الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ترعى حفلات تخرج طلبة الجامعات

30-12-2018
احمد صالح
الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة
ترعى حفلات تخرج طلبة الجامعات عند مرقد أبي الفضل العباس عليه السلام
لاشك أن إنهاء الطالب لمرحلة الدراسة الجامعية، وحصوله على شهادة التخرج، أمر يشترك في الفرح به عامة الناس، الطالب وأهله وزملاؤه ومحبوه؛ لأن ذلك يمثل نهاية مرحلة التعب والسهر والقلق، ويمهد للانتقال إلى مرحلة جديدة يعول فيها الطالب نفسه، ويأكل من عمل يده، ويجني فيها ثمرة تعبه، ولهذا فالفرح بهذا التخرج يعد أمراً فطرياً ينسجم مع طبيعة النفس الإنسانية بصفة عامة، وإذا ارتقت هذه النفس، وعمرت بالإيمان، قرنت هذا الفرح بشيء آخر عظيم وهو الشعور بالنعمة، وشكر المنعم سبحانه، وإدراك أن الفضل بيده (عز وجل)، فهو الموفق والمعين، ولولاه ما كان الإنسان ولا نجاحه ولا اجتهاده.
من جانب آخر لا حرج في إظهار الفرح بهذه المناسبة، ودعوة الأهل والأصدقاء، وتهنئة الطالب بتخرجه، كما أنه لا حرج في إقامة الجامعة لاحتفال تكرم فيه المتفوقين من هؤلاء الطلاب، وتشجع الدارسين على الجد لبلوغ هذه المرحلة.
تشهد الجامعات العراقية إقامة حفلات التخرج، ولكن لا يؤخذ بنظر الاعتبار المسائل المتعلقة بالحرمة المتمثلة بالاختلاط، وأيضاً التبرج من قبل الطالبات فضلاً عن الممارسات الأخرى التي لا تليق بطالب العلم بصورة عامة والطالب الجامعي بشكل خاص، لذلك انطلقت مبادرات عدة من قبل المؤسسات الدينية وأيضا بعض منظمات المجتمع المدني للحد من هذه الظاهرة التي باتت واقعاً مفروضاً لا يمكن السيطرة عليه او الحد منه، خصوصاً وأن هذه الحفلات يتم اهدار أموال ليست بقليلة لإقامتها.
ولأن العتبات المقدسة وفي مقدمتها العتبة العباسية المقدسة شخصت وتحركت على هذا الأمر من خلال التمركز داخل الجامعات العراقية وبناء علاقات تعاون معها، فقد جاءت المبادرة بإقامة حفلات التخرج عند مرقد أبي الفضل العباس عليه السلام وبرعايته.
من جانب آخر، التبرع بالأموال التي تجمع لإقامة هذه الحفلات الى العوائل المتعففة خصوصاً، عوائل شهداء الدفاع المقدس وهي مبادرة لعلها الأولى على مستوى البلد، فكان لكلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة المثنى حصة من هذه المبادرات، حيث تأتي بالتعاون هيأة المقداد لشباب العراق من شماله الى جنوبه.
استُهِلَّ الحفل الذي أقيم على قاعة الامام الحسن عليه السلام في العتبة العباسية المقدسة وشهد حضورَ عددٍ من مسؤولي العتبة المقدّسة بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق ليستمع الحاضرون بعدها الى النشيد الوطني وأنشودة العتبة العبّاسية المقدّسة (لحن الإباء).
جاءت بعدها كلمة العتبة العبّاسية المقدّسة التي ألقاها بالنيابة السيد محمد الموسوي من قسم الشؤون الدينية والتي استهلّها بتقديم التهاني والتبريكات للطلبة المتخرّجين.
