل الوجبة كل عشرة ايام، وأيضاً تم تجهيزنا بسيارة من العتبة الحسينية لنقل المواد الغذائية اللازمة في كل وقت نحتاج به إلى هذه الآليات عبر الاتصال بالعتبة الحسينية ليتم توفيرها لنا، ولولا دعم العتبات المقدسة ودعم الخيرين لما استطعنا المضي قدماً لهذه الخدمة المباركة.
ما هي آلية التموين لموكب الغاضرية، وأنتم تجهزون هذه الأعداد الهائلة من المقاتلين؟
بداية كان الاتفاق مع العتبة الحسينية المقدسة بأن تتحمل مسؤولية التموين، وفعلاً باشرنا بشراء المواد الغذائية اللازمة، وأذكر في أول قائمة كانت قيمتها تقريباً أكثر من سبعة ملايين دينار كان من المفترض ان استلمها من العتبة الحسينية، ولكن ببركة الحسين تم التبرع بها من قبل احد المحسنين، وأخبرت العتبة في وقتها انه قد تم التبرع بالقائمة من قبل المحسنين، واستمر مكتب السيد السيستاني بدعم موكبنا بكل ما نحتاجه، ولكن وببركة الحسين كان حجم التبرع كبيراً جداً من قبل الخيرين، وكنت نادراً ما استعين بالعتبة الحسينية أو المكتب لتجهيزنا بالمواد، فمن الناس من يتبرع بالدجاج واللحم، ومنهم من يتبرع بالبقوليات، ومنهم من يتبرع بالطحين والسكر، وهذا هو سر تواصل واستمرار عملنا انه (ما كان لله ينمو)، نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومن جميع الخيرين هذا القليل انه سميع مجيب.
هل اقتصر عملكم على وجبات الطعام؟
تمكنا ولله الحمد من إقامة كافة المناسبات الدينية كدعم معنوي لأبطال الدفاع المقدس هذا من الجانب المعنوي، ومن جانب آخر، ولخطورة المنطقة وكثرة التعرضات الارهابية على هذه المنطقة، وبعدها عن المناطق التي تحتوي على مستشفيات مثل: سامراء والكاظمية.. فقد تمكنا من فتح طبابة؛ لكون هذه المنطقة متوسطة لكل المناطق المحررة وخصوصاً بيجي ومكحول.. وهذه الطبابة أيضاً من الدكاترة المتطوعين، ودعمنا في تجهيزها مكتب السيد السيستاني (دام ظله الوارف) وفيها امكانيات جيدة جداً أهمها قطع النزيف، وهذا بحد ذاته كما تعلمون ينقذ المصاب من الموت، لنتمكن من ايصاله الى اقرب مستشفى، وهذا كله تسديد إلهي وتكامل بفضل الله تعالى، وفضل المؤمنين الخيرين.. نسأل الله تعالى أن يتقبل من الجميع.