أقامت الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة حفلاً بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لفتوى الوجوب الكفائي

30-12-2018
حيدر داوود
تزامناً مع تحرير قصبة بشير من قبل قوات العتبات المقدسة والمقاتلين التركمان
أقامت الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة
حفلاً بمناسبة الذكرى السنوية الثانية
لفتوى الوجوب الكفائي
رجالٌ في ساحات المعارك تُزهقُ أرواحهم ودماؤهم الطاهرة لأجل العراق، فقدموا أروع وأسمى صورة للوفاء والتضحية والفداء للدفاع عن تربة ومياه هذا البلد الذي تكالبت عليه الأعداء من كل جانب، وبقي شامخاً بعراقته وأصالته وأصالة أبنائه الذين اثبتوا من خلال عزيمتهم وايمانهم وقوفهم الصلب بوجه التكفير الإرهابي استجابة لفتوى الوجوب الكفائي التي أطلقتها المرجعية المباركة في النجف الاشرف، فقد اعادت لنا هذه الفتوى المباركة وسواعد الابطال من قوات العتبات المقدسة كلواء علي الأكبر عليه السلام وفرقة الامام العباس عليه السلام القتالية وفرقة الامام علي عليه السلام القتالية هيبة الدولة العراقية باسترجاعها للمدن المغتصبة، أبرزها قصبة بشير من قبل التكفير الداعشي من خلال التضحيات التي قدموها وبالانتصارات الباهرة في سوح القتال ونصرة مذهب اهل البيت عليهم السلام بالتزامهم بفتوى الوجوب الكفائي.
واستذكارا لما قدموه.. أقامت الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة حفلاً بمناسبة الذكرى السنوية الثانية للفتوى المباركة التي تزامنت مع تحرير قصبة بشير من قبل ابطال العتبات المقدسة والمقاتلين التركمان، وبحضور واسع وكبير لشخصيات مهمة، كذلك وفد من العتبة العباسية المقدسة وفرقة الامام العباس عليه السلام القتالية، وعدد من قادة وامراء الالوية التابعة للفرقتين، وجمع من المقاتلين.
وخير ما استهل به هذا الحفل آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحاضرين قارئ فرقة الامام علي عليه السلام القتالية الشيخ أبو ازهر بعدها كلمة لسماحة الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة السيد نزار حبل المتين (دام عزه) بين فيها:
بمناسبة هذه الأيام المباركة من شهر شعبان المعظم وبالتزامن مع الذكرى السنوية الثانية لهبة الشعب العراقي الكريم للدفاع عن ارضه وعرضه ومقدساته استجابة لفتوى الدفاع المقدس لمرجعنا المفدى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) التي أطلقها مدوية على رؤوس الاشهاد، فكانت فاتحة للخير كله، والاذن الإلهي بالنصر وكانت استجابة جموع المؤمنين (أعزهم الله) كبيرة واذهلت الجميع وجعلت الأعداء حيارى وقد انهارت أحلام الشرق والغرب.
فالحمد لله الذي حبانا بهذه المرجعية المباركة، وجعلنا من خدامها والملبيين لندائها في هذا الوقت، وشكراً للمؤمنين الذين لبو النداء وبذلوا النفوس والأموال في سبيل ذلك، وبعد صدور الفتوى بالوجوب الكفائي، هب الشعب العراقي العظيم للالتحاق بصفوف المتطوعين ولم تستوعبهم دوائر قواتنا الأمنية، وقامت العتبات المقدسة بالتنسيق مع الحكومة بأعلى مستوياتها لإحتضان المقاتلين واعدادهم وتحملوا المسؤولية في ذلك، وكان للعتبة العلوية المقدسة النصيب الأكبر من ذلك حتى بلغ العدد الكلي اكثر من أربعة عشر الف مقاتل، فقامت وزارة الدفاع بتسجيل ثلاثة عشر الفاً منهم، ثم قام المسؤولون في كل شهر يحذفون اعدادا، حتى اوصلوا العدد الى أربعة آلاف وثمانمائة.. ونحن اليوم وقد تحقق النصر الإلهي في قرية البشير بفضل من الله وما كان هذا النصر يتحقق لولا تضافر الجهود والإخلاص في العمل.
مبينا: ان معركة قصبة بشير اشترك فيها العرب والتركمان والاكراد وكل أبناء العراق الغيارى دفاعا عن الاعراض والأموال والمقدسات.. لأن معركتنا اليوم نحتاج فيها الى مزيد من الوعي والصبر على الألم، وتلاحم بين القوى المخلصة، فصبركم وجهادكم سيسجله التاريخ بكلمات من نور سيبقى يضيء الدرب للأجيال والشعوب وان الإرهاب اليوم يقصد العتبات المقدسة وأبناءها هذا هو الهدف الأول لهم، وتمزيق العراق وتشتيت وحدته وتلاحم قواه ومسيره خلف المرجعية العليا هدفها الثاني.
متابعا: اليوم نواجه عدة قوى تنخر بأرض العراق وأهله هو الفساد من الداخل وقوى الإرهاب من الخارج وبفكرنا الإسلامي المحب للإنسانية وللخير وبثقافة اهل البيت عليهم السلام وجهاد أبنائه أبناء العتبات المقدسة وبإخلاص النوايا والجهاد في سبيل الله سوف يكون النصر قريبا.
بعدها كانت كلمة لقائد فرقة الامام علي عليه السلام القتالية الحقوقي عباس أبو طبيخ بين من خلالها:
