الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة تكرم عوائل شهداء الدفاع المقدس

30-12-2018
زين العابدين السعيدي
الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة
تكرم عوائل شهداء الدفاع المقدس
تزامناً مع الذكرى السنوية الثانية لانطلاق فتوى الوجوب الكفائي، وتكريماً لعوائل الشهداء الأبرار، أقام مركزُ الحوراء زينب عليها السلام التابع للعتبة الحسينيّة المقدّسة حفلاً بهيجاً لتكريم عوائل شهداء الدفاع المقدس بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لانطلاق فتوى المرجعية الدينية العليا.
وقد استُهِلَّ الحفل الذي شهد حضور الأمين العام للعتبة الحسينيّة المقدّسة السيّد جعفر الموسويّ (دام تأييده) وجمع من عوائل الشهداء بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق.. جاءت بعدها كلمة العتبة الحسينيّة المقدّسة ألقاها مدير مكتب الأمين العام السيد سعد الدين البنّاء, جاء فيها:
أيّها الإخوة الحضور.. إنّ للشهداء منزلة عظيمة ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز وبيّنها رسوله الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم في أحاديث كثيرة، فطوبى للمقاتلين الذين ضحّوا بالغالي والنفيس في سبيل الله تعالى للدفاع عن الأرض والعرض، ونسأله تعالى أن يرحمهم ويسكنهم فسيح جنانه، ويمنّ على أهلهم وذويهم بالصبر والسلوان، ويكتب لهم الأجر والثواب الجزيل.
ولا يسعنا في هذا المكان المقدّس إلّا أن نتقدّم لهم بأسمى معاني المساواة، فلهم أنْ يفتخروا بشهادة أبنائهم المقاتلين الأبطال الذين استجابوا لفتوى الوجوب الكفائي التي أطلقتها المرجعيّةُ الدينية العُليا في النجف الأشرف، فبسواعدهم وبسالتهم تحرّرت أجزاء كثيرة من الأراضي العراقية التي دنّستها عصابات داعش الإرهابية، وأعادت الكثير من العوائل المهجّرة الى ديارها آمنة، وكلّ ذلك جاء من خلال وقوف أبناء العراق الصامد بجميع طوائفه ومذاهبه صفّاً واحداً كالبنيان المرصوص في وجه الإرهاب، يجمعهم حبّ الوطن، وكان التسديد الإلهي حليفهم، فربط على قلوبهم وسدّد رميهم.
ومن هنا يقع على عاتقنا جميعاً أن نقدّم العون والرعاية لعوائلهم والاهتمام بالجرحى منهم.. تمّ بعدها عرض فلمٍ وثائقيّ بعنوان (شهداء العقيدة) من إنتاج قسم الإعلام في العتبة الحسينيّة المقدّسة الذي جسّد بطولات وتضحيات المقاتلين الأبطال، قُدّمت بعده أنشودة بعنوان: (يا نار برداً) من أداء فرقة الإنشاد في العتبة الحسينيّة المقدّسة, تلتها مشاركة مميزة للمنشد مهدي المنكوشي, ليُختَتَمَ الحفل بتكريم عوائل الشهداء الأبطال..
صدى الروضتين حضرت الحفل، وأجرت عدداً من اللقاءات, فكانت كالآتي:
الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة السيد جعفر الموسوي (دام تأييده):
ونحن نعيش استذكار الفتوى المقدسة الصادرة من المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) بوجوب الدفاع الكفائي عن الأرض والعرض والمقدسات.. نعتز بشهدائنا العظام الأكارم الذين قدموا أنفسهم ودماءهم ضحايا ليبقى الوطن عزيزاً شامخاً.. وكذاك بعوائل الشهداء الذين بذلوا فلذات اكبادهم على مذبح الحرية من أجل الأرض والكرامة, فرحم الله تعالى الشهداء، وأسكنهم فسيح جنانه, وحفظ عوائلهم وألهمهم الصبر والسلوان.
الحاج سجاد محمد كريم والد الشهيد عباس سجاد محمد, تحدث قائلاً:
بعد إطلاق الفتوى المباركة للدفاع عن الأرض والمقدسات من قبل المرجعية الدينية العليا سارع ابني عباس الى تلبية هذا النداء رغم صغر عمره الذي لا يتجاوز ثمانية عشر عاماً, وانضم الى سرايا عاشوراء واستشهد في محافظة بغداد – منطقة عرب جبور.. ولا يفوتني أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان الى الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة على اهتمامها الكبير بذوي الشهداء ورعايتها لهم, فقد أقامت الكثير من الاحتفالات والنشاطات تكريماً للشهداء وعرفاناً بفضلهم, كما قامت بزيارة عوائل الشهداء في بيوتهم وقدمت لهم الدعم المادي والمعنوي.. لذلك نسأل الله تعالى أن يوفق القائمين عليها ويجزيهم خيرا.
والدة الشهيد إبراهيم عبد الرحيم سلمان, تحدثت قائلة:
التحق ولدي بقطعات الدفاع المقدس بعد أن أطلقت مرجعيتنا العليا الرشيدة فتوى الوجوب الكفائي مباشرة, وقد أصيب في ساقه في منطقة جرف الصخر, ورغم ذلك لم يترك ساحات القتال وأصر على مواصلة مشواره حتى نال شرف الشهادة, وأنا كأمّ افتخر بما قدمه ولدي الى بلدي، وأشعر بالقوة دائماً رغم ألم الفراق.
وإن اقامة هكذا احتفالات لتكريمنا والاحتفاء بنا تدخل السرور على قلوبنا، وتزيد من همتنا وعزيمتنا وتخفف علينا مصيبتنا, ولذلك لهم الشكر والتقدير على هذه الرعاية وهذا الاهتمام.. وأسأل الله تعالى أن ينصر المقاتلين الابطال المتواجدين في ساحات القتال ويثبت اقدامهم ويرجعهم الى اهلهم سالمين غانمين.
الطفل محمد الباقر ابن الشهيد عباس جعفر, تحدث قائلاً:
استشهد والدي في جبال مكحول, وهو يقاتل عصابات داعش التكفيرية, وأنا افتخر لأنني ابن شهيد بطل قدم كل ما يملك من أجل الأرض والعرض والمقدسات، واستجابة لنداء المرجعية الدينية العليا.. فهنيئاً له ما ناله, وأعاهده بأني سأكون مثله ومثل ما يريد هو, وسأسير على طريق اهل البيت عليهم السلام.
الجدير بالذكر أن هذا الاحتفال هو ليس الأول من نوعه, فقد اقامت العتبة الحسينية المقدسة العديد من النشاطات والاحتفالات التي تعنى بأبطال الدفاع المقدس, وقدمت الكثير لعوائل الشهداء, ولا تزال مستمرة, ولديها الكثير من الخطط والمشاريع المستقبلية لرعايتهم والاهتمام بهم, كما ان هذا الحفل لم يقتصر على شهداء مدينة كربلاء المقدسة فقط، وإنما شمل مختلف المحافظات العراقية.