العتبتان المقدستان تعزيان ذوي شهداء فرقة العباس القتالية وتشاركهم العزاء

30-12-2018
حيدر داوود
العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية
تعزيان ذوي شهداء
فرقة العباس القتالية وتشاركهم العزاء
كان معنا وطن انحنى إجلالا لأرواح صناديده، وكربلاء بعبقها المرتشف من دماء الشهداء، وحتى السماء أرسلت سحاباتها معنا؛ لتذرف دموعها شوقاً وحنيناً ومناجاة لمواكب الأنوار، لمواساة وعزاء الشهداء في فرقة العباس القتالية الذين قضوا نحبهم في قرية البشير دفاعاً عن أرض العراق ومقدساته، وتلبية لنداء المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، وهم مضرّجون بدمائهم التي روت شجرة الفداء والجهاد، وتعلموا الدرس الأكبر من منبع الشهادة والعطاء أبي الشهداء والثوار وأول المضحين عن الدين والعقيدة والوطن الإمام البر التقي أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، حيث انطلق وفد من العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية وفرقة العباس القتالية لحضور مجالس العزاء المقامة على أرواح الشهداء الأبطال (رحمهم الله).
فكانت محطتنا الأولى لليوم الأول في محافظة البصرة التي قدمت خمس شهداء حفروا أسماءهم بحروف من ذهب في سجل الشهداء، هم كل من الشهيد طاهر لازم عبد الرضا البديري قائد فرقة العباس القتالية، وممثل قسم الشعائر والمواكب الحسينية في محافظة البصرة أقيم عزاؤه في منطقة المعقل في جامع سيد علي الحكيم، بعدها توجهنا إلى عزاء الشهيد احمد هادي جابر في منطقة النجيبية في جامع فاطمة الزهراء عليها السلام ، وكان الشهيد من عائلة قدمت حتى الآن أحد عشر شهيداً منذ انطلاق الفتوى المباركة للمرجعية الرشيدة فلم يتوانَ الشهيد احمد باللحاق بهم لينظم إلى ركب الشهداء الأبرار ولم يتجاوز الخامسة والثلاثين من عمره.
بعد ذلك انتقلنا إلى جنوب محافظة البصرة وبالتحديد إلى قضاء أبي الخصيب الذي يبعد عن مركز المدينة 30 كم وكان العزاء للشهيد ماهر عبود معارج الحلفي الذي أقيم في جامع نهر خوز، فكان للشهيد أربعة أطفال صغار، وكان خامسهم في رحم أمه لم يكتب له أن يكحل عينيه بأن يرى أبيه، لكن لفت نظري في العزاء ابن الشهيد محسن الذي كان مبتسماً والدمعة مرسومة على خديه، فاقتربت منه وقلت له: كم عمرك؟ فأخبرني عشر سنوات، انتابني فضول ابتسامته الجميلة فسألته عن سببها؟ فذكر لي أن والده قبل أن يلتحق بسوح القتال أخبره انه ذاهب إلى الجنة.
جعل الله مثواه ومثوى شهدائنا الجنة خالدين فيها.
العزاء الرابع كان للشهيد عزيز هاشم عزيز الموسوي في منطقة القبلة كان من مواليد 1984م واختتمت جولتنا في اليوم الأول في محافظة البصرة بالذهاب إلى عزاء الشهيد السيد بادي عبد السادة فالح في قضاء الزبير.
في اليوم الثاني توجهنا إلى محافظة الناصرية، وتم استقبالنا بمحبة، وكأني أراهم قلوباً تحشدت لاستقبالنا تعزي معنا ذوي الشهيد الصغير سيف جاسم عبد الله حسين الصريفي وقد ناهز العشرين عاما تركهم وسافر إلى جوار ربه مرفوع الرأس.
ثم توجه الوفد إلى محافظة الديوانية إلى ناحية سومر ليعزي عائلة الشهيد عادل طالب نور نجيب العوادي كرس حياته في الخدمة الحسينية في محافظة الديوانية بإقامته للمواكب الحسينية، وفي نفس الناحية توجهنا إلى قرية الفاضلية وفي جامع الإمام علي عليه السلام لعزاء كل من الشهيد حسن مريع كاظم والشهيد محمد كميل عمران الذي ترك خلفه 11 طفلاً بعمر الورود.
