شعبة الطفولة والناشئين تقيم دورة القاسم بن الحسن عليه السلام لإعداد مساعدي قادة المخيمات الكشفية
30-12-2018
احمد الخالدي
أي أمة تريد أن تبني مستقبلاً زاهراً، لا بد لها من الاهتمام بفئتي الأشبال والشباب؛ لأنهم صناع المستقبل وذخره وكيانه الحقيقي، وقد أدركت العتبة العباسية المقدسة أهمية ذلك، فأنشأت مشروعها المبارك (اشبال الكفيل) ليحتضن الناشئة من شبابنا الواعد، ليكونوا عماد مشاريعنا الانسانية القادمة والقاعدة لبناء مستقبل مشرق...
صدى الروضتين التقت بالأستاذ (كمال الباشا) مسؤول شعبة الطفولة والناشئين التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، والذي حدثنا عن هذه الدورة قائلاً:
هذه الدورة هي دورة القاسم ابن الامام الحسن عليهما السلام وهدفها إعداد وتهيئة مساعدي قادة المخيمات الكشفية، وهذه هي الدورة التمهيدية، وسيكون في المستقبل القريب دورات أخرى مكملة، يكون مستواها أعلى من هذه الدورة، لغرض إعداد هؤلاء الفتية، ليكونوا قادة للمخيمات في المستقبل إن شاء الله تعالى.
وتتضمن هذه الدورة دروسا خاصة في التنمية البشرية، تم تهيئتها وتبليغ قسم التخطيط والتنمية البشرية بها, وتتركز المحاضرات الموجهة لهؤلاء الفتية على كيفية قيادة مجموعة، وقبل ذلك يبدأ المشترك بنفسه، وكيف يعد نفسه ويهيئها ليكون قائداً لمجموعة، وطبعا هناك دروس خاصة بتنمية القدرات الذاتية.
صدى الروضتين: هل هناك مواصفات خاصة للمشتركين بهذه الدورة؟
طبعاً هناك مواصفات خاصة، فمن خلال الدورات السابقة التي أقامتها الشعبة، تم فرز مجموعة من الفتيان، وهؤلاء مؤهلون لمثل هذه الدورة؛ لامتلاكهم مميزات القيادة وقابلية على المبادرة والاحساس بالمسؤولية، والاندماج مع المجموعة التي هم فيها.
وقد تم اختيار مجموعة من هؤلاء الفتيان وعددهم(35) فتى، وسيتم انتخاب (15) فتى من هؤلاء المشتركين في هذه الدورة، لغرض زجهم في دورة تأهيلة اخرى، ليكونوا في المستقبل قادة مخيمات.
صدى الروضتين: هل يخضع المشتركون في هذه الدورة لاختبارات تؤهلهم ليكونوا مساعدي قادة؟
نحن نطمح لاختيار نموذج عال من الفتيان، يخضعون بطبيعة الحال لاختبارات نوعية، ونرجو أن يكون عدد الناجحين في الاختبار كبيرا جدا، لكننا وضعنا حدا أدنى للذين سوف يتأهلون للدورة اللاحقة. وبعد نهاية هذه الدورة، سيكون لدى المؤهلين نموذج عمل كشفي، هو تطبيق واختبار عملي، يكون معهم (150) من الكشافة، وسوف يكون هناك دورة لإعداد القادة.
صدى الروضتين: ما هي أعمار الفتيان الذين يتم اختيارهم لهذه الدورة؟
الأعمار تتراوح بين مرحلة الثاني المتوسط الى مرحلة الخامس الاعدادي، وقد وفقنا الله تعالى لاختيار نخبة من الفتيان الملتزمين والمندفعين بشكل عال، وهذا الالتزام العالي هو من الصفات المهمة في المخيمات الكشفية.
إضافة الى أنهم مهيؤون نفسياً لمثل هذا الأمر؛ لأنهم جاؤوا بهذه الرغبة والاندفاع.
صدى الروضتين: ما هي البرامج الأخرى التي تتضمنها الدورة؟
تتضمن الدورة محاضرات دينية يلقيها بعض المشايخ الفضلاء من قسم الشؤون الدينية، وتعتمد المحاضرات التي يلقيها هؤلاء المشايخ على بعض العناوين التي نختارها، والتي تتناسب واعمار هؤلاء الفتية، ابتداء من مسائل الصلاة والوضوء باعتبارها أموراً ابتلائية يحتاجها كل انسان، فضلاً عن عناوين أخَر يحتاجها الفتيان في جانب الفقه والأخلاق والعقيدة...
