المرجعيّة الدينيّة العُليا: تُبيّن أنّ على المقاتلين الالتزام بأعلى درجات الانضباط ورعاية المدنيّين

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّة الدينيّة العُليا:
تُبيّن أنّ على المقاتلين الالتزام بأعلى درجات الانضباط ورعاية المدنيّين، وتوصي الأطبّاء بتقديم رعايةٍ أكبر للمرضى دون تفرقة..
تناول ممثّلُ المرجعية الدينيّة العُليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزّه) في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (11شهر رمضان 1437هـ) الموافق لـ(17حزيران 2016م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف بإمامته جانباً من الأمور التي أوصى بها سماحة المرجع الدينيّ الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسينيّ السيستانيّ (دام ظلّه الوارف) نخبة من أطباء النجف الأشرف الذين تشرّفوا بزيارة سماحته قبل عدّة أيّام، حيث قال:
أيها الأخوة والأخوات أقرأ على مسامعكم الكريمة بعض التوصيات الصادرة من سماحة المرجع الدينيّ الأعلى (دام ظلّه), خلال لقاء سماحته بنخبةٍ من أطبّاء النجف الأشرف وأوصاهم بأمور نذكر ونشرح بعضها لأهمّيتها، منها:
الوصية الخاصة بتوفير الخدمة الجيّدة لجميع المراجعين بنفس المستوى دون تفريق بين الغنيّ والفقير والقويّ والضعيف.
وهذه الوصية وإن كانت موجّهة الى فئة الأطبّاء، ولكنّها وصيّةٌ لكلّ الذين يتعاملون مع المواطنين، ويقدّمون لهم الخدمة في أيّ مجالٍ كان، ولاسيّما من فئة الموظّفين الحكوميّين، ومنها أنّ من يمارس التعليم عليه أن يعلم أنّ لسلوكه ومنطقه أبلغ الأثر في طلّابه، ولا يتصوّر أنّه مجرّد أستاذ في مادّة الطبّ، فعليه أن يراعي الجوانب الدينيّة والأخلاقية في أقواله وتصرّفاته، ومن ذلك التواضع لمن يعلّمهم من الطلّاب وعدم التعالي عليهم، وهذه الوصية لا تختصّ أيضاً بالأطبّاء الذين يمارسون التعليم في الجامعات بل هي عامّة لجميع المعلّمين والتدريسيّين.
وبعد قراءة هذا النصّ نقول: أوصى سماحته الأطبّاء بالخدمة الجيّدة ويُمكن تفصيل ذلك بالأمور التالية:
أوّلاً: العناية بالمريض وذلك بالاهتمام بدقّة التشخيص الطبّي، وبذل ما بوسع الطبيب من أعمال ذهنه وتفكيره المهنيّ الطبّي، محاولاً الوصول الى التشخيص الأقرب الى الواقع.
ثانياً: التعاطف مع المريض بإشعاره بالرحمة لحاله، وأنّه يهمّه شفاؤه ومعافاته، ويعامله كأنّه أحد أفراد عائلته.
ثالثاً: أن لا يكون همّه تحقيق أكبر قدرٍ ممكن من الأرباح الماليّة بالتجارة بصحّة المريض، سواءً كان من خلال رفع كلفة المعاينة الطبّية أو التحاليل أو الفحص الشعاعي أو أجور العمليات الجراحية.
ثمّ أوصى سماحته بعدم التفريق بين المراجعين (أي بين الغنيّ والفقير وبين القويّ والضعيف) وتوضيح ذلك:
أن تكون عناية الطبيب المهنية والأخلاقية مع المرضى من دون تفرقة بينهم؛ بسبب فقر بعضهم أو علوّ المنزلة الاجتماعية لبعضهم الآخر.
ومنها الوصية بالمحافظة على وحدة العراق، ولا يكون ذلك إلّا بالمحافظة على وحدة العراقيّين، ولتحقيق ذلك لابُدّ أن يُهتمّ بأمرين في هذه الظروف الحرجة:
الأوّل: رعاية النازحين والمهجّرين من دون تمييز بينهم من أيّ دينٍ أو مذهب أو مكوّن كانوا.
الثاني: وهو موجّهٌ بالدّرجة الأساس الى المقاتلين في ساحات القتال، أن يكون قتالهم لتخليص إخوانهم وأخواتهم من عصابات داعش.. وعليهم لأداء هذه المهمّة على الوجه الصحيح أن يتحلّوا بأعلى درجات الانضباط في تصرّفاتهم، ويراعوا المعايير الإنسانية والإسلامية في تعاملهم مع الجميع في مناطق القتال.
ومنها الوصيّة بالمحافظة على وحدة العراق ورعاية النازحين والمهجّرين من دون تمييز بينهم، وذلك من خلال عناية الجهات المختصّة والمواطنين والجمعيات الإنسانية ومؤسّسات المجتمع المدني، ببذل كلّ ما يمكن من جهود لتوفير المأوى المناسب للنازحين، وتقديم ما يحتاجونه من طعامٍ وشرابٍ ودواء.
والتوصية الأخيرة وهي موجّهة بالدرجة الأساس الى المقاتلين في ساحات القتال، فنقول في شرحها: من الضروريّ لمقاتلينا الأبطال الذين يسطّرون ملاحم البطولة والتضحية أن يلتفتوا الى أنّ الغاية من قتالهم هو إنقاذ المواطنين من المناطق التي سيطرت عليها عصابات داعش، ولأجل تحقيق هذه المهمّة لابُدّ من أمرين:
1- التحلّي بأعلى درجات الانضباط النفسيّ في تصرّفاتهم وأعمالهم القتالية.
2- مراعاة المعايير الإنسانية والإسلامية في تعاملهم مع الجميع.. وقد ورد في التوصيات العشرين للمرجعيّة الدينيّة العُليا التي تمّ التأكيد عليها:
أوّلاً: (الله.. الله.. في حرمات عامّة الناس ممّن لم يقاتلوكم لاسيّما المستضعفين من الشيوخ والولدان والنساء حتى إذا كانوا من ذوي المقاتلين).
ثانياً: (الله.. الله.. في أموال الناس فإنّه لا يحلّ مال امرئ مسلمٍ لغيره إلّا بطيب نفسه، فمن استولى على مال غيره غصباً، فإنّما حاز قطعةً من قطع النيران).
ثالثاً: (الله.. الله.. في الحرمات كلّها، فإيّاكم والتعرّض لها أو انتهاك شيءٍ منها بلسانٍ أو يدٍ، واحذروا أخذ امرئ بذنب غيره..).
اللهمّ انصر قوّاتنا المسلّحة والمتطوّعين والغيارى من أبناء العشائر نصر عزيزٍ مقتدر، وردّ كيد أعدائنا في نحورهم، وغيّر سوء حالنا بحسن حالك إنّك سميع مجيب..