وفي ختام زيارتنا انتقلنا إلى المشخاب في محافظة النجف الأشرف لنعزي عائلة الشهيد علي عبد الله فرمان الفتلاوي الذي أقيم عزاؤه في حسينية المشخاب الكبير تغمد الله روحه وأرواح شهدائنا من الدفاع المقدس الجنة خالدين فيها وألهم في قلوب ذويهم الصبر والسلوان.
صدى الروضتين كانت معهم، وأجرت عدة لقاءات، وكان اللقاء الأول مع الأستاذ فاضل عوز عضو مجلس إدارة العتبة الحسينية المقدسة قائلاً:
يتشرف وفد العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وبإيعاز من قبل المتوليين الشرعيين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) والشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه). وقد تم تشكيل وفد يضم عدداً من المسؤولين ورؤساء الأقسام في العتبتين المطهرتين، وذلك للحضور في مآتم الشهداء الأبرار في معركة تحرير قرية البشير من فرقة العباس القتالية الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل نصرة وطنهم، وكذلك الدفاع عن مقدساتهم، مسطرين بدمائهم أروع ملاحم وقصص البطولة العظيمة، فهم يستحقون منا كل التقدير والتبجيل، وهؤلاء الشهداء مهما تكلمنا عنهم فذلك قليل بحقهم وبحق ما قدموه.
ممثل فرقة العباس القتالية العقيد حاكم نعمة مكي:
زيارتنا لذوي الشهداء بالمعنى العام هي تقديم التعازي، ولكن قدومنا من كربلاء المقدسة إلى محافظة البصرة والناصرية والديوانية هي لتهنئة أهلهم بهذه الشهادة المشرفة والتي يتحسر عليها كل مؤمن، فهم قدموا الغالي والنفيس وأغلى ما يمكن تقديمه وهي أرواحهم من أجل هذا الوطن الغالي ومقدساته تحت مظلة شرعية وهي فتوى الوجوب الكفائي في الدفاع عن العراق ومقدساته والحفاظ على المبادئ الإسلامية والإنسانية الحقة، مستلهمين ذلك من مدرسة الإمام الحسين عليه السلام ، فقد سطروا أروع البطولات وحفروا أسماءهم مع من سبقهم ومع من سيلحق بهم بأحرف من نور في ذاكرة التاريخ.

رياض نعمة السلمان رئيس الوفد، ورئيس قسم الشعائر والمواكب الحسينية في العتبة العباسية المقدسة بيّن قائلاً:
بتوجيه من قبل المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه)، انطلق وفد من الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة بالتنسيق مع فرقة العباس القتالية، وكذلك مع وفد من العتبة الحسينة المقدسة بتوجيه من المتولي الشرعي سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) لتعزية أهالي وذوي شهداء فرقة العباس القتالية الذين استشهدوا في قرية البشير دفاعاً عن الدين والمقدسات.. برنامجنا يشمل زيارة كل من محافظة البصرة، والناصرية، والديوانية، وتقديم المواساة، ومبلغ من المال، وكذلك راية أبي الفضل العباس (عليه السلام ) لذوي الشهداء.
ماذا تقول للشهيد (أبو احمد)؛ كونه ممثل قسم الشعائر الحسينية والمواكب وفرقة العباس القتالية في محافظة البصرة؟
لقد فقدنا درة حسينية ولا تعوض، فقد كرس حياته أبو احمد في خدمة الشعائر الحسينية والمواكب في محافظة البصرة، فمواقفه الحسينية لا تنسى، إضافة إلى ذلك فانه منذ تأسيس فرقة العباس القتالية كان يتمنى الشهادة فقد نالها ولا ينالها إلا ذو حظ عظيم.. أبو أحمد يحبه الجميع ليس فقط أهله بل كل محافظة البصرة، وكذلك العتبة العباسية المقدسة بالأخص قسم الشعائر الحسينية..
فقدناه كأخ وصديق، فهو لم يكن مجاهداً فقط في سوح القتال، بل كان مجاهداً في عمله وفي خدمة الشعائر الحسينية والمواكب.. أسأل الله تعالى أن يلهم أهله ويلهم الجميع ويلهمنا الصبر على فقدان أبي احمد كقائد وكشخص عزيز علينا، ويغمد روحه الجنة إن شاء الله.
