العتبات المقدسة في العراق تتبنى مشروع توحيد الجهد الإعلامي لمواجهة الأزمة الراهنة

30-12-2018
طارق الغانمي
العتبات المقدسة في العراق
تتبنى مشروع توحيد الجهد الإعلامي لمواجهة الأزمة الراهنة
لمواجهة الحملة الإعلامية الشرسة ضد أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام، ومن أجل توحيد جهود العمل المشترك بين الكوادر الإعلامية للعتبات المقدسة، استقبل المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) مجموعة من إعلاميي عتبات العراق المقدسة: (العلوية، والحسينية، والكاظمية، والعسكرية، والعباسية) بكافة أنواعها المقروء والمسموع والمرئي.
وقد شدّ سماحته على أيدي القائمين بهذه الخطوة المهمة، والتي جاءت في وقت مهم جداً لكل العراقيين من أجل بث روح التعاون المشترك بين أبناء هذا البلد العزيز.
مبيناً: على الجميع أن يبذل المزيد من الجهد الإعلامي، والعمل على نقل الصورة الناصعة لهذه المراقد الطاهرة، وما تشهده من تطور في كافة الأصعدة العمرانية والخدمية، والعمل على إيصالها لشتى البقاع بطرق وأساليب علمية وعملية حديثة.
مضيفاً: إن الإعلام يمثل شيئاً مهماً في حياة كل واحد منا، ولكن في الواقع عند فرز الأشياء يكون لدينا إعلامان، الإعلام الأول: نسميه الإعلام الدفاعي، وهذا يتكلم وفق سياسة يرسمها لنفسه، لكنه يبقى في دوامة واحدة، وبرامج ثابتة، ويسوّق ما عنده وفق الطرق المتعارفة عليها، فسياسته كلها تكمن بالاستمرارية.
أما الإعلام الآخر، فهو الإعلام الهجومي: بمعنى أن هذا الإعلام يجبرك على سماعه، وقد يكون خلاف توجهاتك، لكن لديه قدرة كبيرة أن تستمع إليه، وطبعاً هذا الإعلام الآن في الطرف المقابل جداً ناجح.
نحن بدأنا نفقد العناصر التي تؤيد هذا الإعلام أو ذاك، أو هي بدأت تفقدنا؛ بسبب عدم قدرتها على التواصل بشكل حرفي ومهني، وهذه القضية يجب تسجيلها إذا شعرنا أن لدينا مشكلة حتى نحاول تصحيحها.
مشيراً سماحته: اليوم جزء الأكبر من الإعلام هو الفضائيات، التي تمثل نسبة كبيرة من المشاهدات للناس، على خلاف الإعلام الآخر وهو الإذاعي والإلكتروني والصحف على شاكلتها، حيث يبقى هناك إعلام يغطي مساحة كبيرة هو إعلام الفضائيات، وهذا الإعلام يمكننا أن نقسمه إلى قسمين: القسم الأول العتبة المقدسة تقوي الفضائية؛ كون العتبات تمثل كياناً قائماً، وهذا الكيان له قداسة كبيرة عند جميع المسلمين، فإذا تعاملت الفضائية مع هذا الكيان المقدس وصدرته إلى الخارج بعنوان نقل مباشر، تكون هناك مادة إعلامية جاهزة للفضائية، وهذا عندما نقارنه مع فضائية عادية أخرى نرى نسبة المشاهدة أعلى منها، بالرغم من أن هذه الفضائية العادية لديها مقدم وبرامج وتستضيف أشخاصاً.
وتابع: أما القسم الثاني: وفيه تكون الفضائية هي من تقوي المؤسسة التي تعمل لها، وهنا تكمن قوة الفضائية أو الإعلام الذي نريده، مثل الكثير من الفضائيات التي تأتي في الزيارات وتنقل نقلاً مباشراً، حيث يرتفع عدد مشاهديها لماذا؟ بسبب المناسبة والمكان، وعادةً المباشر يوجد فيه جمهور أكثر، والفضائية كلما استعجلت بالحصول على المباشر تحصل على جمهور أكثر.. إذن، أين تكمن القوة لديك؟ وهذا ما نريد أن نصل إليه، فهي تكمن في البث المباشر، والذي لابد أن يصبح قوياً، وليس النقل، وإنما المادة المباشرة، وهنا بعد ذلك لا يكون شغل الفضائية، وإنما شغل من أعد البرامج، لذلك نحن لابد أن نحرص حرصاً شديداً على تأسيس مراكز للإنتاج، وهذا هو المهم، يعني المادة التي تجهز بها الفضائية، أنت عليك أن تفكر بالإنتاج، ولا تفكر بالفضائية، فهي ليست معضلة، وإنما الإنتاج الذي تقدمه للفضائية، كم نستطيع الاستفادة من قوة العتبات، وكوادرها لإنتاج البرامج التي تتناسب مع شخصية وقوة العتبات، ونحن بدأنا بها بمقدار معين، فعندما يصبح لديك إنتاج برامجي سيكون لديك خزين جيد، وتأتي إليك الفضائيات لأخذ المواد منك، وأنا أعتقد هذه فكرة إعلامية استراتيجية ومهمة لو يصبح عليها عمل دؤوب لوصلنا إلى نتيجة كبيرة.
وقد تطرق السيد الصافي: إلى الانتباه لمشاكل العمل قبل البدء بالمشروع، حتى يتم حلها؛ لأن لا يوجد عمل بدون مشاكل في أي مؤسسة، فلا بد من وضع آلية معينة للعمل حتى يصبح له وضوح بالرؤية، وإذا اختلفنا لدينا جهة إدارية عليا لحل الخلاف.
واختتم سماحته قائلاً: أتمنى لكم التوفيق والسداد لخدمة الدين والمجتمع، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يشد على أيديكم، ويوفقكم بنقل الواقع والحقيقة والدفاع عن مذهب أهل البيت عليهم السلام.
وقد تخلل اللقاء العديد من المناقشات والمداولات المستفيضة، وقد خرج الحضور بمجموعة من المقترحات التي ستسهم في المستقبل بعمل منظومة إعلامية متكاملة ترتقي بالعمل الإعلامي للعتبات المقدسة.