وأضاف: إنّ هذه المبادرة تعتبر من المبادرات الطيّبة التي تُدخل الفرح والسرور على أئمّتكم(عليهم السلام )، على النقيض ممّا نراه ونسمعه في حفلات التخرّج التي تعجّ بها الجامعات العراقية والتي لا تليق بالعراق، فهذا البلد بلدُ المقدّسات، وهذه الحفلات هي دخيلةٌ على الثقافة العراقية الدينيّة والأخلاقية، فهذه خطوة مباركة نشكر القائمين عليها والمساهمين فيها.
مبيّناً: إنّ هذه المرحلة العمرية من الشباب تجتذبها عدّة أفكار، وهناك تركيز خاصّ عليها في روايات أهل البيت عليهم السلام ، باعتبار أنّ هذا المرحلة فيها ما فيها من الطاقات ومن العقل والقوّة التي لابُدّ للشابّ المؤمن أن يستثمرها، لذلك نرى أنّ أعداء الدين والمذهب يركّزون على هذا الوتر ويحاولون حرف هذا الجيل عمّا يريده الله سبحانه وتعالى.
كما ينبغي على الشباب الاهتمام بالجانب العلميّ، لذلك يا طلبتنا الأعزّاء لابُدّ عليكم أن لا تكتفوا بالحصول على هذه الشهادة فقط، بل لابُدّ لكم من إكمال الدراسة والحصول على أعلى الشهادات العلمية المرموقة؛ لأنّ طلب العلم بحدّ ذاته فيه منفعة.
لتأتي بعدها كلمةُ جامعة المثنى التي ألقاها رئيسُ قسم علوم القرآن الكريم الدكتور ليث جاسم وبيّن فيها:
من دواعي السعادة والبهجة أن نلتقي في هذا الحفل الكريم في رحاب أبي الفضل العبّاس عليه السلام الذي يعبّر أيضاً في بعض أبعاده عن استجابة هذا الجيل الى نداء رسول الله J الى طلب العلم والاهتمام به، والتأكيد على أن نكون أمّة علماء في كلّ المجالات.
هذا الحفل هو إنجاز صنعتموه وحقّقتموه أنتم ونحن نفرح به جميعاً؛ لأنّ بركات ونتائج وآثار هذا الإنجاز ستعود للجميع.. لذلك أتقدّم بالشكر الجزيل الى العتبة العبّاسية المقدّسة على جهودها الكبيرة والمتواصلة في دعم المسيرة التربوية، كما أتوجّه بالتحيّة الى جميع الإخوة والأخوات المتخرّجين في هذا الحفل الكريم وأشكرهم على جهودهم وجهادهم في مقاعد الدراسة.. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفّقهم الى مزيدٍ من العلم والتقدّم.
وقد تخلّل الحفلَ إلقاءُ العديد من الأبيات الشعرية التي تغنّت ببطولات وتضحيات غيارى القوّات المسلّحة وأبناء الحشد الشعبيّ الأبطال وهم يتصدّون للهجمة البربريّة الشرسة التي يتعرّض لها بلدُنا الحبيب، ليُختَتَمَ الحفل بتكريم الطلبة المتخرّجين البالغ عددُهم أكثر من مئة طالب وطالبة.
مسؤول شعبة العلاقات الجامعية في العتبة العباسية المقدسة الأستاذ أزهر الركابي تحدث لجريدة صدى الروضتين التي كان حاضرة في هذا الحفل قائلاً:
برعاية العتبة العباسية المقدسة وضمن مشروع فتية الكفيل الوطني، أقامت شعبة العلاقات الجامعية حفل تخرج طلبة كلية التربية في جامعة المثنى، وهو ضمن البرامج السنوية المعدة حيث ستترك هذه المبادرة بصمة أمل للطالب في المستقبل بعد انقضاء سنوات الدراسة الجامعية، خصوصاً وإن هذا الختام للمسيرة الدراسية في رحاب ابي الفضل العباس عليه السلام ، وقد شارك في هذا الحفل 300 طالب وطالبة من الكلية المذكورة.