الشيخ ليث الساير ممثل المرجعية الدينية العليا في محافظة الديوانية:
باسمي وباسم جميع أهالي محافظة الديوانية وأهالي قضاء سومر وأهالي قرية الفاضلية، نتقدم بالشكر الجزيل إلى من قدموا وتجشموا عناء الحضور من العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وكذلك فرقة العباس القتالية، ونتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يجعل الشهداء شفعاء لنا، وأن نكون على خطاهم، لنكمل الطريق بعد هؤلاء الأبطال الذين قلنا ونقول ضحوا بأغلى ما يمكن من أجل الدفاع عن الوطن وعن العقيدة.
اليوم الديوانية فقدت ثلاثة شهداء أجلاء أبطال، رفعوا رؤوس ذويهم ومدنهم أمام إمام عصرهم (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وقد كانوا ثلة من المقاتلين الأبطال في سوح الجهاد، التزموا بفتوى الدفاع المقدس للمرجعية الرشيدة في النجف الأشرف المتمثلة بسماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)، وقد وسمهم الله تعالى بوسام الشهادة التي لا يمكن لكل شخص أن ينالها إلا بفضل من الله (عز وجل).
هكذا هم أنصار آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) وأنصار الإمام الحسين (عليه السلام ) عاهدوا الله تعالى ورسوله، وعاهدوا الشعب العراقي أن يكونوا مشاريع استشهاد لحفظ الدين والوطن والمقدسات.. أسأل الله تعالى أن يتغمد أرواحهم الجنة، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.

وفي لقاء آخر كان مع أخ الشهيد ماهر عبود معارج تحدث قائلاً:
إن ما نقدمه من تضحيات لأجل حفظ بلدنا العزيز ومقدساتنا، ليس إلا القليل مقارنة بما قدمه النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) ومن بعده الأئمة الأطهار (عليهم السلام ) لحفظ الدين الإسلامي ومحاربة النفاق.. واليوم نعيش مرحلة هي امتداد لمسيرة التضحية الخالدة على مر هذه العقود حتى ظهور القائم من آل محمد (عجل الله تعالى فرجه الشريف).. حقيقة الشهيد نال هذا الشرف ونحن فخورون به؛ كونه التحق شهيداً، وهو يقاتل الزمر الوهابية في قرية البشير.. نسأل الله تعالى أن يتقبله عنده.

علاء عبد الله حسين عم الشهيد سيف جاسم عبد الله الصريفي:
العمل الذي تقوم به العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية كبير جداً ومبارك، فهي حريصة على الوقوف مع المواطن في مختلف محافظات العراق، وهي بهذه الزيارة أنما تجسد لكرم وجود الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام )، واليوم هؤلاء الشباب يسيرون على هذه الخطى المباركة؛ لينالوا وسام الشهادة.
حقيقة الشهيد سيف كان يتمنى هذا الوسام المقدس، وهو قد ذهب مندفعاً نحوه ومن أول الملبيين لنداء المرجعية الشريفة والواجب المقدس كان من أولويات اهتمامه، فقد أخبرناه أن يحضر إلى عزاء جدته فلم يوافق على ترك واجبه.. وفي اليوم الثالث لعزاء جدته سمعنا خبر استشهاده.. ندعو الله تعالى أن يرحم شهداءنا جميعاً.

الحاج قاسم العواد معاون رئيس قسم العلاقات العامة في العتبة العباسية المقدسة:
بتوجيه من قبل المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) انطلق وفد من الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة بالتنسيق مع فرقة العباس القتالية، وكذلك مع وفد من العتبة الحسينية المقدسة بتوجيه من المتولي الشرعي سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) لتعزية أهالي وذوي شهداء فرقة العباس القتالية الذين استشهدوا في قرية البشير دفاعاً عن الدين والمقدسات، برنامجنا يشمل زيارة كل من محافظة البصرة والناصرية والديوانية، وتقديم المواساة لهم، ومبلغ من المال وكذلك راية أبي الفضل العباس عليه السلام لذوي الشهداء.
مبيناً: الشهداء كانوا ثلة من المقاتلين الأبطال في سوح الجهاد التزموا بفتوى الدفاع المقدس للمرجعية المباركة في النجف الأشرف المتمثلة بالمرجع الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) وقد وسمهم الله تعالى بوسام الشهادة التي لا يمكن لكل شخص أن ينالها إلا بفضل من الله (عز وجل)، هكذا هم أنصار آل محمد صلى الله عليه واله وسلم وأنصار الإمام الحسين عليه السلام عاهدوا الله ورسوله وعاهدوا الشعب العراقي أن يكونوا مشاريع استشهاد لحفظ الدين والوطن والمقدسات.. أسأل الله تعالى أن يتغمد أرواحهم الجنة، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.