علماً أن برنامج الدورة معد مسبقا وفق آليات معينة مبنية على خبرة أصحاب الخبرة في مجال المخيمات الكشفية، والمحاضرات التي تحتاجها مثل هذه المحاضرات، وهم القادة الذين نعتمد عليهم في اقامة هذه المخيمات.
الأستاذ (فلاح نوري مطر) قائد كشفي في مخيمات اشبال الكفيل:
بعد اشتراكنا بدورات عديدة في لبنان وايران تحت اشراف كشافة الامام المهدي (عجل الله فرجه)، وكشافة الامام الرضا عليه السلام، فضلاً عن الدورات التي تلقيناها في العراق، أصبحنا مؤهلين لقيادة المخيمات. ولأن الشباب العراقي مهمش، ويحتاج الى الكثير من الدعم، اشتركنا بدعم من العتبة العباسية المقدسة وبالتحديد شعبة الطفولة والناشئة التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية، لذا كان مشروع أشبال الكفيل الذي تبنته العتبة العباسية المقدسة هو المشروع الرائد، والذي يركز على فئة الفتيان من عمر (14-17) سنة، فكان البدء بتشكيل أربع لجان، وهي: (لجنة الاعلام، ولجنة البرامج والمناهج، ولجنة الفنون والمواهب، ولجنة النشاطات).
أما بالنسبة الى لجنة الاعلام فعملها الاشراف على النشر ومنتدى اشبال الكفيل، فضلاً عن اهتمامها بتنمية مواهب الفتية الذين لديهم ميول تختص بالاعلام: كالتصوير، ومن مهامها ايضا انتاج بعض الأفلام الهادفة التي تخص الفتيان.
أما لجنة النشاطات فتعنى بالمهرجانات والمسابقات لغرض نشر الوعي بين صفوف الشباب، وخلق الحافز لديهم للمنافسة، وتبقى لجنة الفنون والمواهب هي العمود الفقري بالنسبة للجان الاخرى، ومهمتها استكشاف وتنمية المواهب لدى الاشبال: كالفنون المتعلقة بالمسرح كتابة وتمثيلا، او الانشاد الديني...
وقد اكتشفنا لدى الفتية الذين اشتركوا في دوراتنا العديد من الشباب الذين لديهم مواهب مسرحية تتعلق بالاخراج او بالازياء المسرحية، فضلا عن الاخراج المسرحي. وهناك لجنة البرامج والمناهج، ومهمتها اعداد البرامج والمناهج لنشاطات أشبال الكفيل.
أما بالنسبة لهدف هذا المشروع، فهو اعداد جيل من الشباب الواعي المثقف الملتزم دينيا واخلاقيا، والقادر على احداث التغيير في المجتمع؛ لأن الشباب هم قادة المستقبل، فلابد ان يكون الشاب من الان ذا شخصية قوية، ومحصنا فكريا؛ لكي يستطيع مواجهة التيارات الفكرية المنحرفة.
اما بالنسبة لهذه الدورة، فهي دورة لاعداد مساعدي قادة المخيمات، وهي دورة اولية، وسيكون هناك دورة اخرى تأهيلية، واخرى ختامية يتخرج بعدها الاشبال بصفة مساعد قائد مخيم كشفي، وسيكون مسؤولا عن (10) عناصر من الكشافة إن شاء الله... نتمنى ان تكون هذه الدورة بذرة خير لدورات اوسع ضمن هذا المشروع المبارك.
الأستاذ (علي حسين عبد زيد) قائد كشفي في مخيمات اشبال الكفيل، مسؤول وحدة الانشطة والمخيمات شعبة الطفولة والناشئة التابعة للعتبة العباسية المقدسة:
قبل انتسابي للعتبة العباسية المقدسة، اشتركت في عدة مخيمات منها: المخيمات في مرحلة الدراسة الجامعية، وعملت ضمن جمعية كشافة الامام الهادي عليه السلام لأكثر من سنة، بعدها نشأت فكرة القيام بمشروع كشافة الكفيل، وتم التنسيق مع مسؤول شعبة الطفولة، واشتركنا بالعديد من المخيمات، بعد ذلك تأسست وحدة اشبال الكفيل ضمن شعبة الطفولة والناشئين التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، واقمنا اكثر من ستة مخيمات ضمن هذا المشروع، وما زلنا مستمرين في اقامة المخيمات الكشفية. اما هذه الدورة فهي دورة خاصة لإعداد مساعدي قادة المخيمات.