اللقاء الآخر كان مع الدكتور ناجح الميالي تدريسي في كلية التربية للعلوم الإنسانية قسم علوم القران تحدث قائلاً:
لا توصف المشاعر ونحن في رحاب صاحب الجود عليه السلام ، وقد حضرنا برفقة طلبتنا الأعزاء من أجل الاحتفاء بهم وهو يضعون لمستهم الأخيرة لمشروع دراستهم، فقد حرص الطلاب على أن لا تكون تقليدية، وأن لا تنفق الأموال فيها التي يجمعها الطلبة، لذلك حضروا هنا وكان احتفالاً بهيجاً وضيافة رائعة من قبل القائمين في العتبة المقدسة، وكانت هنالك مبادرة بأن تجمع الاموال وتقدم كهدايا للعوائل المتعففة خصوصا عوائل شهداء الحشد الشعبي إيماناً من هؤلاء الطلبة بأنه لولا الحشد المقدس لما كانوا جالسين على مقاعدهم الدراسية.
وفي لقاء مع الأستاذ محمد الجابري من هيئة المقداد لشباب العراق تحدث قائلاً:
تعمل هيئة المقداد لخدمة الشباب العراقي وتقديم الدعم لهم، فضلاً عن المساهمة بتقديم المشاريع التي تهدف الى توعية الطالب الجامعي، فقد تم التنسيق مع الجامعات العراقية من اجل إطلاق مبادرة جديدة تخص حفلات التخرج للحد من الظاهر التي انتشر في هذه الحفلات؛ كونها منافية لمبادئ اهل البيت عليهم السلام فكان التعاون كبيراً من قبل العتبة العباسية المقدسة؛ كونها السباقة في هكذا مبادرات.
كما كانت هناك لقاءات عدة مع الطلبة الخريجين أولها مع الطالب ضرغام حسين كلية التربية تحدث قائلاً:
نتقدم بالشكر الجزيل للعتبة العباسية المقدسة لاحتضانها هذه الجموع من الطلبة الذين فضلوا أن يحتفلوا بتخرجهم عند رحاب أبي الفضل العباس عليه السلام مبادرة جميلة ومباركة، ونحن بدورنا نرسل رسالة الى باقي الكليات والجامعات العراقية الى السير على هذا النهج من أجل الارتقاء بسمعة الطالب الجامعي وعكس صورة إيجابية.
أما الطالب علي حسين، فقد تحدث قائلاً:
فرحة كبيرة بأن نقوم بتتويج تخرجنا عند هذه البقاع الطاهرة بجانب هذه الشخصية العظيم، شكرنا لأساتذتنا لمساندتنا ووقوفهم معنا على مدار الأربع سنوات وشكرنا الوفير للعتبة العباسية المقدسة لهذه المبادرة الرائع.
كما كان لنا لقاء مع الطالبة اديان حسين لتتحدث قائلة:
شعور لا يوصف ونحن في ضيافة المولى ابي الفضل العباس عليه السلام وخطوة مباركة من قبل العتبة العباسية المقدسة من اجل احتضان هكذا مبادرات شكرنا وتقديرنا لهم وان فكرة إقامة حفلة التخرج الخاصة بالكلية بهذه الطريقة هي رسالة الى كل الجامعات من أجل أن تبادر بمثل هذه المبادرة من اجل ان يكون الطالب الجامعي قدوة للمجتمع.
وتحدثت الطالبة ام البنين رحيم قائلة:
أتقدم بالشكر الجزيل للعتبة العباسية المقدسة لهذه المبادرة، فهي تعد كخطوة تشجيعية للطالب من اجل ان يسعى الى بذل الجهد من اجل رسم مستقبله بمباركة هذه البقاع الطاهرة.. فنحن اليوم ليس لدينا ملاذ غير هذه المراقد، فعلينا ان يكون استلهامنا لبناء المجتمع من هذه الشخصيات العظيمة.