السيد مصطفى مرتضى ضياء الدين مسؤول شعبة السادة الخدم في العتبة العباسية المقدسة:
بمزيد من الحزن والأسى، فقدنا ثلة من الأبطال الشهداء الذين تركوا بصمة في محافظاتهم، وأثراً كبيراً في قلوب محبيهم وقلوبنا من خلال معاشرتنا لهم وتعلمنا منهم التضحية والإيثار والكرم والجود، لبوا نداء المرجعية العليا في النجف الأشرف خير تلبية، ووردنا في (2 رجب عام 1437هـ) نبأ استشهادهم في قرية البشير في محافظة كركوك فهم قدموا درساً من دروس المدرسة الحسينية في الفداء والشهادة، فهذه المدرسة مهما تسلط الجبابرة وخططوا وعملوا لتفكيك صفوف مذهبنا وعقيدتنا، فلن ينالوا شيئاً مما يريدون، وقسم السادة الخدم في العتبة العباسية المقدسة يقدم أحر التعازي لذوي الشهداء ونسأل الله العلي القدير أن يسكن شهداءنا الأبرار فسيح جناته.
الشيخ عامر الكربلائي من قسم الشؤون الدينية:
قدمنا من أرض الفداء ومن عند سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام ومن عند حامل اللواء أبي الفضل العباس عليه السلام ؛ لكي نزف إلى الجنة عرساً جديداً بفقدان شهداء ضحوا بأنفسهم تاركين أثراً في نفوسنا ونفوس ذويهم، فقد آلوا على أنفسهم أن يحشروا مع زمرة محمد وآل محمد صلى الله عليه واله وسلم .
موضحاً: اليوم وجدناهم برغم المصاب الكبير والثقيل إلا أنهم بصريح العبارة كانوا مسرورين جدا بمبادرة العتبتين المقدستين، وكانوا ممتنين لحضورنا عزاء شهدائهم ففي زيارتنا هذه نقدم لهم دعماً معنوياً كبيراً، وهو ما جعلهم يبدون مرفوعين الرأس ومبتهجين رغم مصابهم، حتى إن والد الشهيد سيف في محافظة الناصرية قال لنا: إن رؤيتكم أنستني مصاب ابني الشهيد.. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يمن على أهله بالصبر والسلوان انه سميع مجيب الدعاء والحمد لله.
جعفر عذاب أحد أقارب الشهيد طاهر لازم (أبو احمد):
أتقدم بشكري وتقديري للزيارة الموقرة والمتابعة الميدانية من قبل العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية لزيارتهم مراسيم عزاء المرحوم طاهر لازم البديري (أبو احمد) الذي ضحى بالغالي والنفيس من اجل الدفاع عن الوطن، فهو من مواليد 1964م متزوج ولديه ثلاثة أولاد وأربع بنات.. بذل أقصى الجهود في خدمة العتبات المقدسة وفرقة العباس القتالية وممثلية الشعائر والمواكب الحسينية في محافظة البصرة.
وبعد الهجمة الشرسة على قطرنا العزيز، التحق بفرقة العباس القتالية للذود عن الوطن، وأصبح قائد فرقة العباس القتالية في محافظة البصرة، وكان أبو أحمد دائماً ما يقول: لن ارجع إلا وأنا شهيد أو منتصر.. وهكذا سيخلدهم التاريخ، وسيسجلهم بأسطر من نور.
سيد إبراهيم عباس نجيب العوادي أحد أقارب الشهيد عادل طالب نور نجيب العوادي:
بداية صدور فتوى الجهاد الكفائي من قبل مرجعيتنا الرشيدة في النجف الأشرف المتمثلة بسماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) أسرع السيد عادل بادي في الالتحاق في صفوف المجاهدين في الدفاع المقدس للذود عن الوطن، كان أول المتطوعين من قريته، فأخذ على عاتقه تدريب الآخرين من الشباب، وكان محبوبا بينهم.
كان آخر كلام جرى بيني وبينه قبل استشهاده بيوم اتصل بي في الساعة الثانية عشرة في منتصف النهار، وكنت أنا في العمل وقال لي: (ادعُ لنا بالنصر والتوفيق فقط).