الحفل السنوي بمناسبة مولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام

30-12-2018
احمد صالح
العتبة العباسية المقدسة أقامت الحفل السنوي بمناسبة مولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
بالتعاون مع جامعة ذي قار
التمسك بالأوامر الإلهية، والسير وفق الضوابط القرآنية التي جعلها الباري (عز وجل) دستوراً للبشرية جمعاء، هو من الأمور التي فيها الفلاح والفوز بالدنيا والآخرة هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فأن هذا الدستور يجب أن يكون هناك من يبين دقائقه ومفاصله المختلفة؛ ليكون عبارة عن منهج تطبيقي على أرض الواقع، ولا يختص فقط بالجانب النظري، فما جاء في القرآن الكريم على لسان نبيه الأكرم محمد J وأهل بيته عليهم السلام هو الدستور الالهي المعصوم عن الزلل يهدي البشرية نحو بر الأمان والفوز بالدنيا والآخرة، وأن من الكرامات التي خص بها الله سبحانه وتعالى النبي وأهل بيته عليهم السلام بأن جعلهم اللسان الناطق لكتابه العزيز، اذ لا يمكن لأحد أن يحصي ما لفضل اهل بيت النبوة عليهم السلام على الخليقة، وهذا لا يدركه الا من عرف حقهم وتمسك بهم وبوصاياهم عليهم السلام.
ولا يخفى على احد ما للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام من منزلة عند الله سبحانه وتعالى، اذ انه يغضب لغضبها، ويفرح لفرحها..
وهذا ما أكده سيد الكونين J، فبمولدها ازدانت السموات والارض بالطهر والقداسة مستنيرة بنورها عليها السلام ، لذلك تنشر مظاهر الفرحة بين محبي العترة الطاهرة في ذكرى مولد بضعة الهادي.
إن للشريحة المثقفة في المجتمع الدور الابرز والاكبر في بناء المجتمع، فانطلاقاً من هذا الأساس، تسعى الامانة العامة للعتبة العباسية المقدسة الى تقوية جذور التواصل مع المؤسسات الاكاديمية، فكان مشروع فتية الكفيل الوطني الذي اطلقته العتبة العباسية المقدسة ومن خلال شعبة العلاقات الجامعية التابعة للعتبة المقدسة الاساس الاول لاستقطاب طلبة الجامعات ليس في مدينة كربلاء المقدسة بل في جميع محافظات العراق.
يعمل هذا المشروع على زيادة الوعي الديني لدى الطلبة، وكذلك تنظيم المهرجانات المختلفة وخصوصا في المناسبات الخاصة بولادات ووفيات الائمة الاطهار عليهم السلام، فمن ضمن تلك المهرجانات هو مهرجان الزهراء السنوي الاول الذي اقيم بمناسبة ميلاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام وبالتعاون مع جامعة ذي قار.


فقد شهدت كلية التربية للعلوم الصرفة في جامعة ذي قار إقامة هذا الاحتفال البهيج الذي ابتدأ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ السيد عمرو العلا الكفائي، اعقبها كلمة رئيس جامعة ذي قار الأستاذ الدكتور رياض شنتة جبر.. بين فيها قائلاً:
نجتمع اليوم في ذكرى الولادة الميمونة لسيّدتنا ومولاتنا أمّ ابيها فاطمة الزهراء عليها السلام التي مهما وصفناها فلن نبلغ مضمار ما نسعى وندعو اليه فهذه هي الزهراء عليها السلام ، ولكن يبقى ماذا نستفيد من آثارها عليها السلام ؟
وأضاف: نحن اليوم أمامَ درس من الدروس التي يجب أن نستنبط منها الكثير، ولربّما هذا الاحتفالُ هو وقفة في تاريخنا بشكل سنويّ لنجدّد دراسة الواقع ودراسة ما يحصل، اليوم نتعلّم منها معنى القيم ومعنى المرأة الصالحة التي خدمت في بيت أبيها وبعلها، فالكلّ يعلم أنّ الزهراء ابنة خيرِ خلقِ الله تعالى، وكانت محتشمة ووقورة ومثالاً لكلّ امرأة، نشكر العتبة العباسية المقدّسة على تواصلها واهتمامها بهذه النشاطات.