صدى الروضتين: ما الهدف الذي تسعى اليه وحدة اشبال الكفيل؟
بعد ان كتبنا خططنا المستقبلية التي نعمل على تحقيقها، كان من اهم الاهداف بالنسبة لمشروع اشبال الكفيل ان يكون في مدينة كربلاء المقدسة (15000) شاب كشفي، بالإضافة الى (100) قائد كشفي بمواصفات مميزة، ويترتب على ذلك احداث نقلة نوعية في المجتمع، حيث ان هؤلاء الفتية بشكل او بآخر سوف يتأثرون بالدورات والمحاضرات التي يتلقونها في المخيم الكشفي، وعلى كافة المستويات.
وضمن عملنا، تم توزيع المهام على اللجان الاربعة، واهمها لجنة الفنون والمواهب التي وظيفتها استكشاف المواهب لدى الفتيان: كموهبة الشعر وقراءة القرآن والانشاد الديني اضافة الى المسرح الذي سوف يتم تفعيله قريبا ان شاء الله.
وكذلك سنقوم باقامة دورات في الاسعاف الاولي. اما بالنسبة للدروس والمحاضرات التنموية، فنحن نضع في الحسبان سن الفتيان، ومدى تقبلهم للمادة العلمية التي تعطى لهم، وبداية ركزنا على محاضرات تحديد الاهداف والتخطيط الاستراتيجي الشخصي؛ لأن مثل هذه المحاضرات تنفعهم كأفراد، وهي بداية مفيدة باعتبار ان كل انسان يحتاج ان يضع خطة ورؤية لحياته المستقبلية، ولابد لنا في هذا المجال من الاستفادة من تجارب الاخرين.
الطالب (سلام محمد عبد الرسول) الصف الخامس الادبي:
جاء اشتراكنا في هذه الدورة بناء على اشتراكنا في مخيمات كشفية سابقة، وكنا من المتميزين في تلك المخيمات، لذا تم الاتصال بنا لغرض اشراكنا في هذه الدورة، ومن المؤكد أن لهذه الدورة منافع كثيرة منها: كيف ننظم حياتنا، ونرسم مستقبلنا، ونقود انفسنا قبل كل شيء، ومن ثم نفيد زملاءنا الاخرين ضمن المجموعة من خلال تدريبنا على التواصل الاجتماعي الذي له اهمية بالغة في التأثر والتأثير.
الطالب (عبد الرسول حمودي حسين) الصف الخامس الادبي:
ان مثل هذه الدوات الكشفية مفيدة جدا للشباب؛ لأنها تعلم الشاب الكثير من المهارات، وتعرفه بالكثير من الامور التي يجهلها، حيث تضمنت الدورة دروسا في العقائد والفقه والاخلاق، ودروسا في التنمية البشرية المتنوعة، فضلاً عن المساحة المخصصة من الوقت للالعاب والنشاطات الرياضية... ومثل هذه الدورات سوف تنعكس على المستوى الدراسي، وتطور من الاساليب التي نتعامل بها مع الوقت ومع المادة العلمية.
الطالب (سيف الدين محمد كاظم) الصف الخامس العلمي:
استفدت كثيرا من خلال مشاركتي في مخيمات اشبال الكفيل، حيث تلقينا الكثير من الدروس الدينية، ودروس في التنمية البشرية، وبعض النشاطات الرياضية. وقد تم اختيارنا للاشتراك في هذه الدورة على اساس تميزنا في المخيمات السابقة، وتقييم القادة لنا، وقد استفدنا كثيرا من هذه الدورات والمحاضرات التثقيفية، وهناك فائدة اخرى مهمة جدا لمثل هذه الدورات الكشفية، وهي التعرف على زملاء واصدقاء جدد، مما يزيد من التواصل بين افراد فئة الشباب، وهذا التواصل تترتب عليه فوائد كثيرة.
وفي نهاية أيام هذه الدورة الكشفية، كان هناك استعراض كشفي لعناصر هذا المخيم، جددوا فيه الولاء لأهل البيت عليهم السلام، وقاموا فيه ببعض النشاطات، منها إلقاء القصائد الشعرية.