بشائر النصر

30-12-2018
زيد علي كريم
بشائر النصر

(فو الله لا تمحو ذكرنا) هذا ما قالته السيدة زينب عليها السلام في خطبتها رداً على الظالمين والطغاة الذين يريدون أن يطفئوا نوراً من نور الله نور آل البيت عليهم صلوات الله جميعاً بالقتل والتكذيب وتهديم القبور وتكذيبهم دين الاسلام دين الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه واله وسلم ، ويأبى الله تعالى إلا أن يتم دينه ويظهره، ويعلي كلمته، ولو كره ذلك الجاحدون، قال تعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (التوبة: 32).
وفي كتابه الكريم آيات وبشارات لهذه الأمة تقول: إنّ النصر آت للإسلام وأهله، ومن هذه الآيات التي تحمل بشائر النصر لأمة الإسلام، قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (النور: 55).
قال أهل التفسير: في هذه الآية الكريمة وعد الله بالنصر للذين آمنوا منكم وعملوا الأعمال الصالحة، بأن يورثهم أرض المشركين، ويجعلهم خلفاء فيها، مثلما فعل مع أسلافهم من المؤمنين بالله ورسله، وأن يجعل دينهم الذي ارتضاه لهم وهو الإسلام دينًا عزيزًا مكينًا، وأن يبدل حالهم من الخوف إلى الأمن، إذا عبدوا الله وحده، واستقاموا على طاعته، ولم يشركوا معه شيئًا، ومن كفر بعد ذلك الاستخلاف والأمن والتمكين والسلطنة التامة، وجحد نِعَم الله، فأولئك هم الخارجون عن طاعة الله.
إن الله تعالى يمدد المؤمنين بنصره ومعونته، فلا يستطيع أحد أن يغلبهم: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ) (آل عمران: 160)، وإن على الله وحده فليتوكل المؤمنون، وإن لهم النصرة على أعدائهم بالحجة والقوة: (إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ Q وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ) (الصافات: 171 – 173).
وإن جندنا المقاتلين في سبيل الله تعالى لهم الغالبون لأعدائهم في كل مقام، وما جعل الله ذلك الإمداد إلا بشارة لهم بالنصر، ولتسكن به قلوبهم، وما النصر إلا من عند الله، إن الله عزيز في ملكه، حكيم في تدبيره وشرعه: (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (الانفال: 10).
فالنصر آت من زينب الصبر والثبات وقوة العقيدة والإيمان، وقد كانت العقيدة عند المسلم الصادق هي السلاح الرئيسي الذي يعتمدون عليه في كل المعارك، التي تجعلهم يصمدون ويثبتون وينتصرون بإذنه تعالى.
ربنا أنزل على قلوب المؤمنين صبرًا عظيمًا، وثبت أقدامهم، واجعلها راسخة في قتال العدو، لا تفر مِن هول الحرب، وانصرهم بعونك وتأييدك على القوم الكافرين.