التصريحات العمياء

30-12-2018
خاص صدى الروضتين
التصريحات العمياء
التصريحات العمياء هي الأكثر ارتكازاً في الفكر الاعلامي الداعشي اليوم مع الحكم المسبق على ابتذالها وضحالة محتواها، وهذا يدل على إفلاس فكري، وفراغ جوهري حقيقي، من أجل خلق مغايرة استفزازية، وكان آخر التصريحات المستفزة لنائبة برلمانية تقول: "إن سبايكر ليست مجزرة حقيقية، والحشد الشعبي انقلاب شيعي على السنة..!" أود أن أشير في الرد بأن الرأي العام الشعبي لأهل الفلوجة قد أجابها بوضوح حين زارت مخيمات النازحين من اهالي الصقلاوية، فانهالوا عليها بالسباب، ورموها بالحجار والأحذية، واحتمت أخيراً برجال الدفاع المقدس لتنجو، وهذا الدفاع الذي طالما وصفته بأنه طائفي، وجاء لقتل اهل السنة، وطالبت بعدم دخوله الى الفلوجة، ورغم ذلك انقذها من براثن موت محتم، وخلصها من أيدي النازحين من ابناء جلدتها..!
وكلما تزداد التصريحات النارية، يقل الاهتمام الانصاتي الشعبي بها، فما الذي تنشده صاحبة التصريحات اللاهبة إعلامياً، هي عملت على تحويل انتباه الرأي العام، وإشغال الناس عن معرفة الحقيقة، وابتكرت المثالب لتكون ردة فعل على الانكسارات النفسية التي عاشتها عصابات داعش، وهذه الابتكارات لها جذور تاريخية شوهت المعنى الحقيقي للكثير من وقائع التأريخ، وعملت على خياطة كل فتق فيها حتى وصل الامر الى نفي التهم التي اعترف بها مجرموها..؟!
وجود استهانة بالناس، ومعاملتهم معاملة اطفال، اذ تقترب بالخطاب لمستوى المتخلف الذهني، وكأن المتلقي معاقاً ذهنياً، وإثارة النزعة الطائفية للسيطرة على الناس، وتعطيل التحليلات المنطقية العاقلة، ونجد مثل هذه التصريحات (سوق دلالة) وتعويض نفسي لشعورها بأنها جزء من آلة اعلامية تريد السيطرة على عقول الشباب، وإلا فجريمة سبايكر جريمة إبادة واضحة سُجّلت إنسانياً كجريمة قتل على الهوية، وبحثت في الانتماء المذهبي وجميع المذبوحين ينتمون الى طائفة معينة، حيث اطلق سراح ابناء الطوائف المعنية..!
أسأل الكاتبة الصارخة: ماذا يعني قتل داعش لشباب الفلوجة، واغتصاب نسائهم، وأسواق بيع الانسان في اسواق النخاسة التي سلط عليها الاعلام الدولي لتصل المسألة الى تفخيخ طفل رضيع من أهل الفلوجة دفن نصف جسده بالأنقاض، وفخخ الجزء الاسفل منه، أليس هذا دليلاً على معرفة داعش بإنسانية مقاتلي الدفاع المقدس، ورغم كل هذه المخاطر تم انقاذ الطفل..! اين كانت النائبة الماجدة عن الاعدامات الداعشية لأهل الفلوجة؟ والتي كانت تتهم الشباب بالردة والخيانة وعدم المعاونة، اذا كانت هذه التصريحات المدافة كذباً وزوراً من أجل مناصرة اهل الفلوجة، فلتثق هذه النائبة اننا الاقرب لأهل الفلوجة، واقسم انهم ليسوا بحاجة الى نصرة ظالمة باطلة، والله هو العدل.