بعدما اوصلتنا سياسة المدعين الى مرحلة الفناء وعدم اخذهم برأي العلماء والحكماء وصار بلدنا على شفا حفرة من النار ممتلئة بالدماء وغرق شعبنا بتلك الدماء جاءت الفتوى المباركة اشبه بعملية التنفس الاصطناعي لذلك الغريق، وأعادت إليه الروح من جديد مسطرا أروع صور البطولة والفداء صور لم يشهد لها التاريخ من نظير.
وبالرغم من وقوف الكثير من المتنفذين بالدولة وممن يدعمهم من دول أخرى ومن المؤثرين بالقرار السياسي بوجه الفتوى المباركة ومحاولتهم افشالها وقد أتت اكلها وثمارها؛ لأن الله سبحانه وتعالى أرادها فهو متم لنوره ولو كره المشركون وفي تلك الجمعة المباركة حيث هتف صوت الحق ملهما من السماء على السيد السيستاني (دام ظله الوارف) بفتوى الوجوب الكفائي المباركة فقد هب أبناء هذه المدينة المشرفة كباقي المدن الأخرى وما حولها من مدن تابعة او مجاورة بأسلحتهم للدفاع عنها وعن عراق المقدسات.
مضيفاً: بعد ان سمعنا صرخات قرية البشير وما جرى على أهلها فيها من قتل وتعذيب وتهجير والوان أخرى من العذاب مما لا طاقة لغيور على سماعها ولم تجد لها مجيب لا من بعيد ولا من قريب فهبت قوات العتبات المقدسة ووقفت ساترا مدافعا محاميا عن مدينة تازة على مشارف البشير، رغم التجاهل الكبير من قبل المسؤولين في الدولة لتحرير قصبة بشير من ايدي الإرهاب، والحمد لله فقد رفعت فرقة الامام علي عليه السلام القتالية رايتها وهزت فرقة العباس عليه السلام القتالية لواءها ودكت صواريخ لواء علي الأكبر عليه السلام اوكار العدو وزلزلت قوات التركمان الأرض بالغاصبين فقد سقينا ارض البشير بدماء الشهداء الى ان حققنا مرادنا بتحرير قصبة بشير.
بعدها جاءت كلمة مشرف فرقة العباس عليه السلام القتالية الشيخ ميثم الزيدي بين فيها:
إن فتوى الوجوب الكفائي المباركة حفظت للإنسانية ماء وجهها من خلال الوقوف ضد عدو مجرم يستهدف الإنسانية قبل أن يستهدف الشريعة أو الطائفة أو الدين.
موضحاً: إن المرجعية العليا قدمت شهادة فخر واعتزاز عامة الى الشعب خلال خطبة الجمعة الأخيرة حينما وصفته بالشعب الصابر المجاهد، ونحن بعد مرور سنتين على فتواها المباركة، نعتز بتلك الشهادة كعراقيين وكشعب، كما أنها وصفت المقاتلين بأنهم أجل قدراً وأعظم أجراً ومثوبة عمن سواهم.
الأستاذ عباس عاشور ممثل أهالي ناحية تازة وقرية البشير كانت له كلمة في هذا المحفل ألقاها بالنيابة عنهم قدم من خلالها شكره نيابة عن أهالي القريتين ولواء المقاتلين التركمان لمراجع الدين العظام والعتبات المقدسة، وكل من ساندهم في تحرير قرية البشير وإبعاد الخطر عن ناحية تازة، وردها لأحضان العراق.
وشهد الحفل في الختام إلقاء قصائد ولائية تمجد بالمقاتلين الابطال ودورهم الفعال في مقارعة الإرهاب للشاعرين الدكتور عبد المجيد عبد الله، والشاعر محمد الاعاجيبي، بالإضافة الى تكريم عوائل شهداء المقاتلين التركمان الذين استشهدوا في معركة تحرير البشير، وكذلك المراسلين الحربيين المرابطين في سوح القتال.
صدى الروضتين كانت حاضرة، وأجرت لقاء مع قائد فرقة العباس عليه السلام القتالية الشيخ ميثم الزيدي قائلاً:
من دواعي السرور اليوم ان نحضر ضمن سلسلة من الاحتفالات حصلت في مختلف محافظات العراق بمناسبة النصر العظيم المؤزر الذي حصل في قصبة بشير الواقعة ضمن محافظة كركوك، وهذا التحرير الذي قادته قوات العتبات المقدسة في جو كانت تعاني فيه المنطقة من الإهمال والتهميش والحمد لله وفقت فرقة العباس عليه السلام القتالية ضمن القوات التي قادت هذه المعركة في سبيل كسر الدواعش وإعادة العزيزة بشير الى حضن الوطن وجعلها منطقة محررة وآمنة ان شاء الله.
كما أجرينا لقاء مع قائد فرقة الامام علي عليه السلام القتالية الحقوقي عباس أبو طبيخ بين لنا قائلاً:
بمشاركة فرقة العباس عليه السلام القتالية وأهالي منطقة تازة والبشير بمناسبتين الأولى منها ذكرى الفتوى المباركة للمرجعية المباركة والثانية بمناسبة انتصار قوات العتبات المقدسة في تحرير قصبة بشير وابعاد الخطر عنهم، هذا الاحتفال فيه عدة ثمار فالثمرة الأولى هي لتوثيق بطولات وجهود المجاهدين الابطال، والمحافظة على حقوقهم وعدم سرقة تلك الجهود من جهات أخرى.
مضيفا: الحمد لله بجهود الابطال وسواعد الاحرار والصبر والتضحية، فقد كان النصر حليفنا، وما قدمناه من دماء طاهرة ما هي الا فداء للوطن والدين، ونحن مستمرون بالتواصل مع أهالي تازة وقرية البشير؛ كي لا يفكر معتد او غاصب في التوسع على حسابهم.


بقلم رئيس التحرير

علـي حسين الخبـاز

...