المرجعيّةُ الدينيّة العُليا: تُذكّر المقاتلينوّ والمتطعين بوصاياها في خوض معارك

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّةُ الدينيّة العُليا:
تُذكّر المقاتلينوّ والمتطعين بوصاياها في خوض معارك
تحرير الأراضي المغتصبة من مجاميع داعش الإرهابية..
تناول ممثّل المرجعية الدينية العُليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزّه) بعضاً من وصاياها للمقاتلين والمتطوّعين من القوّات الأمنية وأبناء العشائر في حفظ الأرواح والأموال الخاصّة والعامّة، وهم يخوضون غمار الحرب ضدّ عصابات داعش الإرهابية، وهذه الوصايا مستقاة من وصايا أمير المؤمنين عليه السلام لأصحابه في حربه ضدّ الناكثين والمارقين، جاء ذلك في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (26شعبان 1437هـ) الموافق لـ(3حزيران 2016م) التي أُقيمت بإمامته في الصحن الحسينيّ الشريف، وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة:
أيّها الإخوة والأخوات نعرض على مسامعكم الكريمة التوجيهات الصادرة من المرجعية الدينيّة العُليا للمقاتلين الأبطال في جبهات القتال، ونذكر قبلها مقدّمةً فنقول: يُشارك في هذه الأيّام الآلاف من إخواننا وأحبّتنا في القوّات المسلّحة ومَنْ يساندهم من المتطوّعين وأبناء العشائر في معارك ضارية لتخليص مناطق من محافظة الأنبار من سطوة الإرهاب الداعشي.
وإنّنا إذ نكرّر بالغ الثناء عليهم وعظيم الاعتزاز بجهودهم والمباهاة بكلّ قطرة دمٍ يبذلونها في سبيل الدفاع عن وطنهم وشعبهم ومقدّساتهم، نجد من المناسب أن نذكر ونشرح مقاطع من توجيهات المرجعيّة الدينيّة العُليا لهم في رعاية حرمات الناس في مناطق القتال، تأكيداً عليها لما لها من الأهمّية البالغة، وأودّ أن أشرح بعض العبارات هنا في المقدّمة ثمّ أذكر التوجيهات والنصائح.
أيّها الإخوة والأخوات نلاحظ في التعبير الوارد من المرجعية الدينية العُليا أنّها عبّرت عن المقاتلين بأنّهم أحبّة المرجعيّة الدينيّة العُليا، هؤلاء المقاتلون هم أحبّاء المرجعية الدينية العُليا، فقد بيّنت منزلتهم ومقامهم، ثمّ بيّنت منزلة ومقام بطولاتهم وتحيّاتهم، فذكرت في البداية الثناء البالغ لهذه التضحيات والبطولات، ثم ترقّت في بيان منزلة هذه التضحيات والبطولات فعبّرت بأنّها تعتزّ عظيم الاعتزاز بهذه الجهود والبطولات منهم، ثمّ سمت بدمائهم بل بكلّ قطرة دمٍ تُسال من أيّ شهيد أو جريح فعبّرت بالمباهاة والافتخار بهذه الدماء، لماذا تتباهى المرجعيّة الدينية العُليا بهذه الدماء بل بكلّ قطرة دمٍ تُسال؟ لأنّ هذه الدماء تُسال عن إرادة وعن مبادئ لدى هؤلاء المقاتلين، ولأنّها في سبيل أهداف سامية وهي الدفاع عن الوطن والمقدّسات، هذه الدماء إنّما تُسال من أجل الدفاع عن العراق وعن المقدّسات وعن أعراض المواطنين، لذلك جاءت هذه التعبيرات ببالغ الثناء عليهم وعظيم الاعتزاز بجهودهم والمباهاة بكلّ قطرة دمٍ يبذلونها في سبيل الدفاع عن وطنهم وشعبهم ومقدّساتهم.
ثم هناك التوجيهات والنصائح - أيّها الإخوة والأخوات - سبق أن صدرت توجيهات ونصائح الى المقاتلين في ساحات الجهاد وجبهات القتال، صدرت هذه التوجيهات والنصائح للمقاتلين في (22) ربيع الثاني من عام (1436هـ) وذُكر في هذه التوجيهات والنصائح: (كما أنّ الله تعالى ندب وأمر بالجهاد في هذا السبيل، كذلك جعل لهذا الجهاد أحكاماً وآداباً وحدوداً لابُدّ من مراعاتها والعمل بها، ويلزم تفقّهها وفهمها والعمل بها ورعايتها...) وبيّنت المرجعيّةُ الدينيّة العُليا أنّ العمل بهذه التوجيهات والنصائح يلزم منه تحقّق الأجر العظيم والثواب العظيم والمنزلة العظيمة للمجاهدين عند الله تعالى، والإخلال بها يؤدّي الى شيء من إحباط الأجر وعدم نيل المنزلة والمرتبة والفضل المرجوّ من الجهاد في ساحات القتال.
وقد يُقال لماذا هذا التأكيد عليها الآن؟ - كما ذكرنا في هذه العبارة - للأهميّة البالغة لهذه النصائح والتوجيهات جاء التأكيد عليها وتذكير المقاتلين للاطّلاع عليها ومراعاتها والعمل بها، فنذكر بعضاً من هذه التوجيهات والنصائح التي صدرت من المرجعية الدينيّة العُليا، والآن نؤكّد عليها ونكرّرها على هؤلاء الأبطال أحبّاء المرجعية الدينيّة العُليا، فممّا ورد فيها:
(الله.. الله.. في النفوس، فلا يُستحلّنّ التعرّض لها بغير ما أحلّه الله تعالى في حالٍ من الأحوال، فما أعظم الخطيئة في قتل النفوس البريئة، وما أعظم الحسنة بوقايتها وإحيائها كما ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه، وإنّ لقتل النفس البريئة آثاراً خطيرة في هذه الحياة وما بعدها، وقد جاء في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام شدّة احتياطه في حروبه في هذا الأمر، وقد قال في عهده لمالك الأشتر: "إيّاك والدماء وسفكها بغير حلّها فإنّه ليس شيءٌ أدعى لنقمة ولا أعظم لتبعة ولا أحرى بزوال نعمة وانقطاع مدّة من سفك الدماء بغير حقّها، والله سبحانه مبتدئٌ بالحكم بين العباد فيما تسافكوا من الدماء يوم القيامة، فلا تقوّينّ سلطانك بسفك دمٍ حرام، فإنّ ذلك ممّا يُضعفه ويوهنه بل يزيله وينقله...).



بقلم رئيس التحرير

علـي حسين الخبـاز

...