آمرلي... حكاية نصر لم تكتمل بعد؟

30-12-2018
عزيز ملا هذال
قليلة هي المدن التي تصمد بوجه محاصريها، وتتمكن من الانتصار عليهم في النهاية، و(آمرلي) هي إحدى تلك المدن التي صمدت وانتصرت بعد حصار الإرهابيين لها، لذا استطاعت ان تحجز لنفسها مكانا مميزا في تاريخ المدن الباسلة التي تتغلب على الغزاة رغم قساوة ظروف الحصار، وشراسة المحاصرين لها, فعم الفرح لأرجاء المدينة، وعادت البسمة المفقودة الى الوجوه المتعبة إلا أن الفرحة ظلت منقوصة لوجود بعض المناطق المحاذية لـ(آمرلي) تحت وطأة الدواعش...
أهالي هذه القرى تظاهروا في منطقة ما بين الحرمين الشريفين في كربلاء المقدسة لإيصال مظلوميتهم... الأستاذ (أكبر علي حسين) منظم التظاهرة تحدث قائلا:
نناشد المرجعية الدينية العليا أن توجه قوى الحشد الشعبي بالاستمرار في تحرير جميع القرى المحيطة بآمرلي من قوى الشر والظلام، أو أن يمدونا بالعتاد والتجهيزات، ونحن من يتولى مهمة التحرير؛ لأننا لا نملك سوى بعض الأسلحة الخفيفة التي لا تحمي من الأعداء المدججين بأحدث الأسلحة, وإيقاف التطهير العرقي لهذه المناطق... وأشار الى مناشدتهم مكتب القائد العام للقوات المسلحة أملاً في ان نحصل على الدعم اللازم، ولم نحصل على اي دعم من قبل الحكومة المركزية في بغداد.
كما ونطالب باستمرار القصف الجوي على المناطق المجاورة لآمرلي، وإعادتنا الى قرانا التي غادرناها منذ فترة طويلة، فالشتاء قادم والبرد في نينوى شديد.
أما الأستاذ (محمد عبيد عبد الرحمن) احد المتظاهرين فقال:
تظاهر أهالي القرى المجاورة لآمرلي هنا في كربلاء لإيصال صوت المظلومية الى المرجعية الدينية وأصحاب القرار والسياسيين وجميع الخيرين وأصحاب العلاقة القادرين على مساعدتنا، وفك الأسر عن قرانا التي لم يصلها نور التحرير، آملين بإيجاد حل لمشكلتنا المتفاقمة.
وأضاف: إن النصر في آمرلي لم يكتمل؛ لأن العديد من القرى التابعة للناحية لم تحرر إلى الآن، وبالتالي تهدد الاجزاء المحررة؛ لكونها قريبة جدا من الناحية... علما ان قوات الحشد الشعبي على قرابة بضع كيلو مترات من قرانا، ولم تصلها لتحررها بعد..! حتى الاطفال لم يكن صوتهم غائبا في هذه التظاهرة، فقد كانت مطالبهم حقة ومشروعة، وهي العودة الى مناطق سكانهم، والذهاب الى مدارسهم ليس اكثر.