أعقبتها كلمة نائب الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة المهندس بشير محمد جاسم الربيعي.. تحدث فيها قائلاً:
إنّ الله تبارك وتعالى أنعم علينا وابتلانا بآل الرسول J، وقد يتساءل أحدٌ لأوّل وهلة: كيف يكون آل البيت ابتلاء؟ والحقيقة أنّ الابتلاء نوعان: ابتلاء رحمة وابتلاء نقمة، ابتلاء الرحمة عندما يمنّ الباري (عزّ وجلّ) على الإنسان بنعمه المادّية أو المعنوية من مال وسلطان وأولاد، هذه نعمٌ فيها كلّ الخير، ولكن هناك مساءلة على هذه النعم، كيف يجري التعامل معها؟ هل تعامَلَ بالإحسان مقابل هذه النعم الربانية؟ أمّا النعم التي فيها نقمة - والعياذ بالله - لا علاقة لنا بها؛ لأنّ فيها سخط وغضب الباري (عزّ وجلّ) على قومٍ ضلّوا وعاندوا آل بيت الرسول عليهم السلام.
حتماً هم أفضل النعم التي أنعم بها الله تبارك وتعالى علينا، ولكن قبال هذه النعمة هناك تبعاتٌ كثيرة يجب علينا أن نرد ونقابل بها هذه النعمة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تبعة أن نكون مع ملّة آل رسول الله عليهم السلام.
مضيفاً: إن الجهاد أعلى مرتبةً من مراتب رضا الباري (عزّ وجلّ)، لذا فالوجوب الكفائيّ الذي أعلنته المرجعيةُ الرشيدةُ هو ابتلاء النعمة والخير؛ لأنّ مَنْ يكون موفّقاً لهذا الجهاد خصوصاً جهاد القتال والجهاد بالنفس هو أقصى غاية الجود وهو أعلى مرتبة ينالها المجاهد.
وتابع: في هذه الأيام نعيش ذكرى الزهراء عليها السلام ، فالزهراء لم تولد لأجل هذه المناسبة وإحيائها، الزهراء لها مكانةٌ كبيرة عند الله تبارك وتعالى، وتجلّت بالكلام والفعل من قبل رسول الله J، نسأل الله تعالى أن نكون جميعاً ممّن تلتقطهم الزهراء عليها السلام في ذلك اليوم.
بعدها ألقي بحث بعنوان شذرات من حياة السيدة الزهراء عليها السلام للدكتور حسين علي الشهراني من جامعة ذي قار، كما كان للشعر الفصيح والشعبي حضور في هذه الاحتفالية، وكانت اولى القصائد للدكتور علي الزيدي اعقبتها قصيدة الدكتور جراح كريم.. ليأتي الدور على الشعر الشعبي، فكانت أولى القصائد للشاعر مصطفى المالكي، ليعقبه الشاعر سجاد الغريب، من ثم القيت موشحات بحب أهل البيت عليهم السلام للرادود محمد امير من شعبة العلاقات الجامعية، لتختتم فعاليات المهرجان بتوزيع الهدايا على المشاركين، ثم انطلق الحضور لافتتاح معرض الكتاب الذي أقيم على هامش المهرجان.
صدى الروضتين كانت حاضرة، وأجرت لقاء مع الأستاذ أزهر الركابي مسؤول شعبة العلاقات الجامعية في العتبة العباسية المقدسة ليتحدث قائلاً:
ضمن الخطة الموضوعة لهذا العام باشرت شعبة العلاقات الجامعية المتمثلة بوحدة النشاطات الجامعية في اقامة مهرجان فاطمة الزهراء عليها السلام السنوي في اروقة جامعة ذي قار حيث شهد هذا المهرجان كثرة في البرامج المعدة وهذا باختلاف المهرجانات التي اقيمت في السنوات الماضية حيث شاركت العتبات المقدسة في معرض الكتاب المقام على هامش هذا المهرجان حيث يهدف هذا المهرجان وغيره الى الارتقاء بالمستوى الثقافي للطالب الجامعي؛ كونه عماد البلد والسند الحقيقي لنموه.